محدّث
سياسة

سانشيز: نرغب في علاقة أكثر توازناً بين بروكسل وبكين.. وملتزمون بفتح أسواقنا

شي يدعو الاتحاد الأوروبي لمقاومة "التنمر" وسط حرب تجارية مع واشنطن ويعرض تعميق العلاقات

الرئيس الصيني شي جين بينج يستقبل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في بكين. 11 أبريل 2025 - REUTERS
الرئيس الصيني شي جين بينج يستقبل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في بكين. 11 أبريل 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

دعا الرئيس الصيني شي جين بينج الجمعة، الاتحاد الأوروبي إلى العمل سوياً مع بكين للحفاظ على اتجاه العولمة الاقتصادية وبيئة التجارة الدولية، لمقاومة ما وصفه بـ"التنمر الأحادي"، وسط حرب تجارية مع الولايات المتحدة، عارضاً تعميق العلاقات مع أوروبا، ومحذراً من أنه "لا يوجد رابح في الحرب التجارية"، معتبراً أن معاداة العالم لن تؤدي إلا إلى العزلة الذاتية".

وأعلنت وزارة المالية الصينية رفع الرسوم الجمركية الإضافية على السلع الأميركية من 84% إلى 125%، معلنة أنها ستتجاهل أي رسوم إضافية تعلنها واشنطن.

وأضاف شي خلال استقباله رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن الصين والاتحاد الأوروبي "داعمان قويان للعولمة الاقتصادية والتجارة الحرة"، وفق ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".

وذكر شي لسانشيز، أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم على استعداد لـ"بناء شراكة استراتيجية شاملة أكثر تركيزاً وديناميكية" مع مدريد، وأضاف أن على البلدين مواصلة دعم بعضهما البعض في القضايا التي تمس المصالح الجوهرية لكل منهما.

وقال الرئيس الصيني، إنه يتوجب على الصين وإسبانيا  "دفع عجلة العلاقات ومواصلة ترسيخ الأساس السياسي للدعم والثقة والاحترام المتبادل".

"التمسك بالشراكة بين الصين وأوروبا"

وتابع الرئيس الصيني: "على الجانبين دعم بعضهما البعض في القضايا التي تمس المصالح الجوهرية، كما يجب على الصين وأوروبا التمسك بشراكتهما والتعاون المفتوح واستغلال إمكانات التعاون في مجالات الطاقة الجديدة، والتصنيع عالي التقنية، والمدن الذكية، وغيرها من المجالات لتحقيق المزيد من التعاون ذي المنفعة المتبادلة".

Chinese President Xi Jinping and Spanish Prime Minister Pedro Sanchez attend a bilateral meeting at Diaoyutai Guest House in Beijing, China, 11 April 2025. ANDRES MARTINEZ CASARES/Pool via REUTERS
الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال اجتماع في دار ضيافة دياويوتاي في بكين، الصين، 11 أبريل 2025 - REUTERS

وأكد الرئيس الصيني أنه "مهما تغيرت الظروف الخارجية، ستعزز الصين ثقتها بنفسها، وستحافظ على عزمها، وستركز على تحقيق مصالحها"، مشيراً إلى أن دور الصين يجب ألا يقتصر على حماية حقوقها ومصالحها المشروعة فحسب، بل "حماية العدالة والإنصاف الدوليين والقواعد والنظام الدوليين".

ومن المرجح أن يجتمع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي مع شي كجزء من قمة تعقد بين دول التكتل والصين في يوليو المقبل، بحسب ما أوردته "بلومبرغ".

