نشبت مشادة كلامية بين النائب الديمقراطي جيمي جوميز ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA جون راتكليف، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، بعد سؤال عما إذا كان وزير الدفاع بيت هيجسيث مخموراً عند مشاركته "معلومات سرية" على تطبيق "سيجنال" بشأن الضربات ضد الحوثيين.
وارتبط اسم هيجسيث بالتناول المفرط للكحول في أكثر من مناسبة، إذ قدمت شقيقة زوجته السابقة، دانييل هيجسيث، إفادة خطية إلى أعضاء مجلس الشيوخ قبل التصويت على تأكيده وزيراً للدفاع، زعمت فيها أنه يفرط في تناول الكحول، وهو ما نفاه مؤكداً أن الأمر تحت سيطرته.
كما أثار مقطع فيديو متداول يظهر وزير الدفاع الأميركي وهو يتناول مشروباً خلال مؤتمر صحافي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) جدلاً واسعاً. فقد اعتبر بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أنه كان مشروباً كحولياً، استناداً إلى لون السائل البني، بينما رأى آخرون أن اللون قد يكون نتيجة انعكاس الضوء.
وقال النائب جوميز، خلال جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ، إن "أحد الأمور التي سنحقق فيها هو ما الذي حدث فعلاً"، مضيفاً أن "الشخصية الرئيسية المتورطة في هذه الدردشة (محادثة سيجنال)، والتي يرغب الكثيرون في استجوابها، هي وزير الدفاع بيت هيجسيث".
هل تناول الكحول؟
ووجه جوميز سؤالاً إلى مديرة المخابرات الوطنية الأميركية تولسي جابارد، قائلاً: "هل لديكم علم، هل كان بيت هيجسيث قد شرب الكحول قبل أن يشارك معلومات مصنّفة سرية؟، لترد: "ليست لديّ أي معرفة بعادات وزير الدفاع الشخصية".
وكرر جوميز السؤال نفسه إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA جون راتكليف، الذي أجاب: "لا، وسأجيب على ذلك بوضوح. أعتقد أن هذا النوع من الأسئلة مهين. والإجابة هي لا".
وقاطع جوميز وراتكليف بعضهما البعض، قبل أن يواصل النائب الديمقراطي حديثه: "اسمع، لا أريد أن أصرف الانتباه عن العمل الجيد الذي تقوم به وكالة الاستخبارات المركزية أو مجتمع الاستخبارات. لكن هذا السؤال يشغل بال كل أميركي الآن. لقد وقف الوزير أمام منصة في أوروبا وهو يحمل كأساً في يده، وبالطبع نريد أن نعرف ما إذا كانت كفاءته قد تأثرت".
وتابع: "إذا كان الناس يسألون عمّا إذا كان أداء الجنرال لويد أوستن (وزير الدفاع في إدارة الرئيس السابق جو بايدن) قد تأثر بسبب مشكلة في القلب، أو إذا كانت كفاءته قد تراجعت، فمن الطبيعي أن نسأل عن شخص مسؤول عن ضربات عسكرية حساسة".
وحاول راتكليف مقاطعة جوميز بالحديث عن "نجاح مهمة" قصف الحوثيين، لينفعل جوميز قائلاً: "أريد وقتي".
وأضاف النائب الديمقراطي: "الأمر جدي. نحن في هذه اللجنة تلقينا إحاطات أمنية حول استخدام تطبيق سيجنال. وأحد الأمور التي قيلت لنا بوضوح هو: "أكثر طريقة آمنة للاتصال هي المكالمات، وأقلها أماناً هي الرسائل النصية. ونحن نعلم أن الروس والصينيين يستهدفون هواتفكم وأجهزتكم طوال الوقت".
ودافع راتكليف عن موقفه، قائلاً إنه استخدم قناة مناسبة لنقل معلومات حساسة، مضيفاً: "كان مسموحاً لي القيام بذلك، ولم أنقل أي معلومات مصنّفة سرية".
وتابع: "في نهاية المطاف، ما يهم حقاً هو أن المهمة كانت ناجحة بشكل استثنائي. وهذا ما يجب أن نركّز عليه، لأنه هو ما حدث فعلاً، وليس ما كان يمكن أن يحدث".
مطالب بالاستقالة
ونشرت مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية، الأربعاء، ما قالت إنه "خطط الهجوم الأميركي على الحوثيين في اليمن"، والتي تم تسريبها عبر تطبيق "سيجنال".
واتهمت المجلة الأميركية عدداً من مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ"الكذب" بعد نفيهم نشر خطط سرية على مجموعة في "سيجنال" ضمت كبار المسؤولين الأمنيين في الإدارة الأميركية، ورئيس تحرير "ذا أتلانتيك" جيفري جولدبرج، الذي قال إنه تم دعوته لهذه المجموعة عن غير قصد من قبل مستشار الأمن القومي مايكل والتز.
وخلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ، الأربعاء، عرض النائب الديمقراطي راجا كريشنا مورثي صورة شاشة (screenshot) لمحادثة تطبيق "سيجنال"، قائلاً إن ما تضمنته الرسائل يُعد "معلومات سرية" بحسب التعريفات الواردة في الأمر التنفيذي الصادر عن إدارة ترمب، ودليل وزارة الدفاع الأميركي بشأن تصنيف المعلومات.
وأضاف مورثي أن وزير الدفاع كشف عن خطط عسكرية ومعلومات مصنفة، وعليه أن يستقيل فوراً، ودعا إلى فتح تحقيق شامل حول ما إذا كانت هناك محادثات أخرى مشابهة تُجرى عبر تطبيق "سيجنال" داخل الإدارة الأميركية.
وأكد النائب أن خطورة تسريب مثل هذه المعلومات تكمن في إمكانية تنبيه الخصوم إلى توقيت وتفاصيل العمليات العسكرية، ما يُعرض الأمن القومي الأميركي للخطر.
من جانبه، قالت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية تولسي جابارد، إن مستشار الأمن القومي مايك والتز تحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الخطأ، لافتة إلى أن مجلس الأمن القومي يجري مراجعة معمّقة بالاشتراك مع خبراء تقنيين لتحديد كيفية إضافة هذا الصحفي إلى الدردشة عن طريق الخطأ.
وتابعت: "كما أوضح الرئيس (الأميركي دونالد ترمب) ومستشار الأمن القومي، لم يتم تبادل أي معلومات سرية، ولم يتم الكشف عن أي مصادر أو أساليب أو مواقع أو خطط حربية. كانت مجرد تحديث روتيني يُقدم لمجلس الأمن القومي، إلى جانب تحديثات مماثلة تم إرسالها إلى شركائنا الأجانب في المنطقة".
ليست خطط حرب
واعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، على منصة إكس، إن قصة مجلة (ذا أتلانتيك) خدعة أخرى كتبها كاره للرئيس الأميركي، ومعروف بترويجه للأخبار المضللة، بحسب وصفها.
ورأت ليفيت أن ما نشرته المجلة بشأن الموجود داخل المحادثة "لم يكن خطط حرب".
كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، إن محادثة تطبيق سيجنال التي نشرتها المجلة "لم تحتوي على معلومات عسكرية حساسة"، مضيفاً: "لا مواقع. لا مصادر وأساليب. لا خطط حرب".
وأضاف والتز أن الشركاء الأجانب أُبلغوا مسبقاً بأن الضربات وشيكة، ما يعني أن المعلومات المتداولة في مجموعة الدردشة لم تكن سرية أو غير معروفة.
وذكر جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي أنه "من الواضح جداً أن جولدبرج (رئيس مجلة أتلانتك) بالغ في الترويج لما لديه".