أودت نيران طائرات مسيّرة إسرائيلية بحياة 5 فلسطينيين في وسط قطاع غزة، الاثنين، وسط غياب أي بوادر على إحراز تقدم في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس".
وذكر إعلام فلسطيني، الاثنين، أن غارات إسرائيلية قتلت 5 فلسطينيين في هجومين بمحافظة الوسطى في غزة، فيما قال مسعفون إن 3 أشخاص أصيبوا في غارة جوية أخرى في رفح بجنوب القطاع.
وقالت حركة "حماس"، في بيان صحافي، الاثنين، إن إسرائيل تواصل "انتهاكاتها الخطيرة" لاتفاق وقف إطلاق النار، واستهداف المواطنين العزل، مشيرة إلى قتل الطائرات المسيّرة الإسرائيلية 5 فلسطينيين، وسط قطاع غزة.
ولفتت الحركة إلى ارتفاع ضحايا الضربات الإسرائيلية إلى قرابة 160 فلسطينياً منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
"فجوات كبيرة"
وبشأن ملف المفاوضات، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الوفد الإسرائيلي المفاوض عاد من القاهرة دون تحقيق أي تقدم مع حركة "حماس".
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن "الفجوات لا تزال كبيرة" بين موقفي إسرائيل و"حماس" بشأن المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن "فريق التفاوض مستعد للتوجه إلى محادثات إضافية، وفقاً للتحديثات التي ستتلقاها الدول الوسيطة"، مشيراً إلى أنه "من المتوقع وصول وفد من حماس إلى مصر غداً (الثلاثاء).
وزار وفد إسرائيلي القاهرة، الأحد، لإجراء مباحثات مع مسؤولين مصريين كبار بشأن موقف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وذلك وسط مفاوضات مستمرة حول مقترح ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي لتمديد وقف إطلاق النار في القطاع.
ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في يناير الماضي 3 مراحل، انتهت المرحلة الأولى منه في 1 مارس الجاري، في حين يمتنع نتنياهو عن بدء مفاوضات المرحلة الثانية، قائلاً إنه يوافق على خطة من ويتكوف تقضي بتمديد الهدنة إلى منتصف شهر أبريل مقابل إطلاق سراح نصف المحتجزين.
وقالت مصادر مطلعة على المقترح الأميركي لـ"الشرق" إنه ينص على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لمدة 50 يوماً إضافية، مقابل إطلاق سراح 5 محتجزين إسرائيليين، فيما تطالب إسرائيل بالإفراج عن 11 محتجزاً إسرائيلياً وجثامين 16، ووقف لإطلاق النار مدته 40 يوماً، بينما تريد "حماس" إطلاق سراح محتجز إسرائيلي أمريكي واحد، إضافة إلى جثامين 4 محتجزين يحملون الجنسية الأميركية.
وأكد المتحدث باسم "حماس" عبد اللطيف القانوع، الاثنين، إن الحركة "التزمت بكامل بنود الاتفاق، والاحتلال تنصل من بعض البنود ويعمل على إفشال الاتفاق وفرض شروط جديدة".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، أن إسرائيل أبلغت الوسطاء استعدادها لمواصلة محادثات وقف إطلاق النار في غزة، بناء على ردهم على اقتراح أميركي بالإفراج عن 11 من المحتجزين الأحياء وجثامين نصف الأموات.
خطة إعادة الإعمار
وفي سياق ملف إعادة الإعمار، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، إن إعادة إعمار غزة بصورة تضمن التعامل مع القطاع كجزء أصيل من الأراضي الفلسطينية "أمر أساسي وجوهري" لنجاح الخطة المصرية.
وقالت الوزارة، في بيان، على فيسبوك إن الوزير استضاف اجتماعاً مع أكثر من مائة سفير أجنبي وممثلي السفارات والمنظمات الدولية، حيث تم تقديم عرض مرئي حول خطة إعادة إعمار قطاع غزة.
واستعرض عبد العاطى الخطة المتكاملة لإعادة إعمار القطاع التى وضعتها مصر بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، مشيراً إلى وجود متطلبات أساسية لنجاح الخطة، وهي تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإدارة مرحلة التعافي المبكر وإعادة الأعمار بصورة تضمن الملكية الفلسطينية والتعامل مع الوضع في القطاع باعتباره جزءاً أصيلاً من الأراضي الفلسطينية.
كما تشمل متطلبات إنجاح الخطة "تمكين السلطة من العودة لقطاع غزة للاضطلاع بمسؤولياتها من خلال إنشاء لجنة مستقلة وغير فصائلية لإدارة شئون القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية".
وأشار عبد العاطي إلى وجود مقترح بأن يقوم مجلس الأمن بدراسة تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك من خلال تبني قرار للمجلس لنشر قوات حفظ سلام أو حماية دولية بتكليف واختصاصات واضحة، وفي إطار وبرنامج زمني يضمن تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.
من جانبه قال وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار إن أكثر من 107 آلاف فلسطيني عبروا من قطاع غزة إلى مصر منذ بداية الحرب لتلقي العلاج، بتكلفة تجاوزت 570 مليون دولار.
وأودت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 بحياة أكثر من 48 ألف فلسطيني وحولت غزة إلى أنقاض.