استبعد مسؤول إيراني كبير، الجمعة، أن تكون الحادثة التي وقعت في منشأة نطنز النووية بداية الشهر الجاري، تمت بهجوم عبر طائرة مسيرة أو صاروخ.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني، مجتبى ذو النور، أن "الثابت في نظرنا هو أنه لم يحصل هجوم عبر طائرة مسيرة، أو قذيفة، أو قنبلة أو صاروخ".
وأضاف ذو النور: "توجد آثار انفجار ناتج عن عوامل داخلية (ضمن البناية)، لكني لن أكشف التفاصيل بما أن التحقيق مستمر".
وجرت الحادثة في مستودع قيد الإنشاء بمجمع نطنز النووي وسط إيران في 2 يوليو، لكنها لم تخلّف إصابات أو تسرباً للإشعاع، وفقاً لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية.
وأقر رئيس الهيئة، بأن الحادثة خلفت "أضراراً مادية جسيمة"، وأن البناية مخصصة لإنتاج "أجهزة طرد مركزي متطورة".
جهات خارجية
وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في 3 يوليو، أن "أسباب الحادث" في نطنز "حددت بدقة"، لكنه رفض كشف التفاصيل "لأسباب أمنية".
ونشرت وكالة "إرنا" الرسمية حينها مقالاً يحذر "أعداء إيران" من أعمال معادية، وقالت إن حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، زعمت أن تل أبيب مسؤولة عن الحادثة، من دون أن تحدد تلك الحسابات.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" حينها عن مسؤول استخباراتي في الشرق الأوسط، أن "إسرائيل زرعت قنبلة في مبنى شهد استئناف العمل في أجهزة الطرد المركزي بمنشأة نطنز النووية".
ورجحت وسائل إعلام إسرائيلية أن يكون ذلك المسؤول هو رئيس الموساد يوسي كوهين.
كما ذكرت الخارجية الإيرانية في 23 يوليو أن "حكومات أجنبية تقف وراء عمليات تسلل إلكتروني"، استهدفت منشآت إيرانية في الآونة الأخيرة، لكنها قللت من احتمال لعبها دوراً في سلسلة حرائق وانفجارات في منشآت عسكرية وغيرها.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل لم تنفِ أو تؤكد علاقتها بما يجري، بحسب تصريح لوزير دفاعها بيني غانتس، الذي دعا إلى عدم ربط تل أبيب بكل حادث تشهده إيران.
وإلى جانب تل أبيب، طالت الاتهامات أيضاً واشنطن، إذ أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة "قد تكون المسؤولة عن الحوادث، كجزء من خطة أميركية أوسع، لعرقلة المشروع النووي الإيراني".
ولفتت المصادر الإسرائيلية، إلى أن الهجوم قد يحمل في طياته رسالة سياسية، بضرورة وقف المشروع النووي لطهران، إلى جانب الإعلان عن تصعيد عسكري باستهداف واحد من المـركبات الأساسية الخاصة به.
سوء إدارة إيراني
في المقابل، تستبعد تحليلات أخرى التدخل الخارجي في الحادثة، وترجع ما شهدته منشأة نطنز وغيرها، إلى طبيعة العمل في المنشآت النووية الإيرانية.
وترى الباحثة في العلوم السياسية في "جامعة ميلانو" تايزانا كوردا، أن "مثل هذا النوع من الحوادث، يقع بشكل متكرر في إيران"، لافتة إلى أن "أرشيف وكالة الأنباء الإيرانية، يكشف عن وقوع 97 حادثاً تتراوح بين الحريق و الانفجار، في الفترة الممتدة ما بين منتصف مايو وآخر يوليو 2019".
وكشفت كوردا، أن "معظم الحوادث الأخيرة ترجع إلى الوضع الرديء للمنشآت النووية الإيرانية، الناتج عن عمليات الصيانة الباهتة، والإدارة السيئة، إضافة إلى الأخطاء البشرية".
وأعلنت طهران في مايو الماضي، أنها ستعلق تدريجياً بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي الموقع في عام 2015.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق بصورة أحادية في عام 2018، واستأنفت إيران تخصيب اليورانيوم بمنشأة نطنز في سبتمبر الماضي، على الرغم من التزامها بالاتفاق بتعليق هذا النوع من الأنشطة.