توقع مصدران مطلعان على المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران أن تنعقد الجولة الثانية في العاصمة الإيطالية روما، السبت، وذلك بعد جولة أولى في سلطنة عُمان، قبل يومين، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي.
وفي وقت سابق، نقل المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إبراهيم رضائي، عن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، أن "الجولة المقبلة من المفاوضات مع الولايات المتحدة ستُعقد في أوروبا"، دون تحديد اسم المدينة أو البلد، مشيراً إلى أنها ستكون بـ"وساطة سلطنة عمان".
وذكر "أكسيوس" أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب "راضية" عن الجولة الأولى من المحادثات، بعدما "جرت حسب الخطة، وحققت هدفها المتمثل في تحويل صيغة المحادثات من غير مباشرة تتم عبر وسطاء إلى مباشرة، حيث يتحدث المسؤولون وجهاً لوجه".
وأوضح الموقع أن الوسطاء العمانيين سيحضرون رغم أن الجولة الثانية من المحادثات لن تُعقد في عُمان، لافتاً إلى أن "هذه المرة قد تجري المفاوضات بحضور مسؤولين إيرانيين وأميركيين في نفس الغرفة".
وقال مصدر مطلع للموقع إن كبيرا المفاوضين، المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تحدثا لمدة تقارب 45 دقيقة، السبت، وهي مدة أطول مما كُشف عنها علناً، واصفاً تلك المحادثة، التي تُعد أعلى مستوى من الحوار بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين منذ 8 سنوات، بأنها "جوهرية وجادة وممتازة".
ونقل "أكسيوس" عن مصدر قوله إن ويتكوف التقى ترمب، الأحد، وأطلعه على نتائج المحادثات.
"نقطة توتر"
وأشار الموقع إلى ما وصفها بأنها "نقطة توتر"، تتمثل في رغبة الولايات المتحدة في أن ترى إيران تتخذ خطوات في المستقبل القريب "تُبعد برنامجها النووي عن التوجه نحو التسلح".
وقال أحد المصدرين إن إحدى هذه الخطوات يمكن أن تكون "تخفيف" مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة 60% شبه المخصص للاستخدام العسكري، والذي قد يكون كافياً لصنع 6 قنابل نووية، بحسب الموقع.
وذكر مسؤول إسرائيلي أن ويتكوف أطلع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر على نتائج المحادثات، وفقاً لما نقل موقع "أكسيوس".
وأضاف المسؤول أن إسرائيل تشعر بتشكك كبير في أن تؤدي المحادثات إلى اتفاق، وأنها كانت تضغط على البيت الأبيض للتوافق على خيار عسكري في حال فشلها.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع قوله إن ويتكوف تحدث مع عدد من المسؤولين في دول الخليج الذين عبّروا عن دعمهم للمحادثات مع الإيرانيين.
محادثات إيجابية
وفي ختام الجولة الأولى من المحادثات قالت إيران والولايات المتحدة إنهما عقدتا محادثات "إيجابية" و"بناءة" في سلطنة عمان، السبت، واتفقتا على استئنافها الأسبوع المقبل.
ورداً على سؤال عن المحادثات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين، مساء السبت "أعتقد أنها تسير على ما يرام".
وأضاف على متن طائرة الرئاسة: "لا شيء يهم حتى تنتهي منها (المحادثات)، لذلك لا أحبذ الحديث عنها.. لكنني أعتقد أنها تسير على ما يرام، فالوضع المتعلق بإيران جيد للغاية".
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي: "أعتقد أننا قريبون للغاية من التوصل إلى أساس للمفاوضات، وإذا تمكنا من التوصل إلى هذا الأساس الأسبوع المقبل، سنكون قد قطعنا شوطاً طويلاً، وقادرين على بدء مناقشات حقيقية بناء على ذلك".
وأضاف أن المحادثات، وهي الأولى بين إيران وإدارة ترمب، بما في ذلك ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، جرت في "أجواء بناءة وهادئة وإيجابية".
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، في بيان، الأحد، إن الحوار غير المباشر الذي استضافته بلاده بين الجانبين الإيراني والأميركي جرى في "أجواء ودية ساعدت على تقريب وجهات النظر".
وذكر بيان للبيت الأبيض أن المحادثات كانت "إيجابية وبناءة للغاية"، وجرت المحادثات بمشاركة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وسفيرة الولايات المتحدة في سلطنة عمان آنا إسكروجيما، ووزير الخارجية الإيراني.