رغم التطمينات.. خبراء يثيرون شكوكاً بشأن صحة ترمب وعلاجه

الرئيس الأميركي ترمب خلال مكالمة هاتفية مع بعض مسؤولي إدارته حيث يتلقى العلاج في مستشفى والتر ريد بعد إصابته بكورونا - REUTERS
الرئيس الأميركي ترمب خلال مكالمة هاتفية مع بعض مسؤولي إدارته حيث يتلقى العلاج في مستشفى والتر ريد بعد إصابته بكورونا - REUTERS
دبي -الشرق

نقلت صحيفة نيويورك تايمز  الأميركية عن خبراء طبيين أن العلاجات التي يتلقاها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تشير إلى أن وضعه الصحي "قد لا يكون جيداً"، على الرغم من التطمينات التي يعلنها أطباؤه، لا سيما أن عمره ووزنه وجنسه عوامل تعرّضه إلى خطر كبير، على خلفية إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وتوقع بعض الأطباء، وفقاً لما نقلته نيويورك تايمز، أن تسوء الحالة الصحية للرئيس الأميركي بعد أسبوع، على الرغم من الإعلان أنه قد يغادر المستشفى خلال ساعات، ما يوجب إعادته مجدداً. 

وأشارت الصحيفة إلى إعلان شون كونلي، طبيب ترمب، السبت، الخاص بأن الرئيس سيبقى في مستشفى "والتر ريد" العسكري لفترة غير محددة، وأنه يخضع لنظام عقاقير مضادة للفيروسات لـ5 أيام، بشكل يشي بأن وضعه قد يكون أكثر خطورة مما كُشف عنه علناً، علماً أنه تلقى الخميس الماضي علاجاً آخر "لا يزال في المراحل الأولى من الاختبار".

شون كونلي أكد في الإيجاز الصحافي، مساء الأحد، أن حالة الرئيس ترمب تحسنت "وقد يغادر المستشفى خلال ساعات"، لافتاً إلى أنه "كان يعاني ارتفاعاً حاداً في الحرارة يوم الجمعة ونقصاً في الأكسجين". 

كونلي شدد من أمام مستشفى والتر ريد العسكري في واشنطن على أن "ترمب يتحسنولم تظهر عليه الحمى منذ الجمعة، أو أي أعراض صعوبة في التنفس"، وأنه "يسير ويتحرك بشكل جيد". 

نيويورك تايمز نقلت آراء خبراء طبيين كانوا يتابعون "التفاصيل الغامضة والمتضاربة" التي نشرها البيت الأبيض والمستشفى حول وضع الرئيس، مشيرة إلى أنهم "منقسمون" بشأن العلاجات التجريبية التي تلقاها ترمب البالغ من العمر 74 عاماً، وأعرب بعضهم عن "قلقه" في هذا الصدد.

تضارب في معسكر ترمب

ذكّرت نيويورك تايمز أن كونلي رسم "صورة إيجابية جداً عن وضع الرئيس"، قبل أن يدلي مارك ميدوز، أبرز موظفي البيت الأبيض، بتصريحات "تتناقض مع هذا التقييم"، لافتاً إلى أن المؤشرات الحيوية لترمب خلال الساعات الـ 48 الماضية "كانت مقلقة جداً"، مضيفاً أن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين.

أبرز موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز يتحدث في واشنطن - 2 أكتوبر 2020 - REUTERS
أبرز موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز يتحدث في واشنطن - 2 أكتوبر 2020 - REUTERS

ونقلت الصحيفة عن الدكتور بيتر تشين هونغ، وهو اختصاصي في الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا، أنه سيُفاجَأ إذا شعر ترمب بتحسّن بـ"السرعة التي اقترحها الدكتور كونلي".

وأضاف أن ما يحدث غالباً هو خروج المريض من المستشفى، لكن بعد أسبوع يزداد الأمر سوءاً، ما يوجب إعادته مجدداً. وتابع: "ما نسمّيه السقوط من جرف، يكون عادة من أسبوع إلى 10 أيام".

أما الدكتور كارلوس ديل ريو، أستاذ الطب بجامعة إيموري في أتلانتا، فاعتبر أن إدخال الرئيس مستشفى والتر ريد هو "الشيء الصحيح"، خصوصاً أنه مسنّ.

وتطرقت الصحيفة إلى "تهرّب" أطباء ترمب من أسئلة حول احتياج الرئيس إلى الأكسجين في أيّ وقت، ومدى درجة حرارته، مشيرة إلى أنهم قدّموا "جدولاً زمنياً ملتبساً لتشخيص مرضه، يتعارض مع ما كشفه ترمب عند الساعة الواحدة" فجر الجمعة بشأن إصابته بالفيروس. واستدركت أن كونلي أصدر لاحقاً تصحيحاً اتفق مع الإصدارات السابقة للبيت الأبيض، بشأن مرض الرئيس ووسائل علاجه.

