بعد تسمم نافالني به.. تعرّف على "نوفيتشوك" أخطر غاز للأعصاب

أقنعة غاز تابعة لمحققين بالقرب من عنوان سكني في مدينة أميزبري البريطانية  - AFP
أقنعة غاز تابعة لمحققين بالقرب من عنوان سكني في مدينة أميزبري البريطانية - AFP
برلينأ ف ب

تعتبر مادة "نوفيتشوك" السامة للأعصاب، التي أعلنت ألمانيا أنها استخُدمت لتسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني، سلاحاً كيميائياً بالغ الخطورة يصيب الجهاز العصبي، منعته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية العام الماضي، كأول تعديل لاتفاق حظر الأسلحة الكيميائية، منذ دخولها حيز التنفيذ عام 1997.

ويرجع تاريخ تطويرها إلى حقبة سبعينات القرن الماضي، عندما ابتكر علماء سوفيات هذه المادة خلال العقدين الأخيرين من الحرب الباردة. لكن الخبراء الغربيين لا يعرفون الكثير حول هذا السلاح الكيميائي الخطير.

وهذا الغاز مسمم للأعصاب على غرار مواد سامة معروفة مثل "السارين" أو "في اكس". تستهدف هذه المواد أنزيم "استيل كولين استريز" وتؤدي إلى تقلص العضلات. وعندما يعيق عامل الأعصاب عمل هذا الأنزيم، يتراكم في الجسم ويسبب خللاً في الجهاز العصبي.

ونتيجة تأثير هذا الغاز، يفقد الجسم السيطرة على العضلات، ما يؤدي الى تقلّصها ثم إلى الشلل، والموت المحتمل اختناقاً أو بالسكتة القلبية.

طريقة العلاج 

يقضي أسلوب العلاج التقليدي في حال التسمم بغاز للأعصاب، بضمان استقرار الوظائف الحيوية (التنفس وضربات القلب). وفي الوقت نفسه، حقن المصاب بمادة "أتروبين" لمحاربة آثار المادة على الجهاز العصبي.

وتعطل مادة "أتروبين" لاقطات "استيلكولين" وذلك للحيلولة دون تراكم تلك الجزئيات في الجهاز العصبي. وإذا نجح العلاج، فإن الجسم يصبح قادراً مع مرور الوقت على التخلص من المادة السامة، وإعادة إنتاج الإنزيم الذي استهدفه. لكن حتى في حال نجاة المصاب، فقد يحتفظ بتبعات دائمة.

محقق الطب الشرعي يبحث عن أدلة في منزل جون بيكر  بمدينة أميسبوري البريطانية - REUTERS
محقق الطب الشرعي يبحث عن أدلة في منزل جون بيكر بمدينة أميسبوري البريطانية - REUTERS

استخدامات سابقة

سبق أن استخدمت مادة "نوفيتشوك" عام 2018 لتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبري في إنجلترا.

ونفى الكرملين في ذلك الوقت أي مسؤولية في التسميم، قبل أن تثير القضية أزمةً دبلوماسيةً حادة.

وفي موقف مماثل، أكدت موسكو اليوم الخميس، أنها لا ترى "أي مبرر" لاتهامها بالوقوف خلف تسميم نافالني، داعية إلى "عدم إطلاق أحكام متسرعة".

وفي العام 2018، نجا سكريبال وابنته بعدما خضعا لعلاج كثيف، لكن امرأة تسكن في المنطقة توفيت بعدما استخدمت سائلاً في قارورة عثر عليها رفيقها، ظناً منها أنها قارورة عطر.

ويعتقد المحققون أن القارورة استخدمت لنقل مادة "نوفيتشوك" من روسيا. وأدخل رفيقها المستشفى حيث تلقى علاجاً لأسابيع، ونجا من الموت.

وفي سالزبري، انتهت أعمال إزالة التلوث مطلع عام 2019، بعد حوالي عام من تسميم سكريبال. وكان منزل العميل الروسي السابق الموقع الأخير من ضمن مجموعة من 12 موقعاً تم تنظيفها بشكل دقيق لإزالة أي تلوث بالمادة السامة.