محدّث
سياسة

واشنطن وطهران تختتمان جولة أولى من التفاوض.. وتتفقان على مواصلة الحوار الأسبوع المقبل

منظر عام للعاصمة العمانية مسقط قبل انطلاق المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. 12 أبريل 2025 - REUTERS
منظر عام للعاصمة العمانية مسقط قبل انطلاق المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. 12 أبريل 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

اختتمت الولايات المتحدة وإيران الجولة الأولى في سلطنة عمان، من المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، والتي وصفتها طهران بأنها محادثات تمت وسط أجواء "إيجابية وبناءة" وتساعد على مواصلة المفاوضات، على أن تعقد الجولة التالية السبت المقبل على الأرجح.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عبر منصة "تليجرام"، إن واشنطن وطهران ستواصلان المحادثات السبت المقبل على الأرجح، لافتاً إلى أن المحادثات جرت في أجواء "بناءة وإيجابية" تساعد على مواصلة المفاوضات.

وأضاف الوزير الإيراني أن "المفاوضات المقبلة ستكون في مكان آخر، ولكن بوساطة عمانية"، وتابع: "نسعى لاتفاق بأسرع وقت ممكن، لكن نعرف أن التوصل إليه لن يكون سهلاً".

وذكر عراقجي أن الوفدين الإيراني والأميركي تقابلا لفترة وجيزة بعد الخروج من المحادثات، مشيراً إلى أن الطرفين أكدا "حرصهما على إنجاح المفاوضات".

ومنح الرئيس الأميركي دونالد ترمب طهران، مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع واشنطن، وسط تهديدات متكررة باستخدام "القوة العسكرية" في حال لم توافق على إنهاء برنامجها النووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن المحادثات جرت بشكل "غير مباشر"، وبوساطة وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، وذكر أن المحادثات عقدت في موقع تم اختياره مسبقاً من قبل الجانب العُماني المُضيف، حيث جلس ممثلو إيران والولايات المتحدة، في غرفتين منفصلتين، ويتم تبادل وجهات النظر والمواقف بين الطرفين عبر وزير الخارجية العُماني.

ونقل التلفزيون الرسمي عن بقائي قبل ساعات قوله، إنه يتوقع ألا تستغرق المحادثات وقتاً طويلاً.

وذكر مصدر عماني لـ"رويترز" أن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة "تهدف إلى تهدئة التوترات الإقليمية وتبادل السجناء والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني".

وقال أحد أعضاء الفريق الإيراني المفاوض لوكالة "تسنيم"، إن أجواء الحوار بين الجانبين "إيجابية"، رغم أن المفاوضات لا تزال جارية.

"مفاوضات بلا ضجيج"

بدورها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن المفاوضات "دقيقة وبلا ضجيج"، مشيرة إلى أن كل رسالة خلال المفاوضات "خطية وواضحة من دون استعراضات أو إثارة أجواء".

وأضافت مهاجراني أن إيران هي من "اختارت شكل التفاوض، وهذا يعني عقلانية دبلوماسية تناسب مقتضيات المرحلة"، وفق وكالة (إرنا) الرسمية.

وأردفت: "هذا العمل يسد الطريق أمام الروايات غير الموثوقة لمعارضي المفاوضات"، لافتة إلى أن طهران لا تتوقع أن تكون المحادثات "طويلة".

عراقجي يعرض موقف طهران على عمان

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد وصل إلى مسقط صباح السبت، لحضور المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، كما وصل مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يترأس الوفد الأميركي.

وعرض عراقجي مواقف طهران على نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي لينقلها إلى الجانب الأميركي.

وأعرب عراقجي عن اعتقاده بأن "هناك فرصة للتوصل إلى تفاهم أولي بشأن المزيد من المفاوضات إذا خاضت أميركا المحادثات على أساس التكافؤ"، وذكر أن نية إيران هي "التوصل إلى اتفاق عادل ومشرّف انطلاقاً من موقفٍ متكافئ".

