علاوي: القوات الأمنية تمضي باتجاهات فعالة نحو الحوكمة

مستشار رئيس الوزراء العراقي لـ"الشرق": لدينا حوارات متقدمة مع الفصائل المسلحة

حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في لقاء مع الشرق. 7 أبريل 2025 - الشرق
حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في لقاء مع الشرق. 7 أبريل 2025 - الشرق
دبي-الشرق

قال حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لـ"الشرق"، الاثنين، إن الحكومة تعمل على "إدارة حوارات متقدمة" مع الفصائل المسلحة في العراق لـ"تحقيق الاستقرار ودعمه"، وإجراء عمليات "حوكمة" للقوات الأمنية، و"تطوير الأداء السياسي للدولة"، مؤكداً في الوقت نفسه على عمق العلاقات العراقية-الأميركية والتي وصفها بأنها "متميزة".

ورداً على سؤال بشأن تقرير لوكالة "رويترز" ذكر أن عدة فصائل مسلحة في العراق مستعدة لنزع سلاحها، قال علاوي في لقاء مع "الشرق"، إن "الحوار الذي قادته الحكومة العراقية منذ أشهر، نجح في استعادة نقطة التوازن بعد تصاعد آثار أزمة الحرب الإسرائيلية على غزة على الأراضي العراقية، وتصاعد كذلك الهجمات التي كانت تستهدف قواعد عسكرية عراقية تحتضن بعثات من التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة "داعش" في العراق.

وأشار إلى أن العراق "نجح في نقل مهام التحالف نحو علاقات ثنائية، سواء مع الولايات المتحدة أو دول التحالف الدولي، وهذا ما تسير به الحكومة العراقية". 

وأوضح أن "التقارير الصحافية والإعلامية تحاول أن تأخذ مساراً، ولا تأخذ الصورة الكلية للعراق الذي هو بلد مستقر، ولم ينزلق في هذه الحروب المفتوحة".

واعتبر علاوي أن رئيس الوزراء العراقي "نجح في حماية السيادة الوطنية العراقية وحماية الحدود العراقية-السورية، وكذلك المضي بعلاقات عراقية-سورية تحمل في تطلعاتها آمال الشعب السوري"، مضيفاً: "بالتالي تهشمت كل الأفكار التي تترى هنا وهناك من وسائل إعلام تحاول أن تزج العراق في هذه الحرب".

وذكر أن "التقرير الذي نشر اليوم (من وكالة رويترز)  قد يحمل معلومات عن جهود الحكومة العراقية في عملية الاستقرار وبناء الدولة، وتعزيز البناء والإعمار"، لافتاً إلى أن "القوات الأمنية تمضي باتجاهات فعالة نحو الحوكمة".

وكانت الولايات المتحدة والعراق أعلنتا، في ديسمبر، إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي لهزيمة "داعش" في العراق خلال الـ12 شهراً المقبلة، وفي موعد أقصاه نهاية سبتمبر 2025، فيما أشارتا إلى استمرار المهمة العسكرية للتحالف في سوريا حتى سبتمبر 2026.

وأشار البيان المشترك للبلدين إلى الانتقال "للعلاقات الأمنية الثنائية بطريقة تدعم القوات العراقية، وإدامة الضغط على (داعش)"، معتبراً أن هذا "التحول التاريخي، يؤشر إلى مرور عقد من الزمن على تشكيل مهمة التحالف العسكرية في العراق، الذي يواصل التعاون مع الولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في التحالف لإقامة علاقات أمنية ثنائية حيثما كان ذلك مناسباً".

ووصف علاوي علاقات العراق مع الولايات المتحدة بـ"المتميزة"، وقال: "علاقاتنا مع إيران والسعودية ومصر وتركيا والأردن وسوريا والكويت علاقات فعالة وممتازة، بالإضافة إلى الدول الخليجية والعربية والأوروبية وكذلك الدول الآسيوية".

مسار سياسي مع الحكومة

ولفت المسؤول العراقي إلى أن "الفصائل عملت على مسار سياسي مع الحكومة العراقية على مدى عام كامل، وذلك منذ 22 أكتوبر 2022 إلى غاية 7 أكتوبر 2023 وهي بداية أزمة الحرب الإسرائيلية على غزة، وآثارها على المنطقة العربية وفي العراق"، لافتاً إلى أن الحرب على غزة "قد أثّرت على هذا المسار".

وتحدث علاوي عن وجود "محاولة لإدخال العراق في هذا الصراع"، لكنه أشار إلى أن رئيس الوزراء "نجح في إبعاد شبح الحرب، وإبعاد كذلك هذه التهديدات عن العراق، من خلال علاقتنا مع الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي والمنطقة".

وذكر أن استعادة نقطة التوازن تمت من خلال "العمل السياسي الذي قاده رئيس الوزراء مع قوى الإطار التنسيقي وكذلك ائتلاف إدارة الدولة"، موضحاً أن السوداني يعمل على إجراء عمليات "حوكمة" للقوات الأمنية، و"تطوير الأداء السياسي كذلك للدولة، وهذا ما يعمل عليه رئيس الوزراء في إدارة حوارات متقدمة مع هذه الفصائل من أجل تحقيق الاستقرار ودعمه".

ورداً على سؤال بشأن ماذا كانت الحوارات التي يقودها السوداني مع كل الفصائل أم جزء منها، أجاب علاوي: "أكيد الموضوع متقدم جداً"، مضيفاً: "الفصائل كانت تقول إن هنالك قوات دولية ومستشارين يعملون (في العراق) وهناك إرث لم تكمله الحكومات السابقة".

