الخارجية الإثيوبية: مصر تحاول احتكار مياه النيل

سد "النهضة" الإثيوبي على نهر النيل الأزرق شمال غربي إثيوبيا - AFP
سد "النهضة" الإثيوبي على نهر النيل الأزرق شمال غربي إثيوبيا - AFP
دبي- الشرق

اتهمت الخارجية الإثيوبية مصر بمحاولة احتكار مياه النيل، مؤكدة أن "إثيوبيا هي مصدر النيل ومنبعه"، في إشارة إلى حق أديس أبابا في ملء "سد النهضة".

وقال الناطق باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، في مقابلة مع صحيفة "إثيوبيان هيرالد" نشرت اليوم الثلاثاء، إن "إثيوبيا ليس لديها مشكلة من استفادة مصر من النيل"، لافتاً إلى أن "المشكلات تحدث حين تحاول مصر المطالبة باحتكار النيل، وهو أمر مستحيل".

وشدد مفتي على أن "إثيوبيا هي مصدر نهر النيل". وقال إن "أكثر من 86% من مياه النهر تنبع من إثيوبيا.. هذه ثروة إثيوبيا الطبيعية، ولها كامل الحق في استخدام مواردها المائية بحكم المنطق".

وأشار إلى أن "إثيوبيا ترى أنه بقدر ما يحق لمصر استخدام نهر النيل، فإن ذلك يحق لإثيوبيا أيضاً".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال في تصريحات نهاية يوليو الماضي، إن "من حق إثيوبيا أن تقيم مشاريع لتوليد الكهرباء، لكن من دون أن يؤثر ذلك على كمية المياه التي تصل إلى مصر عبر نهر النيل".

"لا حل عسكرياً"

ورداً على سؤال صحيفة "إثيوبيان هيرالد" في شأن الطرح العسكري لحل الخلاف حول  "سد النهضة" مع مصر، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية إن أديس أبابا "تعتبر أن النهج الدبلوماسي، هو طريق بنّاء يصب في مصلحة الإنسانية في جميع البلدان، وأن الحرب تؤدي إلى عكس ذلك، فهي تخلّف الدمار وتقضي على الموارد البشرية والمادية".

وأضاف: "آمل أن تدرك مصر قريباً أهمية مواصلة المفاوضات الدبلوماسية السلمية. أعتقد أن المصريين سيقدرون موقف إثيوبيا التي تجعل الأطراف جميعاً مستفيدة".

وترفض مصر بدورها الحل العسكري، إذ قال رئيسها عبد الفتاح السيسي في يوليو الماضي إنه يرفض "التهديد بعمل عسكري"، مشدداً على أن بلاده "حريصة على العمل من خلال التفاوض". وأوضح السيسي أن ذلك "لا يعني السماح بتهديد الأمن القومي لمصر، لا أحد يستطيع أن يجور علينا ولا على أمننا القومي"، وفق قوله.

"إثيوبيا ملتزمة.. وتريد التعاون"

وأكد دينا مفتي أن "إثيوبيا ملتزمة بمعالجة مخاوف السودان ومصر، وتريد التعاون مع البلدين لجعل النيل مصدراً للتعاون بدلاً من الصراع"، مضيفاً أن أديس أبابا "تشجع المفاوضات الدبلوماسية السلمية، ولا نية لديها في إلحاق الأذى بدول المصب".

وقال دينا مفتي إن هناك "بوادر تقدّم واعدة في المفاوضات الجارية بين إثيوبيا ومصر والسودان"، ويرتقب أن تستأنف برعاية من الاتحاد الإفريقي الأسبوع المقبل، بعد طلب تقدمت به القاهرة والخرطوم أمس بتأجيل المفاوضات إلى 17 أغسطس الجاري.

وأكد أن "بالإمكان الوصول إلى حلول مستدامة عندما تلتزم الأطراف جميعاً بالعمل معاً".

وقررت الدول الثلاث تأجيل مفاوضاتها، بعدما قدمت السودان طلباً بالتأجيل وافق عليه الجانب المصري.

وقال الناطق باسم وزارة الري المصرية محمد السباعي إن "مصر اشترطت استئناف المفاوضات بالاعتماد على مخرجات القمة الإفريقية المصغرة الشهر الماضي، والتي قضت بالتفاوض حول اتفاق ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة"، في وقت قدمت فيه إثيوبيا اقتراحاً اعتبرته مصر "مجرد إرشادات وقواعد حول ملء سد النهضة".

 

تناقض في المواقف الإثيوبية

وناقض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية تصريحات سابقة له تتعلق بالموقف الأميركي من مفاوضات سد "النهضة"، أدلى بها للصحيفة ذاتها يوم الجمعة الماضي.

وبعدما اتهم دينا مفتي في مقابلة سابقة الولايات المتحدة "بمحاولة الضغط على إثيوبيا من أجل التوقيع على اتفاق غير متوازن" في شأن "سد النهضة"، قال في مقابلة اليوم إن "التقارير التي تقول إن أميركا متحيزة لمصر هي مجرد ارتباك يشوب هذه التقارير الإعلامية".

 وأضاف أن "ما نعرفه هو أن إثيوبيا تربطها بعلاقات طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، ونحن دولتان صديقتان".

وعبّر المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية عن تقدير بلاده للجهود التي قامت بها الولايات المتحدة، خلال رعاية المفاوضات الثلاثية في واشنطن، والتي انتهت برفض إثيوبيا التوقيع على مقترح الاتفاق الأميركي.

وكان الدبلوماسي الإثيوبي قال في مقابلة يوم الجمعة الماضي إن "ضغوط أميركا في شأن اتفاق سد النهضة تضر بالعلاقات بين البلدين"، مؤكداً أنه "لا توجد أي ضغوط قادرة على تعطيل البناء".

ولفت دينا مفتي في تصريحاته إلى تلويح واشنطن بوقف بعض مساعداتها لأديس أبابا لإرغامها على التوقيع على اتفاق بخصوص "سد النهضة"، بالإضافة إلى تجميد قرض من "البنك الدولي".

وقال مسؤولون في الكونغرس لمجلة "فورين بوليسي" إن ‏إدارة ترامب تدرس منع بعض المساعدات لإثيوبيا بسبب مشروع سد "النهضة".