غانتس ونتنياهو.. هل تتبدَّل مواقع قطبي السياسة الإسرائيلية؟

لافتة تجمع وزير الدفاع بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - REUTERS
لافتة تجمع وزير الدفاع بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - REUTERS
القدس- الشرق

تغيرات جديدة في خارطة السياسة الإسرائيلية، قد تدفع بقطبي تل أبيب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ونائبه وزير الدفاع بيني غانتس، إلى تغيير مواقعهما بين اليمين والوسط، وذلك وفقاً لما ذكرته القناة الإسرائيلية الـ12.

ويأتي على رأس هذه التغيرات الموقف من المستوطنات وعملية الضم، إذ يبدو بحسب القناة أن موقف نتنياهو أصبح متراخياً في هذا الجانب، نتيجة لتغيرات إقليمية أهمها خطة السلام الأميركية، واتفاق السلام الأخير مع الإمارات.

ووفقاً للقناة، فقد امتنع نتنياهو منذ تشكيله حكومة الوحدة مع غانتس، عن نشر مناقصات بناء في الضفة الغربية، في خطوة أثارت غضب اليمين الإسرائيلي، حيث اتهم قيادات مجلس المستوطنات نتنياهو بالسعي لخنق الاستيطان والمستوطنين في الضفة الغربية.

كما اتهم المجلس نتنياهو بالخضوع لإرادة الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر، والعمل على إقامة دولة فلسطينية، وتقسيم أرض إسرائيل وإعطاء أجزاء منها لـمن وصفهم بـ"الأغيار".

وزادت حدة الاتهامات القادمة من يمين الخريطة السياسية لنتنياهو، مع الحديث عن إلغاء خطة الضم الإسرائيلية لغور الأردن أو إرجائها إلى أجل غير مسمى، كجزء من اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات.

راعي فلسطيني يقف بالقرب من حاجز الحمرا الإسرائيلي، الذي يفصل مناطق السلطة الفلسطينية المصنفة A و B في غور الأردن شرقي نابلس في 1 يوليو 2020 - AFP
راعٍ فلسطيني يقف بالقرب من حاجز الحمرا الإسرائيلي الذي يفصل مناطق السلطة الفلسطينية المصنفة A وB في غور الأردن شرقي نابلس، 1 يوليو 2020- AFP

وقالت القناة الإسرائيلية إنَّ غانتس استغل هذا الشرخ بين نتنياهو وقاعدته اليمينية، مشيرة إلى أنه يتجه للمصادقة على بناء 5 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.

وكشفت القناة أن غانتس "يعتزم دعوة المجلس الأعلى للتخطيط، للاجتماع الأسبوع المقبل من أجل المصادقة على بناء هذه الوحدات"، خصوصاً أن المجلس الأعلى للتخطيط في الضفة الغربية، يتبع للإدارة المدنية الإسرائيلية، وهي الذراع التنفيذية لوزارة الدفاع الإسرائيلية برئاسة بيني غانتس.

منظر عام يظهر مستوطنة جفعات زئيف الإسرائيلية، بالقرب من مدينة رام الله الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، 24 يونيو 2020  - AFP
مستوطنة جفعات زئيف الإسرائيلية بالقرب من مدينة رام الله الفلسطينية في الضفة الغربية، 24 يونيو 2020- AFP

ووفق القناة الإسرائيلية، فإن الوحدات الجديدة، ستقام في الكتل الاستيطانية الكبيرة، وفي مستوطنات إسرائيلية معزولة داخل تجمُّعات فلسطينية في عمق الضفَّة الغربية، كمستوطنة بيت إيل المحاذية لرام الله، وهار براخا بالقرب من نابلس وفي الخليل.

وتوقعت القناة أن تزيد خطوة غانتس من عمق أزمة نتنياهو داخل اليمين الإسرائيلي، وتصب مباشرة في مصلحة منافسيه السياسيين على قواعد الناخبين اليمينيين في إسرائيل، وتحديداً وزير الدفاع الإسرائيلي السابق زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينت، الذي تتصاعد شعبيته بشكل أسبوعي في استطلاعات الرأي.

وسط متذبذب

وبحسب القناة الـ12، فإنَّ توجه بيني غانتس إلى اليمين يرجع إلى تذبذب موقعه في وسط السياسة الإسرائيلية نتيجة للتطورات الأخيرة.

وأشارت القناة في هذا الصدد إلى انسحاب حزب "هناك مستقبل"، من تحالف "أزرق أبيض" الذي يقوده غانتس، وقالت إن هذا الانسحاب يتيح لزعيم "هناك مستقبل" يائير لابيد، فرصة الانفراد بأصوات ناخبي الوسط في إسرائيل، وتضييق الخناق على غانتس انتخابياً، بما سيجبره على الانتقال للمناورة في الشق اليميني للخارطة السياسية الإسرائيلية. 

كما أن استطلاعات الرأي في إسرائيل لا تبشر حزب غانتس بالخير، إذ حصل في آخرها على 11 مقعداً فقط، ما دفع أعضاء كنيست من الليكود إلى التنبوء بأن مغامرة "أزرق أبيض" انتهت، وأن نتائج الانتخابات المقبلة ستشكل وثيقة دفن الحزب، وهو مصير يبدو أن غانتس، بحسب القناة الإسرائيلية، يريد تفاديه بالاقتراب من اليمين. 

نتنياهو "ب"

ولفتت القناة إلى أنَّ المواقف الأخيرة لغانتس لم تصنف في إسرائيل باليسارية، إذ سارع إلى الترحيب بقرار الرئيس ترمب اعتبار الجولان أرضاً إسرائيلية، وتنافس مع نتنياهو على ضرورة ضم غور الأردن وبعض المستوطنات إلى إسرائيل، وفرض السيادة عليها.

وأضافت القناة الإسرائيلية أن سياسات غانتس الأخيرة جلبت له هجوماً عنيفاً من الأحزاب اليسارية والعربية داخل إسرائيل، ووصفته بعض القوى السياسية بنتنياهو "ب"، في إشارة إلى تطابق سياساته الاستيطانية مع سياسات نتنياهو.