انتقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون محاولات تدمير تمثال ونستون تشرشل الموجود في ساحة البرلمان في العاصمة لندن، خلال الاحتجاجات المناهضة للعنصرية.
وقال جونسون، وفق ما أفادت وكالة "رويترز"، إن بريطانيا لا يمكنها تغيير قاعدتها الحضارية وتاريخها المعقد، معتبراً أن ذلك من شأنه تشويه ماضيها وسط نزاع متواصل حول إزالة تماثيل رموز تاريخية.
وكتب جونسون في صحيفة "ذا تليغراف": "إذا بدأنا تطهير السجل وحذف صور الجميع باستثناء أولئك الذين تتفق مواقفهم مع مواقفنا، فإننا بذلك نشارك في كذبة كبرى وفي تشويه تاريخنا".
ودافع جونسون عن ونستون تشرشل قائلاً إنه "لمن السخف ومما يبعث على الأسف" أن يتعرض تمثال رئيس الوزراء السابق لأي خطر، وأضاف "لقد كان تشرشل بطلاً، وأعتقد أنني لست الوحيد الذي يقول سأقاوم بكل ما أوتيت من قوة أي محاولة لإزالة التمثال من ساحة البرلمان، وكلما كان رفع درعه الواقية أقرب كان ذلك أفضل".
وقامت السلطات البريطانية بتغطية تماثيل شخصيات تاريخية كثيرة مع خروج المتظاهرين المناهضين للعنصرية إلى الشوارع في أعقاب مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصل إفريقي، واضعين التماثيل نصب أعينهم في تحديهم لماضي بريطانيا الاستعماري.
ويعتبر رئيس الوزراء بوريس جونسون من أشد المعجبين بتشرشل، وكثيراً ما صرّح المقربون منه عن رغبته في محاكاته.
وكان جونسون أصدر عام 2015 كتاباً بعنوان: "دور تشرشل.. كيف صنع رجل واحد التاريخ"، يتناول سيرة رئيس الوزراء البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. وحقق الكتاب مبيعات تجاوزت ربع مليون نسخة.
وانتقد النائب عن "حزب العمال" ديفيد لامي تصريحات رئيس الوزراء بوريس جونسون، معتبراً أن دفاع المحافظين عن التمثال "محاولة لتوجيه الأنظار عن القضايا الحقيقية وتحويلها إلى صراع ثقافي داخل المجتمع البريطاني".
