رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية: أوروبا عالقة بين واشنطن وبكين وعليها الاختيار

بسبب ستارلينك.. واشنطن تخير أوروبا بين التكنولوجيا الأميركية والصينية

إطلاق قمر صناعي يحمل مهمة "أكسيوم" الفضائية من محطة في فلوريدا بالولايات المتحدة، 18 يناير 2024 - Reuters
إطلاق قمر صناعي يحمل مهمة "أكسيوم" الفضائية من محطة في فلوريدا بالولايات المتحدة، 18 يناير 2024 - Reuters
دبي-الشرق

حذّر مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحلفاء الأوروبيين "المترددين" في العمل مع خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك"، المملوكة لشركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك، من ضرورة الاختيار بين التكنولوجيا الأميركية والصينية.

وقال بريندان كار، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية FCC لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إن "الديمقراطيات الغربية الحليفة"، بحاجة إلى "التركيز على المشكلة الحقيقية طويلة المدى؛ وهي صعود الحزب الشيوعي الصيني".

وتأتي تصريحات كار في الوقت الذي تدرس فيه الحكومات الأوروبية وبعض الشركات الأوروبية ما إذا كانت "ستارلينك"، التي توفر خدمات النطاق العريض عبر الأقمار الاصطناعية، وخدمات الهاتف المحمول المحدودة، شريكاً موثوقاً به بعد أن هددت واشنطن بإيقاف خدماتها في أوكرانيا.

وعبّر كار، وهو حليف قديم لماسك اختاره ترمب لإدارة هيئة الاتصالات الفيدرالية بعد إعادة انتخابه رئيساً، عن أسفه من تأثير السياسة على القرارات طويلة الأجل. وقال: "إذا كنت قلقاً بشأن ستارلينك، فانتظر فقط نسخة الحزب الشيوعي الصيني، عندها ستكون قلقاً حقاً".

"انقسام كبير"

وذكرت "فاينانشيال تايمز" أن شركتي الاتصالات البريطانيتان BT وVirgin Media 02 من بين الشركات التي تختبر تقنية ستارلينك لخدمات الهاتف المحمول أو النطاق العريض، على الرغم من أن أياً منهما لم يوقع اتفاقية كاملة مع الشركة بعد.

وسبق أن دافع كار عن مشاريع ماسك في الولايات المتحدة، مُدعياً أنها كانت هدفاً "للمضايقات التنظيمية" منذ أن تولى الملياردير إدارة "تويتر" (إكس حالياً)، عام 2022.

كما ألمح مراراً إلى أن إدارة بايدن "مارست التمييز ضد ستارلينك"، برفضها دعم الحكومة الأميركية للإنترنت عريض النطاق في المناطق الريفية.

وقال كار لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إنه يعتقد أن أوروبا "عالقة" بين واشنطن وبكين، وحذر من "انقسام كبير" ينفتح بين "الدول المتحالفة مع الحزب الشيوعي الصيني وغيرها" في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية.

واتهم رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، الذي ألف فصلاً من "مشروع 2025"، وهو مجموعة من المقترحات السياسية المحافظة نشرته مؤسسة هيرتيج اليمينية، الجهات التنظيمية الأوروبية بأنها "متحيزة" ضد شركات التكنولوجيا الأميركية.

كما اتهم المفوضية الأوروبية بـ"الحمائية" و"الموقف المعادي لأميركا". وقال: "إذا كان لدى أوروبا كوكبة أقمار اصطناعية خاصة بها، فهذا رائع، أعتقد أنه كلما زاد العدد كان ذلك أفضل. ولكن على نطاق أوسع، أعتقد أن أوروبا عالقة قليلاً بين الولايات المتحدة والصين. وقد حان الوقت للاختيار".

تطبيق القوانين

وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إنها "طبقت وستواصل تطبيق القوانين بشكل عادل ودون تمييز على جميع الشركات العاملة في الاتحاد الأوروبي، مع الامتثال الكامل للقواعد العالمية".

وارتفعت أسهم شركات الأقمار الاصطناعية الأوروبية مثل "يوتلسات" و"إس إي إس"، في الأسابيع الأخيرة على الرغم من ديونها الثقيلة، وذلك رداً على تصريح المفوضية بأن بروكسل "يجب أن تمول وصول الجيش الأوكراني إلى الخدمات التي يمكن أن يقدمها مقدمو الخدمات التجارية في الاتحاد الأوروبي".

وحذر خبراء الصناعة من أنه على الرغم من الإيجابية، لا يمكن لأي شبكة أوروبية واحدة حتى الآن منافسة عرض ستارلينك.

وقال كار إنه يجب على شركتي الاتصالات الأوروبيتين نوكيا وإريكسون نقل المزيد من عملياتهما التصنيعية إلى الولايات المتحدة حيث تواجه كلتاهما عواقب رسوم ترمب الجمركية على الواردات.

والشركتان هما أكبر موردي معدات البنية التحتية لشبكات الهاتف المحمول في الولايات المتحدة. وقال كار إنه كان هناك "خطأ" تاريخي في السياسة الصناعية الأميركية مما يعني أنه لم تكن هناك شركة أميركية كبيرة تنافس في سوق موردي الاتصالات.

وقال: "لا أحب الوضع الحالي الذي نحن فيه". 

وأضاف كار أنه "سينظر" في منح الشركات موافقات تنظيمية أسرع على التكنولوجيا الجديدة إذا انتقلت إلى الولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك