أفاد البيت الأبيض، الأحد، بأن الغارات التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف تابعة لجماعة "الحوثيين" في اليمن، قتلت عدداً من القادة الرئيسيين في جماعة الحوثي، فيما ذكر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن الضربات الأميركية "ستستمر بلا هوادة، حتى يتوقفوا عن استهداف السفن المدنية والعسكرية في البحر الأحمر".
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض مايك والتز، لـABC News، إن "الغارات الجوية الأميركية استهدفت وقتلت عدداً من قادة الحوثيين"، معتبراً أن هذه الضربات "تختلف عن الضربات العديدة التي شنتها إدارة (الرئيس السابق جو) بايدن".
وأضاف والتز: "لم تكن هجمات عشوائية، بل كانت رداً ساحقاً استهدف بالفعل عدداً من قادة الحوثيين"، متهماً إيران بـ"مساعدة الحوثيين في مهاجمة السفن الحربية الأميركية وسفن التجارة العالمية".
كما قال وزير الدفاع الأميركي هيجسيث في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إن "هذه الحملة تهدف لضمان حرية الملاحة واستعادة الردع، في اللحظة التي يقول فيها الحوثيون إنهم سيتوقفون عن استهداف سفننا، وطائراتنا المسيرة، ستنتهي هذه الحملة". وتابع: "لكن حتى ذلك الحين، ستستمر بلا هوادة".
ولفت وزير الدفاع الأميركي إلى أن القوات الأميركية "أسقطت عشرات الذخائر الثقيلة الدقيقة"، ووصفها بـ"الرسالة الواضحة للحوثيين، وأيضاً لإيران"، معتبراً أن طهران "هي الداعم الرئيسي" للجماعة.
بدوره قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأحد، إن هذه الضربات "ستستمر حتى يفقد الحوثيون القدرة على مهاجمة حركة الملاحة العالمية والبحرية الأميركية"، مضيفاً، في تصريحات لشبكة "CBS News"، أنه "لا يوجد أي حديث عن شن عمليات برية أميركية في اليمن" لأنه "لا يوجد ضرورة لذلك في الوقت الحالي".
"المزيد من الإجراءات"
وقال مسؤول في "البنتاجون" إن من المتوقع اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد الحوثيين خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وأضاف المسؤول لشبكة "CNN"، الأحد، أن الضربات على الحوثيين في اليمن ليست استثنائية، وإنما بداية لسلسلة متواصلة من الأحداث ستستمر أياماً إن لم تكن أسابيع.
وأضاف المسؤول، الذي لم تسمه الشبكة الأميركية، أنه "لن يكون هناك غزو أو قوات برية، لكن ستكون هناك سلسلة من الهجمات الاستراتيجية الموجهة والمستمرة".
وأضاف أن الإجراءات الإضافية ضد الحوثيين ستعتمد على تقييم الأضرار الناتجة عن هذه السلسلة من الضربات، لافتاً إلى أن من المتوقع اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد الحوثيين خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
"استهداف السفن الأميركية"
من جهته قال زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي، الأحد، إن الجماعة "ستستهدف السفن الأميركية في البحر الأحمر ما دامت الولايات المتحدة مستمرة في هجماتها على اليمن".
وأضاف في خطاب تلفزيوني، في إشارة إلى الهجمات الأميركية، أنه "إذا استمروا في عدوانهم، سنستمر في التصعيد".
وفي وقت سابق، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، إنهم استهدفوا "حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان والقطع الحربية التابعة لها بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة"، مضيفاً في بيان، أوردته وكالة "رويترز"، أنهم لن يترددوا في" استهداف كافة القطع الحربية الأميركية" في المنطقة.
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين، الأحد، أن الهجمات الأميركية على اليمن قتلت 53، "من بينهم 5 أطفال وامرأتين"، بالإضافة إلى إصابة 98.
وأفاد مراسل "الشرق" في اليمن بأن الضربات الأميركية غير المسبوقة التي استهدفت الحوثيين في اليمن، بدأت في الثامنة مساء السبت بالتوقيت المحلي واستمرت لمدة 9 ساعات، واستهدفت أماكن متفرقة في صنعاء وصعدة وذمار ومأرب والبيضاء وحجة.
وذكرت وزارة الصحة التي يديرها "الحوثيون" إن "الضربات الأميركية على اليمن أسفرت عن سقوط 31 وإصابة 101 آخرين.
وهدد المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام باستهداف السفن الملاحية والبارجات الأميركية في البحر الأحمر، إضافة إلى حاملات الطائرات المتمركزة أيضاً في مضيق باب المندب وخليج عدن.
وأضاف عبد السلام أن "الضربات الأميركية استهدفت بلداً ذات سيادة، وأن القصف لن يثنيهم عن مساندة الفلسطينيين في قطاع غزة".
ويترقب الشارع اليمني الرد الحوثي، ويترقب أيضاً رداً أكبر من الولايات المتحدة، باعتبار أن الضربات الأميركية التي طالت الحوثيين غير مسبوقة، واستهدفت أحياءً سكنية في مناطق صنعاء وصعدة، كما استهدفت للمرة الأولى بنية تحتية، من بينها محطة الكهرباء في صعدة والتي خرجت عن الخدمة.
وذكر إعلام رسمي أن "الضربات الأميركية قتلت وأصابت نحو 6 من قيادات الصف الأول في جماعة الحوثي، وذلك أثناء استهداف الغارات لمنزل يقع بالقرب من وزارة النفط في صنعاء"، دون مزيد من المعلومات أو التأكيد من قبل الحوثيين.
إيران وسلطنة عمان
وفي ما يتعلق بردود الفعل، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، الأحد، أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بحث مع نظيره العماني بدر البوسعيدي التطورات في المنطقة وخاصة الهجمات الأميركية الأخيرة على اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن الوزيرين أكدا في هذا اللقاء "أهمية تهيئة الظروف المواتية للحلول الدبلوماسية واستخدام قنوات الحوار والوسائل السلمية لمعالجة القضايا وخفض التوتر".
سلسلة هجمات استراتيجية
وأفاد إعلام حوثي بوقوع غارات أميركية بريطانية على عدة مواقع بمحافظات صنعاء وصعدة وحجة والبيضاء وذمار.
وأكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام على منصة إكس أن الجماعة سوف ترد على "العدوان الأميركي البريطاني"، مشيراً إلى أن قواته على أتم الجاهزية.
من جانبه، حمّل وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الأحد، الحوثيين مسؤولية الضربات العسكرية الأميركية والبريطانية التي تعرضت لها بلاده السبت، وكذلك مسؤولية تحويل اليمن إلى ساحة حرب مفتوحة.
وكتب الإرياني في منشور على منصة "إكس" إن "الحوثيين لا يهتمون بمستقبل اليمن ويقامرون بحياة الشعب خدمة لأجندات إيران"، مشيراً إلى أن "اليمن والمنطقة لن ينعما بالأمن ولا الاستقرار ما دام الحوثيون متشبثون بخيار الحرب والسياسات التدميرية".
وخلال العام المنصرم، قصفت جماعة الحوثي أهدافاً في إسرائيل بالصواريخ والطائرات المُسيرة، وتقول أيضاً إنها تستهدف السفن التابعة لإسرائيل أو المتجهة إلى موانئ إسرائيلية دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة. ودفعت الهجمات الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل إلى قصف أهداف تابعة للحوثيين في اليمن.