وعلّق الدكتور أندريه كليل، وهو اختصاصي الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة نبراسكا، قائلاً، "إنه وضع غريب جداً. هل يُعالَج بشكل مبالغ فيه أم أقلّ ممّا يجب؟ لا نعرف".

"ريمديسيفر" و"ريجينيرون"

وأوردت نيويورك تايمز أن ترمب عولج، إضافة إلى عقار "ريمديسيفر"، بـ"مزيج من أجسام مضادة أحادية المنشأ"، من إنتاج شركة "ريجينيرون"، وهو علاج في "المرحلة الأولى من الاختبار".

وأضافت أن الخبراء متفائلون بجدوى هذا العقار، ونقلت عن جون مور، عالم الفيروسات في كلية الطب بجامعة وايل كورنيل، قوله: "إنها مخاطرة مبرّرة ومحدودة".

شعار شركة
شعار شركة "ريجينيرون" للأجهزة الطبية في مقرها بنيويورك - 17 سبتمبر 2020 - REUTERS

لكن خبراء آخرين أعربوا عن شكوك، إذ قال الدكتور كليل: "الأجسام المضادة تجريبية. لا أعرف إلى أي مدى هي آمنة بالنسبة للرئيس. يجب الامتناع عن إعطائها خارج التجارب السريرية".

وأشارت الصحيفة إلى إعلان أطباء ترمب أن مستوى الأكسجين في دمه بلغ 96% أثناء تجوّله صباح السبت، علماً أن المعدل الطبيعي يتراوح بين 95 و100%. كما أن مستوى الأكسجين يُعدّ مؤشراً مهماً بشأن تطوّر المرض نحو مرحلة خطرة.

"طبيب ترمب المراوغ"

وبعد تهرّب كونلي من توضيح هل تلقى ترمب الأكسجين، في الإيجاز الصحافي الأول، قالت الدكتورة روشيل والينسكي، رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوستس العام، في إشارة إلى أطباء الرئيس: "كانوا مصرّين جداً على إخبارك عندما لا يكون على الأكسجين. هذا يعني أنه كان على الأكسجين في وقت سابق". وأضافت في إشارة إلى كونلي: "ليس مفيداً أنه كان يراوغ".

شون كونلي، طبيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يتحدث أمام مستشفى والتر ريد في ميريلاند - 3 أكتوبر 2020 - REUTERS
شون كونلي طبيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث أمام مستشفى والتر ريد في ميريلاند - 3 أكتوبر 2020 - REUTERS

وذكرت  الصحيفة الأميركية أن ترمب تلقى الخميس مزيج "ريجينيرون" الذي يضم اثنين من الأجسام المضادة، و"ريمدسيفير" الجمعة.

ولفتت الصحيفة إلى أن مزيج "ريجينيرون" لم ينل موافقة هيئة "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية لاستخدامه، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن مرضى قد يحصلون أحياناً على أدوية تجريبية، إذا طلبها الطبيب وأقرّت ذلك "إدارة الغذاء والدواء" والشركة المنتجة. وهكذا حصل ترمب على مزيج "ريجينيرون"، علماً أن عقار "ريمديسفير" نال موافقة طارئة من "إدارة الغذاء والدواء".

وأشارت إلى أنه "ليس معروفاً ما إذا كان الجمع بين ريمديسفير والأجسام المضادة أحادية المنشأ، هو أفضل طريقة لمحاربة الفيروس".

ونقلت نيويورك تايمز عن الدكتورة ميشيل بريكيت، وهي اختصاصية في الرعاية الرئوية والحرجة، والتي عالجت المئات من مرضى كورونا في مستشفى "نورث وسترن ميموريال" في شيكاغو، قولها إن هذا المزيج هو "منطقة مجهولة".

وأوردت الصحيفة أن طبيب ترمب ذكر أنه كان يتناول أدوية لا تستلزم وصفة طبية، مثل الزنك وفيتامين (د) وفاموتيدين وبيبسيد، إضافة إلى الميلاتونين والأسبرين.

وأشارت إلى أن الزنك وفيتامين (د) وفاموتيدين اعتُبرت عنصراً مساعداً في محاربة كورونا، مستدركة أن الأدلة في هذا الصدد ليس دقيقة.

ونقلت عن الدكتور كليل قوله "إنها ليست مفيدة لكوفيد-19. يمكن أن تحدث تفاعلات تجعل المرض أكثر سوءاً".

وتابع: "هناك عقاقير يمكن أن تُحدث تأثيراً ضاراً في كوفيد-19، وتكون غير ضارة في أماكن أخرى. أقترح تجنّبها".