قال مصدران فلسطينيان، مقربان من قيادة حركة "حماس" الفلسطينية ومطلعان على مفاوضات وقف الحرب في غزة، إن مصر وقطر، بوصفهما الوسيطين الرئيسيين، تسعيان الى بلورة مبادرة جديدة لـ"اتفاق رزمة شامل" لوقف النار "لعدة سنوات".
وأضاف المصدران لـ"الشرق" إن اليومين الأخيرين شهدا "جهوداً مكثفة" أجراها الوسطاء لتحقيق اختراق لتجاوز أزمة وقف النار والوصول إلى اتفاق شامل.
وكشف قيادي في "حماس" لـ"الشرق" أن وفداً، برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش ورئيس فريق المفاوضات خليل الحية وعدداً من كبار القادة، غادر الدوحة، متوجهاً إلى العاصمة المصرية القاهرة، الثلاثاء، لبدء اجتماعات مع المسؤولين المصريين والقطريين لبحث ما وصفه بـ"أفكار جديدة بشأن وقف النار".
وأفاد المصدر بأن الحركة تسعى إلى "إنضاج اقتراح لاتفاق يشمل هدنة دائمة لسنوات" و "معالجة ملف السلاح الذي تمتلكه (حماس) والفصائل في غزة"، وتشكيل "إدارة مستقلة للقطاع، وتبادل الأسرى والانسحاب الإسرائيلي الكامل" من قطاع غزة.
وذكر أن هذه الجهود "منسقة مع عدد من الدول العربية الداعمة"، دون تقديم توضيحات إضافية.
وأكد مصدر آخر مطلع لـ"الشرق" أن "الأفكار الجديدة قيد المناقشة تستهدف بلورة مبادرة متكاملة لاتفاق شامل لوقف النار وإعادة إعمار قطاع غزة".
ويبدو أن المساعي تتجه إلى صياغة مبادرة تتضمن "وقفاً لإطلاق النار يمتد ما بين 5 إلى 7 سنوات"، و"معالجة سلاح المقاومة في إطار الوضع الفلسطيني لإدارة قطاع غزة فور انتهاء الحرب".
وأبلغت "حماس" الوسطاء استعدادها للموافقة على أن تكون لجنة إدارة غزة، أو أي مجلس لإدارة غزة، ضمن مسؤولية الحكومة الفلسطينية (التابعة للسلطة الفلسطينية) أو بالتنسيق معها، على أن تكون مقبولة عربياً ودولياً.
رفض الاقتراح الإسرائيلي
وأعلنت "حماس"، الخميس، رفضها إقتراحاً إسرائيلياً، تسلمته مؤخراً من الوسطاء، وقال رئيس "حماس" في قطاع غزة ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية، في كلمة متلفزة، إن حركته سترفض أي "اتفاقات جزئية" لوقف إطلاق النار في القطاع.
ويتضمن المقترح الإسرائيلي إفراج "حماس" في اليوم الأول من سريان الاتفاق عن الجندي الاسرائيلي الأميركي الأسير ألكسندر عيدان، كبادرة خاصة للولايات المتحدة.
وطالبت إسرائيل في مقترحها بـ"نزع السلاح من قطاع غزة"، ووقف إطلاق نار مؤقت لمدة 45 يوماً يمتد إلى 70 يوماً، ويتضمن وقف العمليات العسكرية ودخول المساعدات وتبادل الأسرى.
في اليوم الثاني من الهدنة تفرج "حماس" عن 5 أسرى أحياء، مقابل 66 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد و611 أسيراً من غزة.
كما ينص المقترح الإسرائيلي على الإفراج عن الأسرى من دون استعراضات أو مراسم علنية.
نتنياهو يجتمع بالمجلس المصغر
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف المتمثلة بـ"هزيمة حماس ونزع سلاحها، و"مغادرة قيادات حماس غزة" و"عودة الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس".
ويعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية اجتماعاً، مساء الثلاثاء، لبحث مستقبل العمليات في غزة، وسط توقّف المفاوضات مع حماس رغم الضغوط الميدانية، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت الهيئة أن ثمة قناعة لدى الحكومة الإسرائيلية بأن السبيل الوحيد لإحداث تغيير هو "تصعيد الضغط العسكري"، لكنها أشارت إلى وجود تباينات حادة بشأن كيفية تنفيذ ذلك.
وأوضحت أن نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس ومعظم وزراء الليكود يرون ضرورة مواصلة الضغط التدريجي، على أمل إجبار حماس مع الوقت على تقديم تنازلات، ما يعني أن يكون الهدف الأساسي من التصعيد هو تحسين شروط التفاوض.
في المقابل، يطالب وزيرا حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك، بالعودة الفورية إلى حرب شاملة بهدف حسم المعركة ضد حماس نهائياً، كما ورد في أهداف الحرب المعلنة منذ بدايتها. وبحسب سموتريتش، فإن إطلاق سراح المحتجزين هدف "مهم جداً لكنه ليس الأهم".