حادثة مينيابوليس تتفاعل: اتساع رقعة الاحتجاجات في ولايات أميركية

واشنطن-وكالات

توسعت رقعة الاحتجاجات العنيفة على وفاة مواطن أميركي من أصول إفريقية على يد شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأميركية، لتمتد إلى مدن وولايات أخرى لليوم الرابع على التوالي، ما دفع الحرس الوطني الأميركي إلى نشر 500 من عناصره لإعادة الهدوء.

وتظاهر مئات المحتجين الغاضبين خارج البيت الأبيض مساء الجمعة، ولوّحوا بشعارات من بينها "توقفوا عن قتلنا" و"حياة السود مهمة"، مطالبين بـ"العدالة لجورج فلويد" الذي توفي اختناقاً خلال عملية توقيفه الاثنين، بعدما جثم شرطي أبيض لدقائق على عنقه محاولاً تثبيته على الأرض.

وفي نيويورك، تجمّع نحو 1000 متظاهر عند مركز باركليز للتنديد بما حصل لفلويد، فيما شهدت بروكلين، المنطقة الإدارية في المدينة، تظاهرة ضخمة اعتقلت خلالها الشرطة عشرات المحتجين. 

وفي أتلانتنا عاصمة ولاية جورجيا، شارك نحو 1000 شخص في احتجاج شهد أعمال عنف واندلاع حرائق قرب مقر شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية.

وفي ديترويت أكبر مدن ولاية ميتشيغان، انضم المئات إلى "مسيرة ضد وحشية الشرطة" خارج مقر السلامة العامة في المدينة، مرددين "لا عدالة لا سلام". واندلعت احتجاجات مماثلة في مدن هيوستن بولاية تكساس، وأوكلاند في كاليفورنيا، ودنفر عاصمة ولاية كولورادو حيث أُغلق طريق سريع.

متظاهرون يشتبكون مع الشرطة خلال مظاهرة في أوكلاند احتجاجاً على حادث مينيابوليس - REUTERS
متظاهرون يشتبكون مع الشرطة خلال مظاهرة في أوكلاند احتجاجاً على حادث مينيابوليس - Reuters

ودارت اشتباكات أيضاً في لويزفيل أكبر مدن ولاية كنتاكي، تضافرت معها مطالبة عدد من السكان بـ"العدالة لبريونا تايلور"، وهي امرأة من أصول إفريقية قتلتها الشرطة داخل شقتها في مارس الماضي.

أما في مدينة مينيابوليس، مهد الاضطرابات التي اندلعت غداة وفاة فلويد، فانتهك مئات المحتجين حظراً للتجول فُرض لإعادة الهدوء، وتجمعوا في الشوارع وحول مركز للشرطة أُضرمت فيه النيران. وقال بول سيلمان، وهو شاب من أصل إفريقي يبلغ من العمر 25 عاماً: "نحن هنا لأننا كجيل ندرك أن الأمور ينبغي لها أن تتغير".

وتجاوزت مشاعر التعاطف حدود الولايات المتحدة، إذ شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في بلدان عدة دعوات إلى إحقاق العدالة في قضية فلويد وتوقيع عريضة إلكترونية في هذا الشأن، مع تداول وسم "العدالة لجورج فلويد" والفيديو الذي يوثق الحادثة على نطاق واسع.

تهمة القتل

وكان ممثل للادعاء العام في ولاية مينيسوتا قد أعلن أن السلطات اعتقلت ضابط الشرطة المتسبب في وفاة الضحية، ووجهت إليه تهمة "القتل غير المتعمد" الجمعة. 

لكن عائلة فلويد اعتبرت أن هذا الإجراء "متأخر وغير كافٍ"، وطالبت في بيان بتوجيه "تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار" إلى الشرطي المطرود ديريك تشوفين، و"اعتقال عناصر الشرطة الآخرين" المتورطين في القضية.

ترامب يتدخل 

ومن البيت الأبيض، أعلن الرئيس دونالد ترامب الجمعة أنه تحدث إلى عائلة فلويد التي "لها الحق في العدالة"، وقال: "أتفهّم الألم". 

وكان الرئيس الأميركي عبّر عن استيائه عندما شاهد الفيديو، واصفاً الحادثة بأنها "دنيئة ومفجعة"، على حد قول الناطقة باسمه كايلي ماكيناني، كما كان وجّه مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل بإجراء تحقيق عاجل في "الوفاة المؤسفة جداً والمأساوية"، وفق قوله في تغريدة على "تويتر" الأربعاء.

أما سلفه الرئيس السابق باراك أوباما فقال الجمعة إن وفاة فلويد يجب ألا تُعتبر "أمراً عادياً" في الولايات المتحدة.

زميلان سابقان

وأفادت "سي إن إن" الجمعة بأن فلويد وتشوفين عملا في السابق معاً في نادٍ ليلي في مينيابوليس، وفق ما نقلت عن المالكة السابقة للنادي مايا سانتاماريا.  

وقالت إن فلويد "الرجل العظيم المعروف بابتسامته العريضة" غالباً ما عمل كحارس أمن إضافي ليالي الثلاثاء، فيما عمل تشوفين كضابط شرطة خارج الخدمة للنادي نحو 17 عاماً.

لكن سنتاماريا لا تصفهما بأنهما يعرفان بعضهما جيداً، إذ "عملنا جميعاً معاً في النادي في أوقات مختلفة وأحياناً متقاطعة".

"لا أستطيع التنفس"

وتفيد رواية الشرطة بأن فلويد (46 عاماً) اعتُقل للاشتباه بمحاولة ترويج عملة نقدية مزورة بقيمة 20 دولاراً، وبأنه قاوم عملية الاعتقال جسدياً قبل النجاح في السيطرة عليه وتقييد يديه بالأصفاد.

وأظهر مقطع فيديو مدته 5 دقائق، صوّرته إحدى المارّات، فلويد ممدداً أرضاً قرب سيارة الشرطة، ويردد "لا أستطيع التنفس" فيما يركع شرطي من بين 4 على رقبته محاولاً تثبيته، قبل أن يفقد وعيه وتنقله سيارة طوارئ إلى مركز طبي حيث توفي.

وتعيد الحادثة إلى الأذهان حوادث أخرى تتهم فيها الشرطة الأميركية بـ"العنصرية"، من بينها حادثة وفاة إيريك غارنر (43 عاماً) اختناقاً عام 2014، والذي ردّد أيضاً "لا أستطيع التنفس" قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة خلال اعتقاله للاشتباه ببيعه السجائر بشكل غير قانوني.

وفي عام 2014، شهدت الولايات المتحدة قضية مماثلة، مع مقتل الشاب أنطونيو مارتن (18عاماً)، على يد شرطي أبيض بمدينة بيركلي الواقعة في ولاية ميزوري، حين كان خارج محطة وقود شهدت مشادات بين أصدقائه وقوات الأمن.