علاقات أكثر توازناً

بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسباني، عقب لقائه الرئيس الصيني، على تفضيل إسبانيا علاقة أكثر توازناً بين الاتحاد الأوروبي والصين، قائمة على المفاوضات لحل الخلافات والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وقال سانشيز إن بلاده ستعمل على بناء علاقات "قوية ومتوازنة" بين الصين والاتحاد الأوروبي، حيث تتعرض علاقاتهما لضغوط بسبب الحرب التجارية المتصاعدة التي بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

Chinese President Xi Jinping attends a bilateral meeting with Spanish Prime Minister Pedro Sanchez (not photographed) at Diaoyutai Guest House in Beijing, China, 11 April 2025. ANDRES MARTINEZ CASARES/Pool via REUTERS
الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال اجتماع في دار ضيافة دياويوتاي في بكين، الصين، 11 أبريل 2025.- REUTERS

وفي هذا الصدد، قال سانشيز إنه "لا يوجد رابح في حرب الرسوم الجمركية"، معلناً عن توقيع إسبانيا، 4 اتفاقات تعاون مع الصين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتعليم والسينما، فيما أشار إلى التوقيع على اتفاقية بشأن التعاون في مجال المنتجات الصحية والأدوية ومستحضرات التجميل، إضافة إلى بروتوكولين جديدين بشأن صادرات القطاع الزراعي.

وأضاف سانشيز: "ملتزمون بمواصلة فتح أسواقنا أمام منتجات أخرى. أمامنا 90 يوماً للتفاوض معنا، ونسعى جاهدين للتوصل إلى أفضل اتفاقية تعريفات جمركية ممكنة من خلال المفوضية الأوروبية".

وكان سانشيز، قال في تصريحات تمهيدية قبل اجتماعه مع الرئيس الصيني: "نحن بحاجة إلى علاقات مفيدة للطرفين وتعزيز التجارة والاستثمارات المتوازنة. إسبانيا دولة مؤيدة بشدة لأوروبا، وترى الصين شريكاً للاتحاد الأوروبي". 

وتهدف زيارة سانشيز إلى توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية مع بكين في ظل التداعيات العالمية لسياسة التعريفات الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سعياً إلى ترسيخ مكانة إسبانيا كوسيط بين الصين والاتحاد الأوروبي وجذب الاستثمارات الصينية.

واستغل سانشيز زيارته للصين، وهي الثالثة له إلى الدولة الآسيوية في غضون عامين، للدفع نحو علاقات تجارية أعمق مع بكين، ووصف الرسوم الأميركية بأنها "غير مبررة وغير عادلة وضارة للجميع".

رسوم أميركية 145%

وكان الرئيس الأميركي، قد أعلن أنه يأمل بالتوصل إلى اتفاق مع بكين لإنهاء الحرب التجارية المتصاعدة، وذلك بعدما أعلن البيت الأبيض أن الرسوم على الصين تبلغ 145%.

وأضاف ترمب خلال اجتماع وزاري، أنه إذا لم تتوصل إدارته إلى صفقات تجارية بعد 90 يوماً، فإنه سيعاود فرض الرسوم الجمركية ذاتها التي قام بتعليقها، مشيراً إلى أنه لا يدرس تقديم أي استثناءات من التعريفات الجمركية حالياً.

وأوضح ترمب أنه يرغب في التوصل إلى اتفاق مع الصين بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

وفي وقت سابق، قال مسؤول في البيت الأبيض، إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على الصين "تبلغ حالياً 145%"، فيما أكدت بكين أنها "ليست مهتمة بالدخول في معارك"، لكنها "لا تخشى" التهديدات الأميركية بفرض مزيد من الرسوم، وسط تراجع أسواق الأسهم الأميركية مع عودة التركيز على المخاطر الاقتصادية.

وأضاف المسؤول في تصريحات أوردتها "بلومبرغ"، أن الأمر التنفيذي الذي وقعه ترمب مؤخراً يرفع الرسوم الجمركية على بكين من 84% إلى 125%، لافتاً إلى رسوم سابقة بنسبة 20% فرضها ترمب على الصين، تتعلق بمكافحة إنتاج مكونات تدخل في تصنيع مخدر "الفنتانيل".

تصنيفات

قصص قد تهمك