كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، الأربعاء، أن مجتمع الاستخبارات الأميركي خلص الأسبوع الماضي إلى أن حكومة أفغانستان قد تنهار في غضون 6 أشهر من اكتمال الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على التقييم الجديد دون أن تكشف هوياتهم، أن أحدث تقديرات محللي الاستخبارات وكبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، تفيد بأن حكومة أفغانستان وعاصمتها كابول قد تسقط بعد 6 إلى 12 شهراً من مغادرة القوات الأميركية.
ويعتقد بعض المسؤولين الغربيين الآخرين أن انهيار الحكومة قد يأتي بعد 3 أشهر من اكتمال الانسحاب الأميركي، وفقاً للصحيفة.
ومجتمع المخابرات الأميركي هو اتحاد يضم 16 وكالة حكومية فيدرالية منفصلة، لكن تعمل بشكل متواز للقيام بأنشطة استخباراتية لدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الأميركية أعادت النظر في تقديراتها الأكثر تفاؤلاً في السابق، مع اجتياح طالبان لشمال أفغانستان الأسبوع الماضي، وسيطرتها على عشرات المناطق والمدن الرئيسية المحيطة بها.
وأشارت إلى أن التقييم الجديد لمجتمع الاستخبارات الأميركية بشكل عام، والذي لم يتم الإبلاغ عنه مسبقاً، أصبح أكثر توافقاً مع التحليل الذي تم إعداده بواسطة الجيش الأميركي. فيما رفض مسؤولون في البنتاغون التعليق على هذا التقييم الاستخباراتي الجديد.
تطورات ميدانية
وسحب الجيش الأميركي بالفعل أكثر من نصف جنوده البالغ عددهم 3500، ومن المقرر انسحاب البقية بحلول 11 سبتمبر المقبل.
واشتبك مقاتلو طالبان مع القوات الحكومية، الأربعاء، داخل مدينة قندوز بشمال البلاد بعد احتلالهم المعبر الحدودي الرئيس مع طاجيكستان في اليوم السابق، ووصولهم إلى ضواحي مدينة مزار الشريف، المحور الرئيسي في شمال أفغانستان.
وفي مناسبات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، استسلمت القوات الحكومية لطالبان، تاركة وراءها قوافل من العربات العسكرية ومخزونات من الأسلحة، بما في ذلك قطع المدفعية ومدافع الهاون والمدافع الرشاشة الثقيلة.
وكان خبراء استخبارات أميركيون يعتقدون أن حكومة الرئيس أشرف غني، يمكن أن تستمر لمدة عامين بمجرد اكتمال الانسحاب الأميركي. وقالت الصحيفة إن هذه هي نفس الفترة الزمنية التي فصلت تقريباً بين انسحاب الولايات المتحدة من فيتنام وسقوط سايغون، العاصمة القديمة لفيتنام في أبريل 1975.
وسقطت سايغون ظهر الثلاثين من أبريل 1975 مع دخول الدبابات والجنود الشيوعيين إلى حديقة القصر الرئاسي وبعد ساعات قليلة من مغادرة آخر الجنود الأميركيين للمدينة.
"انتصار واضح"
وأعلنت حركة طالبان، في بيان، الأربعاء، عن "انتصارها الواضح"، قائلة إن التقدم الإقليمي الأخير "سيكون بداية لنهاية العلل التي ولدها الاحتلال"، على حد تعبيرها.
ووعدت الحركة القوات الأفغانية التي تستسلم بالعودة إلى ديارها سالمة، وقالت إن أولئك الذين ينبذون حكومة كابول "يجب أن يستمروا في عيش حياتهم في المناطق المحررة بثقة".
وتيرة الانسحاب
وبسبب انزعاجهم من مكاسب طالبان، يحث مسؤولو البيت الأبيض الجيش الآن على إبطاء وتيرة الانسحاب، بما قد يشمل الإبقاء على قاعدة باغرام الجوية، شمال العاصمة، مفتوحة في الوقت الحالي، وفقاً للصحيفة.
وسيسمح ذلك للجيش الأميركي بالحفاظ على نقطة إجلاء أخرى لأفراد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ولعشرات الآلاف من الأفغان الذين دعموا الولايات المتحدة على مر السنين.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، الثلاثاء : "إذا كانت هناك حاجة لإجراء تغييرات على وتيرة الانسحاب أو على نطاق وحجم الانسحاب في أي يوم معين أو في أي أسبوع معين، فنحن نريد الحفاظ على المرونة للقيام بذلك".
لكن كيربي أشار مع ذلك إلى أنه لا توجد خطة للتراجع عن خطة بايدن لمغادرة القوات الأميركية أفغانستان بحلول 11 سبتمبر.