قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إن الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت تنتهك وقف إطلاق النار، ووصفها بأنها "غير مقبولة" و"غير مبررة"، داعياً الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب فوراً من المواقع الخمسة، التي لا يزال يحتلها في الأراضي اللبنانية، فيما شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون على أن الهجوم الإسرائيلي هو استمرار للانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله".
وأضاف ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك من قصر الإليزيه، أن "ضربات اليوم وعدم احترام وقف إطلاق النار هي أعمال أحادية تخرق الالتزامات والوعود، وتصب في خانة "حزب الله"، مشيراً إلى أن الديناميكية الحالية يجب أن تستمر، وكل طرف يجب أن يحترم التزاماته لكي لا يشكل ذلك خطراً على التقدم المحرز".
وتابع: "ليس لدينا أي معلومات استخباراتية بشأن ضربات حزب الله، وفي هذه المرحلة لا يوجد أي نشاط يبرر القصف الإسرائيلي اليوم".
وقال ماكرون "سأتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الساعات الثماني والأربعين القادمة"، وشدد على أنه إذا مارست الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل، فسيمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان.
ماكرون: سنبقى إلى جانب لبنان
واعتبر الرئيس الفرنسي أن التوتر على جانبي الخط الأزرق هو نقطة تحول وهو "ظلم لا يطاق"، مشيراً إلى أن فرنسا ستبقى إلى جانب لبنان لضمان سيادة لبنان وحماية أمنه، وقال: "ستستمر فرنسا في الوقوف إلى جانب لبنان لتنفيذ التزاماته وتنفيذ وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في 26 نوفمبر مع إسرائيل".
وتابع: "سنعمل مع أميركا والأمم المتحدة لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان"، وقال إن على إسرائيل الانسحاب من خمس نقاط مراقبة لا تزال تحتلها.
وقال إن الجيش اللبناني استعاد سيطرته على جنوب لبنان برمته، ويواصل العمل على نزع سلاح "حزب الله".
وكشف ماكرون أن هناك مقترحاً بأن تنتشر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" في المناطق الحساسة التي تسيطر عليها إسرائيل بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وذلك بإشراف آلية الرقابة لوقف إطلاق النار بمشارط ضباط أميركيين وفرنسيين.
إصلاح القضاء والطاقة
ولفت ماكرون إلى أن "باريس ستقف إلى جانب لبنان؛ لأنها تدرك حجم التحديات التي يواجهها، والتي تتطلب مساعدة حازمة من شركاء لبنان؛ وهي مساعدة تتركز على إعادة بناء المؤسسات اللبنانية وإعادة الإعمار وتحقيق التعافي الاقتصادي".
وقال: "نؤمن بأهمية أجندة الإصلاح التي وضعها الرئيس اللبناني، لذلك سنعمل على مواصلة العمل مع الحكومة اللبنانية من خلال إصلاح القضاء اللبناني وتعزيز قطاع الطاقة، لكي لا يبقى عرضة لعدم الاستقرار الاقتصادي".
وشدد على أن فرنسا مستعدة لوضع خبراتها وشركاتها لدعم المشاريع الكبرى في لبنان.
عون يدعو لإرغام إسرائيل على الالتزام بوقف إطلاق النار
من جانبه، قال الرئيس اللبناني، جوزاف عون، إن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت هو استمرار للانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله".
ودعا عون خلال المؤتمر الصحافي "المجتمع الدولي إلى أن يضع حداً للاعتداءات، وإرغام إسرائيل على التزام الاتفاق كما لبنان ملتزم به".
وقال إن الجيش اللبناني لا يزال يحقق في هوية الجهة، التي أطلقت الصواريخ على إسرائيل، وقال: "لا نقبل بتحويل لبنان إلى منصة لتحقيق مصالح أي جهة".
ولفت عون إلى أن "هناك قضايا تتطلب تفاوضاً مع إسرائيل، ولكن انسحابها من النقاط الخمس لا يحتاج إلى تفاوض".
من جهة أخرى، قال مكتب الرئيس اللبناني، إن جوزاف عون أكد خلال الاتصال مع الرئيس السوري في حضور الرئيس ماكرون، على ضرورة التنسيق بين البلدين من أجل معالجة المسائل العالقة ولا سيما موضوع الحدود المشتركة، كما أكد ضرورة الاستفادة من المساعدة الفرنسية لإيجاد حل سريع لقضية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم كي يعيشوا بكرامة، وأي عقبات وصعوبات يمكن إيجاد حل لها بالتعاون.
ودعا عون المجتمع الدولي إلى المساعدة على ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.