تنسيق أميركي سعودي لمواجهة التهديدات الإيرانية

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره السعودي فيصل بن فرحان خلال المؤتمر الصحافي  - موقع وزارة الخارجية السعودية
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره السعودي فيصل بن فرحان خلال المؤتمر الصحافي - موقع وزارة الخارجية السعودية
واشنطن-الشرق

ناقش وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين على هامش الحوار الاستراتيجي الأميركي-السعودي.

وأشاد بومبيو، في مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير السعودي، بالإصلاحات الداخلية التي تقودها السعودية في المرحلة الأخيرة، وبجهودها في مواجهة جائحة كورونا، مشيراً إلى أن المملكة كانت ولا تزال داعمة للاستقرار في المنطقة، فيما وصف إيران بأنها تهدد السعودية، وتزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.

وشدد وزير الخارجية الأميركي على دعم الولايات المتحدة الكامل للسعودية وسعيها إلى تقديم مزيد من الأسلحة لها لحماية شعبها.

من جانبه، أوضح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أنه ناقش مع بومبيو التهديدات الإيرانية في المنطقة، والهجمات الصاروخية التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية. وأكد أن "نشاطات إيران الصاروخية والنووية تمثل تهديداً كبيراً للمنطقة بأسرها".

كما أوضح الوزير السعودي أنه ناقش مع نظيره الأميركي أزمة خزان صافر في اليمن الذي وصفه بأنه يمثل كارثة بيئية. وشدد على التزام المملكة بجهود محاربة فيروس كورونا بصفتها رئيساً لمجموعة العشرين.

وفي السياق ذاته أكد وزير الخارجية السعودي خلال اللقاء أن النظام الإيراني لا يزال يمول الجهات المعادية للمملكة، وأن الحوثيين يمثلون خطراً على إيصال المساعدات إلى اليمن، كما سنناقش سبل إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن.

شراكات قوية

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس لـ"الشرق"، إن الوزيرين بومبيو وبن فرحان "ناقشا أهمية العلاقة الثنائية في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، من خلال شراكات قوية في مجال الأمن والاقتصاد والعلاقات بين الشعبين". 

وأضافت أن الحوار الاستراتيجي، "أعاد التأكيد على الالتزام الثنائي في مواجهة التهديدات الإيرانية لأمن المنطقة وازدهارها، والسعي للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء النزاع في اليمن وتعزيز أمن البحار والحدود".

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، في تصرلايحاتها لـ"الشرق"، إلى أن "الولايات المتحدة تتابع تقدّم المملكة في تحويل اقتصادها بما يتوافق مع رؤية 2030"، لافتة إلى أنه "تم التشديد على أهمية الاستمرار في الإصلاحات".

وأوضحت أورتاغوس، أن الطرفين اتفقا خلال الحوار على الدفع باتجاه تحقيق الأهداف الاقتصادية والأمنية من خلال مجموعات العمل حول الدفاع والاقتصاد والتعاون في مجال الطاقة والتبادل الثقافي والتربوي".

من جانبه، قال رئيس مركز "سيريس للدراسات الاستراتيجية"، عمر الزبيدي، إن السعودية والولايات المتحدة تجمعها علاقات قديمة وراسخة، وأوجه تعاون كثيرة. 

وأضاف الزبيدي، في تصريحاته لـ"الشرق"، إن "المملكة تدرك ثقل الولايات المتحدة، وأنها تمثل الدولة الأهم في العالم، فيما يتعلق بالتقنية والمجال العسكري والاقتصادي والجوانب الاستراتيجية والاستخباراتية".

قضايا مشتركة

الزبيدي أوضح أن الولايات المتحدة تعي الأهمية التي تتمتع بها السعودية لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية، وهي ثقل اقتصادي مالي ضمن مجموعة العشرين، إضافة إلى "السياسة العاقلة التي تمتاز بها السعودية عن مختلف الدول الموجودة في المنطقة"، بحسب تعبيره.

ومع استعداد الولايات المتحدة لإجراء الانتخابات الرئاسية، يشير الزبيدي، في تصريحاته لـ"الشرق"، إلى أن "سياسة إدارة ترمب كانت أفضل بالنسبة للسعودية"، معتبراً أن "المرشح الديمقراطي جو بايدن قد يعود لمحاولة فرض سياسة الرئيس السابق باراك أوباما"، لكنه شدد على أن "السعودية دولة براغماتية، وتعرف كيف تتعامل مع الظروف الصعبة".

وبحسب تصريحات عمر الزبيدي، فإن "تجريم إيران هو خطاب مشترك سعودي أميركي"، خاصة في ظل استمرار الدور الإيراني في المنطقة، وبرنامجها النووي، و"يتفق الجانبان في سياستهما الخارجية حول تجريم إيران والنظام الحاكم في طهران بسبب نشر الإرهاب ودعم القاعدة ونشر الفوضى بالعالم"، بحسب تعبيره.

وبحسب دراسة أجراها الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، كريستوفر بلانشارد، فإن العلاقات الرسمية "السعودية ـ الأميركية"، نجت من سلسلة من التحديات منذ أربعينيات القرن الماضي. 

ويرى بلانشارد أن"المخاوف المشتركة بين البلدين بسبب الإرهاب، وسياسات الحكومة الإيرانية قرّبت أكثر بين واشنطن والرياض، وساهمت في استمرار التعاون الاستراتيجي".

وأشار بلانشارد، إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، "سعت إلى تعزيز العلاقات الأميركية مع القادة السعوديين، حيث تنفذ المملكة سلسلة من المبادرات السياسية الداخلية والخارجية".