ولفت إلى أن حكومة السوداني تعهدت منذ اليوم الأول من توليها السلطة بـ"العمل على إنهاء مهام التحالف الدولي، ونقل العراق من عملية مكافحة الإرهاب إلى التنمية والاستقرار".

وتطرق علاوي لوصول بعثة تجارية أميركية مكونة من 60 شركة إلى بغداد، فيما قالت السفارة الأميركية في بغداد إن غرفة التجارة الأميركية وقعت خلال هذه الزيارة على مذكرة تفاهم مع اتحاد غرف التجارة العراقية لتعزيز العلاقات بين القطاع الخاص الأميركي ونظيره العراقي.

ولفت مستشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن الوفد الأميركي "يبحث فرصاً استثمارية كبيرةً"، معتبراً هذا "تطوراً كبيراً".

"استعداد لنزع السلاح"

وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن 10 من كبار القادة والمسؤولين العراقيين قولهم، الاثنين، إن "عدة فصائل مسلحة قوية مدعومة من إيران في العراق مستعدة ولأول مرة لنزع سلاحها لتجنب خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب".

ووفقاً للمصادر التي من بينها 6 قادة محليين لأربعة فصائل مسلحة رئيسية، تأتي هذه الخطوة لـ"تهدئة التوتر في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أميركيون بشكل غير رسمي للحكومة العراقية منذ تولي الرئيس دونالد ترمب السلطة في يناير الماضي".

وأضافت المصادر أن "المسؤولين أبلغوا بغداد بأنه ما لم تُتخذ إجراءات لحل الفصائل النشطة على أراضيها، فإن واشنطن قد تستهدفها بغارات جوية".

وقال السياسي العراقي المقرب من الائتلاف الحاكم عزت الشابندر، لـ"رويترز"، إن "المناقشات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من قادة الفصائل المسلحة وصلت إلى مرحلة متقدمة للغاية، وإن الجماعات تميل إلى الامتثال لدعوات الولايات المتحدة لنزع سلاحها".

وأضاف الشابندر: "الفصائل لا تتصرف بعناد، أو تصر على الاستمرار بصيغتها الحالية"، لافتاً إلى أنها "تدرك تماماً أنها قد تكون هدفاً للولايات المتحدة".

وينتمي قادة الفصائل الستة الذين أجرت "رويترز" مقابلات معهم في بغداد ومحافظة جنوبية إلى "كتائب حزب الله"، و"حركة النجباء"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"حركة أنصار الله الأوفياء"، فيما اشترط هؤلاء القادة عدم نشر هويتهم لمناقشة هذه القضية بالغة الحساسية.

وقالت "رويترز" إن القادة أشاروا إلى أن "حليفهم وراعيهم الرئيسي، الحرس الثوري الإيراني، منحهم موافقته على اتخاذ أي قرارات يرونها ضرورية لتجنب الانجرار إلى صراع قد يكون مدمراً مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

وشدد فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية لـ"رويترز"، رداً على استفسارات حول محادثات نزع السلاح، على أن "رئيس الوزراء ملتزم بضمان أن تكون جميع الأسلحة في العراق تحت سيطرة الدولة من خلال حوار بناء مع مختلف الجهات الفاعلة الوطنية".

وذكر المسؤولان الأمنيان العراقيان، أن "السوداني يضغط من أجل نزع سلاح جميع فصائل تحالف المقاومة الإسلامية في العراق، والتي تعلن الولاء للحرس الثوري الإيراني أو فيلق القدس التابع له، وليس لبغداد".

وأشار مسؤولون وقادة إلى أن "بعض الفصائل أخلت بالفعل مقراتها الرئيسية إلى حد كبير، وقلصت وجودها في المدن الكبرى، بما في ذلك الموصل ومحافظة الأنبار، منذ منتصف يناير الماضي خشية التعرض لغارات جوية".

وأضافوا أن "العديد من القادة عززوا أيضاً إجراءاتهم الأمنية خلال تلك الفترة، بما في ذلك تغيير هواتفهم المحمولة ومركباتهم ومساكنهم بشكل متكرر".

الضغط الأميركي

من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنها "تواصل حث بغداد على كبح جماح الفصائل المسلحة"، داعيةً "هذه القوات إلى أن تستجيب للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، لا لإيران".

وأشار مسؤول أميركي، طلب عدم نشر هويته، إلى "وجود حالات سابقة أوقفت فيها الفصائل المسلحة هجماتها بسبب الضغط الأميركي، وشكك في أن يكون أي نزع للسلاح طويل الأمد".

وأحجم الحرس الثوري الإيراني عن التعليق على الأمر، ولم ترد وزارتا الخارجية الإيرانية والإسرائيلية على الاستفسارات التي طرحتها "رويترز".

وقال السياسي العراقي عزت الشابندر إن "الحكومة العراقية لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع قيادات الفصائل، إذ لا تزال آلية نزع السلاح قيد النقاش"، مضيفاً أن "الخيارات المطروحة تشمل تحويل تلك الفصائل لأحزاب سياسية أو دمجها في القوات المسلحة العراقية".

ولفت مسؤولان حكوميان ومصدران أمنيان مطلعان على الاتصالات بين واشنطن وبغداد إلى أن "وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث قال للسوداني في مكالمة هاتفية في 16 مارس، بعد فترة وجيزة من تنفيذ الولايات المتحدة ضربات على الحوثيين، إن عليهم منع الفصائل المسلحة من تنفيذ هجمات انتقامية على قواعد إسرائيلية وأميركية في المنطقة دعماً لحلفائها".

تصنيفات

قصص قد تهمك