أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن من حق إثيوبيا إقامة مشاريع لتوليد الكهرباء، بشرط عدم التأثير على الحصص المائية لمصر، مشدداً على أن بلاده ترفض "التهديد بعمل عسكري"، وذلك في وقت تخوض فيه مصر والسودان مفاوضات صعبة مع أديس أبابا حول قواعد آلية ملء وتشغيل "سد النهضة".
وقال الرئيس السيسي، اليوم الثلاثاء، خلال افتتاح المدينة الصناعية بمنطقة الروبيكي (شرق القاهرة) "إن من حق إثيوبيا أن تقيم مشاريع لتوليد الكهرباء، ولكن دون أن يؤثر ذلك على كمية المياه التي تصل إلى مصر عبر نهر النيل".
وأشار السيسي، في تصريحاته التي نقلها التلفزيون الرسمي إلى أنه يشارك المصريين "قلقهم المشروع" بخصوص المياه، وقال إن مصر "تخوض معركة تفاوضية بشأن سد النهضة"، مشيراً إلى أن "التفاوض معركة وهذا أمر سيطول"، لكنه أكد في الوقت ذاته أن قضية سد النهضة قضية عادلة.
وأكد الرئيس المصري أنه يرفض "التهديد بعمل عسكري"، مشدداً على أن بلاده حريصة "على العمل من خلال التفاوض"، وأوضح أن ذلك لا يعني السماح بتهديد الأمن القومي لمصر "لا أحد يستطيع أن يجور علينا ولا على أمننا القومي.. أنا لا أتحدث عن المياه فقط.. بل كل شيء".
واستؤنفت المفاوضات بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، أمس الاثنين، بدعوة من جمهورية جنوب إفريقيا، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وبحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وشهدت جولة الأمس اعتراضات من دولتي المصب مصر والسودان، على ما اعتبرتاه قرارات أحادية لإثيوبيا.
وقال الناطق باسم وزارة الري المصرية إن قرار الملء الأحادي لسد النهضة يثير "تساؤلات كثيرة عن جدوى المسار الحالي للمفاوضات، والوصول إلى اتفاق عادل للملء والتشغيل".
وأضاف المتحدث أن الاجتماع خلص إلى ضرورة إعطاء الفرصة للدول الثلاث لإجراء المشاورات الداخلية في ظل التطورات الأخيرة، في إطار السعي للتوصل إلى حلول للنقاط العالقة الفنية والقانونية، لافتاً إلى أن الوزراء اتفقوا على معاودة الاجتماع في 3 أغسطس المقبل.
وأعلنت إثيوبيا، الثلاثاء الماضي، أنها حققت مستوى الملء المستهدف لسد النهضة في العام الأول، فيما اتفقت مع مصر والسودان على استئناف المفاوضات لبلورة اتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي في بيان أنه "بات من الواضح في الأسبوعين الماضيين خلال موسم الأمطار أنه تم تحقيق ملء سد النهضة في مرحلته الأولى، وفاضت المياه عن السد الذي لا يزال قيد التشييد".
وتَعتبر مصر والسودان السد تهديداً لإمدادات المياه الحيوية لهما، فيما تعدّه إثيوبيا ضرورياً للتنمية ومضاعفة إنتاجها من الكهرباء.
والشهر الماضي، فشل مسؤولو الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق، لا سيّما على آلية ملء خزان السد وتشغيله بشكل لا يضرّ بحصص دول المصب من المياه.