رفعت روسيا، الخميس، حركة "طالبان" التي كانت تصنفها تنظيماً إرهابياً منذ أكثر من عقدين، من قائمة الجماعات "المحظورة" في خطوة تمهد الطريق لتطبيع العلاقات مع الحكومة التي تدير أفغانستان.
ولا تعترف أي دولة حالياً بحكومة "طالبان" التي استولت على السلطة في أغسطس 2021، عقب انسحاب القوات الأميركية بشكل "فوضوي" من أفغانستان بعد 20 عاماً من الحرب.
لكن روسيا تعمل تدريجياً على بناء علاقات مع الحركة التي قال الرئيس فلاديمير بوتين، العام الماضي، إنها أصبحت الآن حليفة في مكافحة الإرهاب.
وفي 24 أكتوبر، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن قرار رفع حركة "طالبان" من قائمة المنظمات الإرهابية "اتخذ على أعلى مستوى"، وفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية.
ونقلت الوكالة عن زامير كابولوف، الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين، إلى أفغانستان، قوله إنه يتعين أن يتبع القرار إجراءات قانونية متنوعة.
وذكر بوتين في يوليو، أن روسيا تعتبر حركة "طالبان" الأفغانية حليفاً في مكافحة الإرهاب.
وفي 26 نوفمبر، أبلغ سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرجي شويجو، قادة حركة "طالبان" بأن موسكو تريد المساعدة في تحقيق سلام دائم بأفغانستان، بحسب وكالات أنباء روسية.
وقال شويجو، وهو وزير دفاع سابق، إن الولايات المتحدة ينبغي أن تضطلع بدور قيادي في إعادة إعمار أفغانستان في ضوء التدخل العسكري الأميركي في البلاد الذي استمر سنوات عديدة.
وذكرت وكالات أنباء روسية أن "طالبان طالبت شويجو المساعدة في تخفيف الضغوط الناجمة عن العقوبات التي فرضتها واشنطن على حكومة كابول".
وترأس شويجو وفداً روسيا رفيع المستوى أجرى محادثات مع كبار المسؤولين في كابول.
ونقلت وكالات الأنباء عنه قوله "اسمحوا لي أن أؤكد استعدادنا لإجراء حوار سياسي بَناء بين بلدينا ومن بين الأهداف توفير زخم لعملية مصالحة بين الأفغان".
وصنفت روسيا، طالبان حركة إرهابية عام 2003، وقالت وسائل إعلام رسمية إن المحكمة العليا رفعت الحظر عنها، الخميس، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ فوراً.
وترى روسيا أن من الضروري العمل مع "طالبان" في الوقت الذي تواجه فيه تهديداً أمنياً كبيراً من جماعات متشددة تتمركز في مجموعة من الدول تمتد من أفغانستان إلى الشرق الأوسط.
وفي مارس 2024، قتل مسلحون 145 شخصاً في قاعة حفلات موسيقية خارج موسكو في هجوم أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه.
وقال مسؤولون أميركيون إن لديهم معلومات استخباراتية تشير إلى أن تنظيم "داعش" ولاية خراسان، فرع التنظيم في أفغانستان، هو المسؤول عن الهجوم.
وتقول حركة "طالبان" إنها تعمل على القضاء على التنظيم المتشدد في أفغانستان.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن مساعي الحركة لنيل اعتراف دولي أكبر بها، متوقف على تغيير مسارها بشأن حقوق المرأة.
ومنعت طالبان الفتيات والنساء من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات، وفرضت قيوداً على حركتهن دون محرم، فيما تؤكد الحركة احترامها لحقوق المرأة لكن بما يتماشى مع تفسيرها للشريعة الإسلامية.