وأشار إلى أن "اللقاء الحالي سيساعد على توضيح الكثير من النقاط المبدئية والأساسية"، مضيفاً: "إذا توفرت الإرادة الكافية لدى الجانبين، يمكننا أيضاً التوافق على جدول زمني، لكن من المبكر الحديث عن ذلك الآن".

وأشاد عراقجي بـ"موقف سلطنة عمان المسؤول حيال القضايا والتطورات الإقليمية"، واعتبر استضافة مسقط للمفاوضات غير المباشرة "دليلاً على هذا النهج الإيجابي".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قد أعلن صباح السبت، مغادرة عراقجي والوفد الدبلوماسي المرافق له، طهران باتجاه مسقط.

وقال بقائي على منصة "إكس": "نغادر إلى مسقط برفقة مجموعة من أكثر زملائنا تمرسا وخبرةً، وبمعية السيد وزير الخارجية. نحن مصممون على استخدام كل الإمكانيات لحماية الاقتدار والمصالح القومية".

ويضم الوفد الإيراني مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد روانجي، ومساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، والمتحدث إسماعيل بقائي، وعدد من الخبراء.

مفاوضات نووية في عمان

ويعقد مسؤولون أميركيون وإيرانيون محادثات في سلطنة عُمان، السبت، لبحث برنامج طهران النووي، ومن المقرر أن يمثل مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف الولايات المتحدة في اجتماع عمان، بينما سيقود عراقجي الوفد الإيراني.

ودعا عراقجي الولايات المتحدة قبل المفاوضات إلى الاتفاق على استبعاد "الخيار العسكري".

وتضاربت التقارير بشأن ما إذا كانت المحادثات مباشرة أو غير مباشرة، إذ طلبت إيران أن تكون غير مباشرة، لكن مسؤولاً أميركياً قال الخميس، إن المحادثات ستعقد في "غرفة واحدة"، كما قال البيت الأبيض، إن المحادثات ستكون "مباشرة".

منع إيران من امتلاك سلاح نووي

وقال البيت الأبيض الجمعة، إن هدف الرئيس دونالد ترمب هو "منع إيران من امتلاك سلاح نووي للأبد"، مشيراً إلى أن واشنطن تريد أن تعلم طهران أن "جميع الخيارات مطروحة" لمنعها من تطوير أسلحة نووية. 

وخلال مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الجمعة، قال مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف إن مطلب الولايات المتحدة من إيران هو إنهاء برنامجها النووي، لافتاً إلى أن واشنطن قد تقدم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق مع طهران.

وقال ويتكوف لـ"وول ستريت جورنال"، إن "الخط الأحمر" لإدارة ترمب تجاه إيران هو امتلاك سلاح نووي، مشيراً إلى أن "أي اتفاق مع طهران سيتطلب إجراءات عملية تحقق شاملة لضمان عدم سعي طهران لامتلاك قنبلة نووية".

فيما قالت مصادر إيرانية لوكالة "تسنيم" الجمعة، إن طهران حددت "خطوطها الحمراء"، قبل بدء المفاوضات وهي ضرورة امتناع الوفد الأميركي عن استخدام لغة التهديد، وتجنب تقديم أي أطر أو مطالب "جشعة" بشأن البرنامج النووي، فضلاً عن الامتناع عن طرح أي نقاش بشأن الصناعات الدفاعية الإيرانية.

ولفتت المصادر، إلى أن إيران "لن تقبل بأي حال من الأحوال لغة التهديد أو تجاوز الخطوط الحمراء، والتي تشكل النقاط المذكورة جزءاً منها، خلال المفاوضات"، مؤكدة أن إيران مستعدة دائماً لبناء الثقة حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، وبالتالي فإن "الكرة الآن في ملعب الأميركيين".

وأوضحت أنه "إذا كان الأميركيين صادقين في قولهم إنهم قلقين فقط بشأن امتلاك إيران للقنبلة النووية، فلن تواجه المفاوضات طريقاً صعباً، لكن حال طرحهم مطالب جشعة، فعليهم تحمل المسؤولية الدولية عن إعاقة المفاوضات".

تصنيفات

قصص قد تهمك