أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن "قلقها" لمواصلة كوريا الشمالية نشاطاتها النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، لكنها لم ترّ مؤشراً إلى أنها أعادت معالجة الوقود المستنفد من مفاعلها النووي الرئيس، لتحوّله إلى بلوتونيوم.
وجاء ذلك في تقرير سنوي تعدّه الوكالة بشأن الملف النووي الكوري الشمالي، نُشر الأربعاء في فيينا، علماً بأن مفتشي الوكالة، لم يدخلوا كوريا الشمالية منذ طردهم عام 2009.
وواصلت بيونغ يانغ برنامجها للتسلّح النووي، واستأنفت اختباراتها الذرية، والتي نفذت آخرها عام 2017.
وتراقب الوكالة الذرية نشاطات كوريا الشمالية عن بُعد، بما في ذلك من خلال صور تلتقطها أقمار اصطناعية.
ووَرَدَ في تقرير الوكالة، أن "استمرار البرنامج النووي" لبيونغ يانغ هو "مصدر قلق جدي"، و"يشكّل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
وأضاف التقرير أن هناك "مؤشرات تتفق مع إنتاج اليورانيوم المخصب" في مجمّع يونغبيون النووي.
واستدرك أن الوكالة لم تتمكّن من دخول يونغبيون أو أي موقع آخر في كوريا الشمالية، لافتاً إلى أنها استندت في تحليلها إلى "المعلومات المتاحة لها"، بما في ذلك من المصادر المفتوحة وصور تلتقطها أقمار اصطناعية، وفق "فرانس برس".
التقرير أفاد كذلك بأنه "من المؤكد تقريباً" أن مفاعلاً تجريبياً يعمل بطاقة 5 ميغاواط في يونغبيون، بقي مغلقاً منذ ديسمبر في عام 2018، علماً أن ثمة تكهنات بأن هذا المفاعل أنتج البلوتونيوم لتطوير أسلحة ذرية.
وأضاف التقرير أنه لا بخار ينبعث من معمل إعادة معالجة البلوتونيوم هناك، ما يشير إلى أن آخر كمية من الوقود المستنفد بقيت في مبنى المفاعل.
واستدرك أن تحرّكات لمركبات وتشغيل وحدات التبريد في مصنع أقطاب الوقود في يونغبيون، تشير إلى أن بيونغ يانغ تنتج اليورانيوم المخصب، مستخدمة أجهزة للطرد المركزي هناك، كما أفادت وكالة "رويترز".
ورجّح التقرير أن تكون كوريا الشمالية خصّبت اليورانيوم في منشأة خارج بيونغ يانغ، معروفة باسم كانغسون. ودعاها إلى "الامتثال الكامل" لالتزاماتها الدولية، و"التعاون فوراً" مع الوكالة.
البرنامج الصاروخي
وكانت الولايات المتحدة حذرت، الثلاثاء، من أن كوريا الشمالية تواصل حصولها على مواد ومعدات لبرنامجها الصاروخي.
وتضمّن تقرير أعدّته وزارات الخزانة والتجارة والخارجية الأميركية، تفاصيل عن جهود بيونغ يانغ، لامتلاك كل شيء، بما في ذلك شاحنات غابات لاستخدامها في منصات لإطلاق صواريخ، ومعادن ومواد شائعة يمكن استخدامها في الصواريخ.
وأشارت وزارة الخزانة إلى أن "الولايات المتحدة ملتزمة بتعطيل شبكة شراء الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية، وتعزيز المساءلة للكيانات والأفراد الذين يساعدون أو يدعمون" هذا البرنامج.
أما وزارة الخارجية الأميركية، فاعتبرت أن جهود بيونغ يانغ، لتطوير الصواريخ "تشكّل تهديداً مهماً للاستقرار الإقليمي والعالمي"، وفق "فرانس برس".
عرض عسكري ضخم؟
وأفادت وكالة "رويترز" بأن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية، أظهرت أعداداً أكبر من القوات والمركبات الكورية الشمالية، تتدرب على عرض عسكري ضخم.
وأضافت أن الصور التي حلّلها معهد "38 نورث" البحثي المتخصص في شؤون كوريا الشمالية، ومقرّه واشنطن، أظهرت تشكيلات من القوات والمركبات في ساحة ميريم للتدريبات العسكرية، في ضواحي بيونغ يانغ.
ووَرَدَ في تقرير أعدّه المعهد: أنه "كان متوقعاً على نطاق واسع أن تنظّم كوريا الشمالية عرضاً عسكرياً ضخماً في 10 أكتوبر، احتفالاً بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حزب العمال الكوري (الشمالي). هذه الصور تقدّم الدليل الأول على أن التدريبات جارية".





