قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الخميس، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في الأشهر المقبلة لحل الملف النووي سلمياً.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن عراقجي قوله خلال لقاء مع المدير العام للوكالة رافائيل جروسي في طهران: "نحتاج إلى مدير عام للسلام في ظل مساعي عناصر مخربة لإفشال المفاوضات الحالية".
وشدد على أن إيران تواصل تعاونها مع الوكالة في إطار التزاماتها القانونية الدولية، مشيراً إلى أن الوكالة يجب أن تقوم بعملها المهني والتقني دون التأثر بضغوط غير مبررة من بعض الأطراف ضمن نطاق صلاحياتها.
وخلال الاجتماع، أطلع عراقجي جروسي على المحادثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ووصل جروسي إلى طهران الأربعاء، على رأس وفد فني، وعقد اجتماعاً وصفه بأنه "مهم" مع عراقجي.
وقال جروسي الأربعاء، إن التعاون مع وكالة الطاقة الذرية "أمر لا غنى عنه من أجل تقديم ضمانات موثوقة بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني في وقت تشتد فيه الحاجة إلى الدبلوماسية".
مفاوضات عمان
وأجرت إيران والولايات المتحدة محادثات في سلطنة عُمان السبت الماضي، واتفقتا على استئنافها بعد أسبوع، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ومن المنتظر عقد جولة ثانية من المفاوضات السبت المقبل، في روما بوساطة عُمانية أيضاً.
وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، أن زيارة جروسي تستغرق يومين، وسيتم خلالها إجراء محادثات مع مسؤولين إيرانيين.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد زار طهران، في نوفمبر الماضي، والتقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، ووزير الخارجية عباس عراقجي.
"المشاركة في الحوار"
وقبل زيارته الحالية لإيران، قال جروسي لصحيفة "لوموند" الفرنسية إن "الوكالة ترغب في المشاركة في الحوار الذي بدأ في عُمان بين إيران والولايات المتحدة بشأن القضية النووية الإيرانية".
وبشأن دور الوكالة على طاولة المفاوضات أوضح: "لسنا طرفاً في الحوار الثنائي بين عراقجي وويتكوف"، مضيفاً: "يتعين علينا إبداء رأينا في أي اتفاق محتمل، لأننا من سيتحقق منه، لذلك، بدأنا تبادلات غير رسمية معهم، ولكن بمجرد التوصل إلى نص يتضمن أحكاماً ملموسة، سنبدي رأينا في الإجراءات ونطاق الضوابط الواجب تطبيقها".
وتأتي الجولة الأحدث من الاجتماعات أيضاً في ظل سعي الإدارة المتواصل لاستكشاف ما إذا كان بإمكان واشنطن وطهران إبرام اتفاق دائم بشأن البرنامج النووي الإيراني.
محادثات أميركية أوروبية
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، الأربعاء، إن الوزير ماركو روبيو، ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، سيزوران فرنسا الخميس، لإجراء محادثات بشأن وضع أسس الاتفاق النووي مع إيران.
وأضافت الوزارة أن "روبيو وويتكوف سيلتقيان مع نظرائهما الأوروبيين في العاصمة الفرنسية باريس الخميس".
وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة "رويترز"، أن "روبيو سيجري محادثات مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، الخميس، بشأن الوضع في الشرق الأوسط والاتفاق النووي الإيراني".
"تغيير قواعد اللعبة"
وكانت إيران قد عبرت عن رفضها لـ"تغيير قواعد اللعب"، في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، محذّرة من أن ذلك قد يفسر على أنه "انعدام للجدية، ولحسن النية"، لافتةً إلى أنها لا تزال في وضع "اختبار النوايا"، في إشارة محتملة إلى تصريحات ويتكوف، التي قال فيها إن ترمب لن يعقد اتفاقاً مع إيران "لا يرسي السلام في الشرق الأوسط".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، عبر منصة "إكس"، إن "تغيير قواعد اللعب، غير عادل ومخالف"، محذراً من أن تغييراً كهذا في الدبلوماسية، من شأنه "إفشال أي بادرة".
وتابع بقائي: "أي تغيير مخاطرة في سبيل إفشال أي بادرة، وقد ينظر إليه على أنه انعدام للجدية، ناهيك عن حسن النية"، معتبراً أن إيران "لا تزال في وضع جس النبض".
وأفادت تقارير بوجود انقسام داخل فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض، بشأن أفضل وسيلة لتحقيق هدف منع إيران من الحصول على سلاح نووي، بين من يؤيدون نتيجة تفاوضية عبر الحوار، ومن يريدون شن ضربة عسكرية.