نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدرين مطلعين على تحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، أن المجموعة الروسية المتهمة بالتدخل في الانتخابات الأميركية في عام 2016، تسترت وراء موقع إخباري "مستقل" يستهدف اليمينيين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي قبل انتخابات العام الجاري.
وقال المصدران، إن النشاط الروسي الأخير تركز على مؤسسة إعلامية وهمية تسمى "غرفة الأخبار للمواطنين المقيمين في أميركا وأوروبا"، يديرها أفراد مرتبطون بوكالة "أبحاث الإنترنت" المتخصصة في ترويج المصالح التجارية والسياسية الروسية، بحسب وصف الاستخبارات الأميركية.
ويصف موقع الأخبار نفسه "بالحر والمستقل"، وأن مهمته ترويج الأصوات المحافظة، كما يركز بشكل كبير على السياسة والأحداث الجارية في الولايات المتحدة، ويعيد نشر مقالات من وسائل إعلام محافظة، ويدفع أموالاً لأميركيين للكتابة في قضايا لها حساسيتها السياسية.
وأشارت الوكالة إلى أن شبكة من الحسابات التي يتظاهر أصحابها بأنهم محررون وصحافيون، تروج المقالات على وسائل التواصل الاجتماعي التي يفضلها المستخدمون اليمينيون.
وتراوحت الموضوعات التي تتناولها "غرفة الأخبار" من هجمات على المرشح الديمقراطي جو بايدن، إلى انتقادات لحركة "بلاك لايفز ماتر"، والإشادة بمطلق الرصاص على المحتجين خلال مظاهرات مناهضة لعنف الشرطة في ويسكونسن بولاية إلينوي الأميركية.
نفي روسي
ونفت روسيا مراراً الاتهامات بتدخلها في الانتخابات الأميركية، وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إنه لا يعلم شيئاً عن موقع "غرفة الأخبار" أو الموقع الإخباري اليساري المزيف "بيس داتا"، مضيفاً أن "الدولة الروسية لا تنخرط في هذه الأنشطة".
وأشارت "رويترز"، إلى أن مساعدة محرر في الموقع تدعى نورا بيركا، نفت علمها بأي صلة بين الموقع والحكومة الروسية، رافضة إجراء مكالمة هاتفية أو التحدث عبر الفيديو مع الوكالة.
وبعد أن تواصلت الوكالة مع غرفة الأخبار المزعومة للتعليق على الاتهامات، عمدت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي باسم نورا بيركا، كما عمد آخرون في غرفة الأخبار إلى محو كل الإشارات إلى الموقع من بياناتهم، وأزالوا بعضاً من منشوراتهم السابقة.
شحن لأنصار ترامب
وذكرت "رويترز" أن بن نيمو، رئيس التحقيقات في شركة غرافيكا لتحليلات وسائل التواصل الاجتماعي، تولى تحليل الموقع. وقال إن غرفة الأخبار والموقع اليساري "بيس داتا"، الذي اتهمته شركة فيسبوك سابقاً بالتأثير في الناخبين اليساريين في الولايات المتحدة بإثارة أزمات عرقية، يظهران أن عمليات التأثير الروسية تطورت منذ 2016.
وأضاف أن "الاستراتيجية العامة لم تتغير في ما يبدو، وتتمثل في شحن أنصار ترامب وتثبيط الدعم لبايدن، واستهداف الجانبين برسائل داعية للفرقة والاستقطاب".
ونقلت "رويترز" عن مسؤول أميركي كبير في مؤسسة أمنية اشترط إخفاء هويته لأنه ليس مخولاً التحدث مع وسائل الإعلام، قوله إن عملاء روس يعملون بهمة متزايدة على تجنيد أميركيين، من دون أن يدروا، لكتابة مقالات ونشرها على الإنترنت.