ثبّتت محكمة استئناف في باريس الخميس، أمراً موجّهاّ إلى شركة "غوغل" بوجوب التفاوض مع مجموعات إعلامية، في نزاع قديم بشأن عائدات الأخبار على الإنترنت.
قرار المحكمة جاء بعد ساعات على إعلان "غوغل" أنها اقتربت من إبرام اتفاق مع وسائل إعلام فرنسية، لتعويضها مادياً عن الأخبار التي تنتجها وتظهر في نتائج موقع البحث الأشهر في العالم.
ووَرَدَ في بيان أصدرته "غوغل": "أولويتنا تبقى التوصّل إلى اتفاق مع دور النشر ووكالات الأنباء الفرنسية. قدّمنا طلباً للحصول على توضيح قانوني بشأن بعض أجزاء الأمر، وسنراجع الآن قرار محكمة الاستئناف في باريس"، وفق وكالة "رويترز".
ويشكّل ذلك تراجعاً من الشركة الأميركية، التي رفضت حتى الآن الامتثال لقواعد جديدة أعدّها الاتحاد الأوروبي، تمنح وسائل الإعلام مزيداً من حماية حقوق النشر، عن الأخبار المعروضة على محرّكات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
"شريان حياة" للصحف
وأشارت الوكالة إلى أن فرنسا كانت أول دولة أوروبية تصادق على القانون، الذي يمكن أن يكون بمنزلة شريان حياة بالنسبة إلى الصحف التي تكافح مع تقلّص مبيعات المطبوعات.
وفي أبريل الماضي، أمرت هيئة المنافسة في فرنسا "غوغل" بالتفاوض مع الصحافة بحسن نية، في حكم استأنفته الشركة، متهمة الهيئة بتجاوز ولايتها القضائية. وثبّتت محكمة الاستئناف قرار الهيئة.
وترفض "غوغل" أن تدفع في مقابل نشر المواد التي تنتجها وسائل الإعلام، معتبرة أنها تستفيد من خلال تلقي ملايين الزيارات لمواقعها الإلكترونية.
لكن الشركة الأميركية أعلنت الأربعاء أنها قدّمت عرضاً للصحافة الفرنسية بشأن حقوق النشر. ووَرَدَ في بيان مشترك أصدره سيباستيان ميسوف، مدير "غوغل" في فرنسا، مع الصحف الفرنسية: "نريد دعم الصحافة وضمان استمرار الوصول إلى محتوى عالي الجودة لأكبر عدد ممكن من الناس".
عائدات الإعلانات
وأفادت "فرانس برس" بأن وسائل الإعلام المتعثرة غاضبة من امتناع "غوغل" عن منحها جزءاً من الملايين التي تجنيها، من الإعلانات المعروضة مع نتائج البحث الإخباري.
وأشارت الوكالة إلى أنها، ومجموعات أخرى، قدّمت شكوى ضد الشركة الأميركية إلى هيئة المنافسة في فرنسا، في نوفمبر الماضي، واتهمتها بالامتناع عن التفاوض بحسن نية لتسوية المشكلة.
وأضافت أن الحكومة الأسترالية أعدّت قانوناً يرغم "غوغل" و"فيسبوك" على دفع بدل مالي في مقابل المحتوى الإخباري الذي يستخدمانه.
وأفادت "فرانس برس" بأن "غوغل" سعت إلى نزع فتيل الأزمة، وأعلنت الأسبوع الماضي أنها ستستثمر مليار دولار في شراكات مع ناشري الأخبار في العالم، لتطوير تطبيق أُطلِق عليه "غوغل نيوز شوكيز"، يبرز التقارير الخاصة التي تعدّها.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية سوندار بيتشاي إن "غوغل" أبرمت عقوداً مع نحو 200 مطبوعة في دول كثيرة، بينها "در شبيغل" و"دي تسايت" و"شتيرن" في ألمانيا و"فولها دي ساو باولو" و"باند" و"إينفوباي" في البرازيل.
ولفتت "فرانس برس" إلى أن اللائحة تخلو من اسم أي مطبوعة من الولايات المتحدة أو فرنسا، لكن "غوغل" أعلنت أن الخدمة الجديدة هي جزء من الاتفاق العام الذي توصّلت إليه مع الصحافة الفرنسية.
"غوغل" وكوريا الجنوبية
في سيول، فتحت كوريا الجنوبية تحقيقاً لمكافحة الاحتكار يستهدف "غوغل"، بشأن خطتها لفرض عمولة نسبتها 30 بالمئة في متجرها للتطبيقات، من خلال رفض أي تطبيقات تتحايل على نظام الدفع الخاص بها.
وأشارت "فرانس برس" إلى أن "غوغل" طالبت دوماً التطبيقات المعروضة على متجرها الافتراضي "بلاي ستور"، باستخدام نظام الدفع الخاص بها، والذي يفرض تلك العمولة القياسية، كما تفعل شركة "آبل" في متجرها الافتراضي "آبل ستور".
وأضافت الوكالة أن "غوغل" كانت متساهلة بشأن تطبيق هذه القاعدة، عكس "آبل". وتابعت أنها أعلنت الشهر الماضي أن سياستها الجديدة، التي ستُطبّق العام المقبل، تنطبق على أقلّ من 3 بالمئة من المطوّرين الذين لديهم تطبيقات في متجر "بلاي ستور".
لكن قرارها أثار رداً عنيفاً من مطوّري التطبيقات في كوريا الجنوبية، إذ اعتبروا أنه يمكّن "غوغل" من تحصيل رسوم باهظة. وأعلنت جوه سونغ ووك، رئيسة "هيئة التجارة العادلة الكورية"، فتح تحقيق بخطة الشركة الأميركية، لاحتمال حصول "ممارسات مناهضة للمنافسة".