أعربت إيران الأربعاء، عن رفضها لـ"تغيير قواعد اللعب"، في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، محذرة من أن ذلك قد يفسر على أنه "انعدام للجدية، ولحسن النية"، لافتةً إلى أنها لا تزال في وضع "اختبار النوايا"، في إشارة محتملة إلى تصريحات ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط، والتي قال فيها إن ترمب لن يعقد اتفاقاً مع إيران "لا يرسي السلام في الشرق الأوسط".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، عبر منصة "إكس"، إن تغيير قواعد اللعب، يشكل فعلاً "غير عادل" و"مخالفة"، محذراً من أن تغييراً كهذا في الدبلوماسية، من شأنه "إفشال أي بادرة".
وتابع بقائي: "أي تغيير يدفع إليه الصقور الذين يفشلون في فهم منطق أو فن عقد الصفقات المعقولة، يخاطرون بإفشال أي بادرة. قد ينظر إلى هذا، على أنه انعدام للجدية، ناهيك عن حسن النية".
وقال إن إيران "لا تزال في وضع جس النبض".
وأفادت تقارير بوجود انقسام داخل فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض، بشأن أفضل وسيلة لتحقيق هدف منع إيران من الحصول على سلاح نووي، بين من يؤيدون نتيجة تفاوضية عبر الحوار، ومن يريدون شن ضربة عسكرية.
ويتكوف: المفاوضات تتعلق بالتخصيب والتسلح
وكان ويتكوف قد قال مساء الاثنين، إن المفاوضات تتعلق أساساً بآليات التحقق من برنامج التخصيب، وثم التحقق في نهاية المطاف من التسلح، وأضاف: "هذا ليس تهديداً مني، ولكنها الحقيقة، الرئيس يعني ما يقوله، وهو أنه لا يمكنهم الحصول على قنبلة (نووية)، الحوار مع الإيرانيين سيكون بشأن نقطتين مهمتين، الأولى هي التخصيب، لا يحتاجون إلى تخصيب بأكثر من درجة نقاء 3.67%، وفي بعض الحالات هم حالياً عند 60%، وفي نقاط أخرى 20%، وهذا لا يمكن أن يستمر".
وهو ما نظر إليه على أنه تنازل عن هدف تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وعودة لنسخة مشابهة للاتفاق الذي عقده الرئيس الأميركي باراك أوباما في 2015، مع إيران والمعروف باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة".
ولكن ويتكوف عاد الثلاثاء، وقال إن ترمب لن يكمل أي اتفاق مع إيران إلا اتفاقاً يجده مساهماً في إرساء السلام والازدهار في الشرق الأوسط.
وأضاف ويتكوف في منشور على منصة "إكس": "على إيران وقف برنامجها للتخصيب والتسليح النووي والقضاء عليه، ومن الضروري للعالم أن نتوصل إلى اتفاق صارم وعادل ودائم، وهذا ما طلبه مني الرئيس ترمب".
وعقدت الولايات المتحدة وإيران جولة أولى من التفاوض، السبت، في سلطنة عمان، لمناقشة برنامجها النووي، ومن المنتظر عقد جولة ثانية السبت المقبل
"تصريحات متناقضة"
وعقب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء، على تصريحات ويتكوف، وقال إن حق بلاده في تخصيب اليورانيوم ليس مطروحاً للتفاوض.
وقال عراقجي "سمعنا من الأميركيين مواقف مختلفة وبعضها متناقض، وهذا لن يسهم بأي حال من الأحوال في عملية التفاوض الصحيحة"، وفق ما نقلت وكالة "إرنا".
وتابع: "مستعدون لبناء الثقة فيما يتعلق بالمخاوف المحتملة لكن مبدأ التخصيب ليس مطروحاً للتفاوض".
وأعرب عرقجي عن أمله في أن "يتم التمكن من البدء في المفاوضات بشأن إطار اتفاق محتمل، في حال قدم الجانب الأميركي مواقف بناءة في هذا الإطار".
خامنئي: لست متفائلاً ولا متشائماً
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي في وقت سابق، الثلاثاء، إنه "ليس متفائلاً ولا متشائماً أكثر مما ينبغي حيال المفاوضات بشأن البرنامج النووي مع الولايات المتحدة، والتي جرت الجولة الأولى منها في سلطنة عمان السبت، وأعرب عن تشككه الكبير في نوايا الطرف المقابل".
وأضاف خلال استقبال من أعضاء الحكومة وممثلي مجلس الشورى، وكبار مسؤولي السلطة القضائية: "نحن لا ننظر إلى هذه المفاوضات بتفاؤل مفرط ولا بتشاؤم مفرط. هي في نهاية المطاف خطوة تم اتخاذ القرار بشأنها، وقد نُفّذت بشكل جيد في مراحلها الأولى"، وفق ما نقلت وكالة "تسنيم".