قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الخميس، إن "حزب الله" أبدى "الكثير من المرونة" بشأن التعاون حول مسألة السلاح، وفق خطة زمنية محددة، فيما أكد النائب البرلماني عن الجماعة حسن فضل الله، أن الحزب "جاهز للحوار حول استراتيجية وطنية للدفاع".
وجاءت هذه التصريحات بعدما نقلت وكالة "رويترز" قبل يومين عن مسؤول كبير في "حزب الله" قوله إن الجماعة مستعدة لمناقشة مستقبل سلاحها مع الرئيس عون، إذا انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، وأوقفت ضرباتها.
ونقلت صفحة الرئاسة اللبنانية عن النائب سجيع عطية قوله، عقب استقباله من قبل عون، الخميس، إن الرئيس أبلغه أن "حزب الله أبدى الكثير من الليونة والمرونة في مسألة التعاون حول موضوع السلاح، وفق خطة زمنية معينة".
بدوره قال حسن فضل الله، إن "حزب الله" مستعد للدخول في "محادثات مع الحكومة اللبنانية بشأن استراتيجية وطنية للدفاع"مع التركيز على "ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية".
وأضاف فضل الله في خطاب تلفزيوني: "نحن نتحدث عن استراتيجية دفاع وطني، هذا موقفنا في الحزب". وتابع: "نحن دائماً على تواصل مع رئيس الجمهورية... عندما يدعو إلى حوار وشكل الحوار وطريقة الحوار وإدارة الحوار... ويضع أسساً وطنية للحوار، نحن جاهزون لذلك".
وقال المسؤول الكبير في "حزب الله" لـ"رويترز"، إن الجماعة مستعدة لمناقشة مسألة سلاحها في سياق "استراتيجية دفاع وطني"، لكن هذا يتوقف على انسحاب إسرائيل من خمس مواقع في جنوب لبنان.
وخاض "حزب الله" اشتباكات حدودية مع إسرائيل لأكثر من عام وقال إنها لـ"دعم وإسناد الفلسطينيين في غزة"، فيما سقط العديد من قادته، أبرزهم أمينه العام حسن نصر الله.
ونقلت "رويترز" عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين على تفكير "حزب الله"، أن الجماعة "تدرس فكرة تسليم أسلحتها الثقيلة شمالي الليطاني، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للدبابات، إلى الجيش".
محادثات مرتقبة
وقالت ثلاثة مصادر سياسية لبنانية لـ"رويترز"، إن "من المقرر أن يبدأ الرئيس اللبناني محادثات مع حزب الله قريباً بشأن ترسانة الأسلحة التي يمتلكها".
وتعهّد عون عند تولي منصبه في يناير بالعمل على أن تكون الدولة هي المسيطر الوحيد على الأسلحة.
وذكرت المصادر أن "عون ذكر أن مسألة سلاح حزب الله يجب أن تعالج عبر الحوار، لأن أي محاولة لنزعه بالقوة من شأنها أن تؤدي إلى صراع".
وقال مصدر رسمي لبناني لـ"رويترز"، إن "رئيس الجمهورية في خطاب القسم تحدث عن حصرية السلاح وعن استراتيجية الأمن الوطني. واليوم يطبق ذلك من خلال فتح قنوات تواصل مع المعنيين للبدء بدراسة تسليم السلاح بعد أن تم بسط سلطة الدولة عبر الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية على مختلف الأراضي اللبنانية".
وأضاف "موضوع السلاح يتم مقاربته أيضاً مع الرئيس نبيه بري (رئيس مجلس النواب) الذي يلعب دوراً أساسياً في تقريب وجهات النظر والحوار".
جدول زمني لتسليم السلاح
وقال البطريرك بشارة بطرس الراعي، بطريرك الطائفة المارونية في لبنان، الأسبوع الماضي، إن "الوقت حان لتكون جميع الأسلحة في يد الدولة"، لكن هذا "سيتطلب وقتاً ودبلوماسية"، لأن "لبنان لا يتحمل حرباً جديدة".
وذكر كمال شحادة، الوزير المنتمي إلى حزب "القوات اللبنانية"، أن "العديد من وزراء الحكومة يريدون جدولاً زمنياً لتسليم السلاح". وأوضح شحادة لـ"رويترز" أن ذلك "لا يتطلب أكثر من 6 أشهر"، مشيراً إلى "سابقة نزع سلاح الفصائل بعد الحرب الأهلية".
وأضاف أن تحديد جدول زمني هو "السبيل الوحيد لحماية مواطنينا من الهجمات المتكررة التي تُزهق الأرواح، وتدمر الاقتصاد وتسبب الدمار".
وأشار إلى أن "وزراء آخرين يأملون في أن يقر مجلس الوزراء بأكمله الفكرة، وأن يكلف وزير الدفاع بالإعداد لجدول زمني"، مضيفاً أنهم سيواصلون المطالبة بذلك.
ويسلط احتمال إجراء محادثات بشأن نزع سلاح "حزب الله"، وهو أمر لم يكن متخيلاً في أوج قوة الجماعة قبل عامين فحسب، الضوء على التغيير الجذري في موازين القوى في الشرق الأوسط.
وقال نعيم قاسم، الأمين العام لـ"حزب الله"، في خطاب ألقاه في 29 مارس، إن الجماعة لم يعد لها وجود مسلح جنوبي نهر الليطاني، وإنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار.
الموقف الأميركي
وأكدت مورجان أورتاجوس، المبعوثة الأميركية التي زارت بيروت مطلع الأسبوع، موقف واشنطن بـ"ضرورة نزع سلاح حزب الله والجماعات الأخرى"، وأن "هذا يجب أن يحدث في أقرب وقت ممكن"، وأن "المتوقع هو أن يضطلع الجيش اللبناني بهذه المهمة".
وذكرت أورتاجوس في مقابلة مع قناة "إل.بي.سي.آي" اللبنانية، الأحد الماضي، أنه "من الواضح ضرورة نزع سلاح حزب الله، ومن الواضح أن إسرائيل لن تقبل بإطلاق النار عليها، وهذا موقف نتفهمه".