الرئيس الروسي: نحرص على سوريا دولة مستقلة.. ونريد مناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

أمير قطر لبوتين: إسرائيل لم تلتزم بوقف النار في غزة.. والشرع حريص على العلاقة مع روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في الكرملين، موسكو. 17  أبريل 2025 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في الكرملين، موسكو. 17 أبريل 2025 - REUTERS
موسكو/دبي -رويترزالشرق

جدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، التأكيد على أن حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين، هما السبيل الوحيد لضمان سلام دائم في المنطقة، كما أكد الجانبان ضرورة الحفاظ على سوريا "حرة وذات سيادة".

وقال أمير قطر للرئيس الروسي، في مستهل زيارة رسمية إلى موسكو، إن "القضية المأساوية التي نشهدها الآن في غزة، والقتل اليومي يجب أن يتوقف (..) موقفنا ثابت وواضح. لا يوجد سلام بدون دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على حدود 1967. هذا ما نسعى إليه".

وأضاف أمير قطر: "توصلنا إلى اتفاق قبل عدة أشهر ولكن مع الأسف إسرائيل لم تلتزم به، لكن نسعى لمحاولة تقريب وجهات النظر لكي نصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني خاصة في غزة، والآن في الضفة الغربية أيضاً".

بدوره، قال الرئيس الروسي إن "الحل الدائم ممكن عبر تطبيق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، وهو بالدرجة الأولى حل الدولتين، وأعني هنا قيام دولة فلسطين".

وأضاف بوتين: "نعلم أن قطر تبذل جهوداً حثيثة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وللأسف، لم تنفَّذ المبادرات التي طرحتها، بما في ذلك مبادراتكم، ولا يزال المدنيون يُقتلون في فلسطين، وهي مأساة حقيقية اليوم".

وأكد أن "الحل الدائم ممكن عبر تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وهو بالدرجة الأولى حل الدولتين، وأعني هنا قيام دولة فلسطين".

ملف سوريا

ودعا الرئيس الروسي أمير قطر لبحث الأحداث في سوريا، بالإضافة إلى قضية تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا.

ومضى قائلاً: "نود أن نناقش معكم إمكانية تقديم المساعدة للشعب السوري، بما في ذلك المساعدات الإنسانية. هناك العديد من المشاكل هناك (في سوريا)، سياسية، وأمنية، وكذلك هناك مشكلات ذات طابع اقتصادي بحت".

وأشار إلى أن بلاده تريد أن "تحافظ سوريا على سيادتها وعلى وحدة أراضيها كدولة"، لافتاً إلى أن موسكو ترغب كذلك في "تقديم العون للشعب السوري، خاصة العون الإغاثي (..) وضمان الأمن والدعم الاقتصادي".

وفي السياق ذاته، تحدَّث الشيخ تميم بن حمد عن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع قبل أيام إلى قطر، منوهاً إلى أنها شهدت محادثات بشأن "العلاقات الاستراتيجية" بين روسيا وسوريا، مؤكداً أن "الشرع حريص على بناء علاقة بين البلدين مبنية على الاحترام بما في ذلك مصالح الشعبين".

وتابع: "سوريا بدون شك تمر بمرحلة دقيقة وحساسة. ومن مصلحتنا، ومن مصلحة الجميع، أن ندعم هذا التوجه في سوريا، وحدة الأراضي والسلم الأهلي".

تعزيز التعاون المشترك

وأعرب أمير قطر عن "اعتزازه بالعلاقات مع روسيا"، مشيراً إلى أن الجانبين سيبحثان كيفية تعزيز التبادل التجاري، "نحن مصممون على زيادة هذا التبادل التجاري. نعتز باستثماراتنا في روسيا لا سيما مع (شركة النفط) روسنفت، إضافة إلى بعض المجالات الأخرى".

وأردف بالقول إن العلاقات بين روسيا وقطر تمتد لمجالات الثقافة والرياضة، وذكَّر في هذا الإطار بالتعاون بين الجانبين خلال تنظيم كأس العالم 2022 في قطر.

وتطرَّق بوتين إلى وجود العديد من المشاريع المثيرة للاهتمام في روسيا.

"زيارة مهمة"

ووصف الكرملين زيارة أمير قطر إلى روسيا بأنها "مهمة للغاية"، وأعلن أن محادثات بوتين مع أمير قطر ستركز أيضاً على قضايا إقليمية.

وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي لوكالة "تاس" إن المناقشات ستدور حول أوكرانيا وسوريا وقطاع غزة، بالإضافة إلى قضايا الطاقة مثل الغاز الطبيعي المسال.

وبذلت قطر عدة محاولات للتوسط بين روسيا وأوكرانيا كما ساعدت في ترتيب عودة أطفال من كلا البلدين تم فصلهم عن آبائهم خلال الحرب.

وقالت روسيا وقطر هذا الأسبوع إن أمير قطر والرئيس الروسي سيناقشان جهود التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مراراً رغبته في إنهاء "حمام الدم"، لكنه لم يحقق بعد أي تقدم يُذكر. وأكدت موسكو أن التوصل إلى تسوية ليس بالأمر السهل.

وكان دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين قال الأربعاء، إنه "سيجري بالتأكيد تبادل لوجهات النظر بين بوتين وأمير قطر فيما يتعلق بالشؤون الأوكرانية... وأمور إقليمية".

وأضاف: "احتمالات الصراع كبيرة في المنطقة في حين تلعب قطر دوراً كبيراً ومهماً جداً في محاولات تسوية العديد من الأزمات".

وقال بيسكوف "نثمن بشدة إمكانات ومستوى تعاوننا التجاري والاقتصادي الحالي" مع قطر. وأضاف "وبالطبع، حوارنا السري حول العديد من الموضوعات، بما في ذلك القضايا الأكثر حساسية".

واستضافت قطر خلال السنتين الأخيرتين اجتماعات دورية لمناقشة موضوع تسوية الأزمة الأوكرانية. كما لعبت دوراً في الوساطة لترتيب عودة الأطفال بعد إبعادهم عن آبائهم خلال الحرب.

وأُقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي وقطر في الأول من أغسطس عام 1988. وافتُتحت سفارتا البلدين في الدوحة وموسكو في نوفمبر عام 1989.

وفي السادس من ديسمبر عام 1991، اعترفت دولة قطر رسمياً بالاتحاد الروسي ودول رابطة الدول المستقلة الأخرى، وفقاً لموقع وزارة الخارجية الروسية.

وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأول زيارة عمل إلى الدوحة في فبراير عام 2007. 

تصنيفات

قصص قد تهمك