أعلن البيت الأبيض في بيان، اليوم الخميس، توصل دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما برعاية أميركية، قررت إسرائيل بموجبه تعليق خططها لضم أجزاء من الضفة الغربية الفلسطينية.
وأضاف البيان أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أجروا، اليوم، اتصالاً هاتفياً واتفقوا على التطبيع الكامل للعلاقات بين الإمارات وإسرائيل.
ترمب: اتفاق تاريخي
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن اتفاق تطبيع العلاقات الذي تم التوصل إليه بين الإمارات وإسرائيل "تاريخي".
وأضاف ترمب خلال حديث في مكتبه بالبيت الأبيض أن "دولاً عربية عدة تريد التطبيع مع إسرائيل"، منوهاً بـ"شجاعة قادة الإمارات وإسرائيل للوصول إلى هذا الاتفاق".
وأعلن ترمب أن هذا الاتفاق سيطلق عليه اسم "إبراهيم"، بما يمثله النبي إبراهيم، للأديان السماوية الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية.
وفي تصريحات صحافية لاحقة، أعلن ترمب أن توقيع "الاتفاق التاريخي" سيتم في البيت الأبيض في غضون 3 أسابيع، معتبراً أن موافقة إسرائيل على تعليق ضم الأراضي في الضفة الغربية "تنازل كبير"، وأن "الضمّ ليس مطروحاً" حالياً.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في تغريدة على "تويتر": "إنه يوم تاريخي، بعد جهود دبلوماسية حثيثة من الرئيس دونالد ترمب، وقع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفاقاً لتطبيع العلاقات بشكل كامل بين دولتيهما"، وأضاف أن هذا الاتفاق "سيكون خطوة قوية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".
من جانبه، أكد السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، أنّ خطّة إسرائيل لضمّ أراضٍ في الضفّة الغربية المحتلّة "لم يُصرف النظر عنها نهائياً".
وقال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن إنّ "الصياغة تمّ اختيارها بعناية من جانب الأطراف المعنية، لافتاً إلى أن "الصياغة حددت (التعليق المؤقّت)، أي لم يُصرف النظر عنها نهائياً".
محمد بن زايد: إيقاف ضم الأراضي الفلسطينية
وقال الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على "تويتر": "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأميركي (دونالد) ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية"، مضيفاً: "كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق، نحو تدشين التعاون المشترك، وصولاً إلى علاقات ثنائية".
ووصف وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الذي أعلن عنه اليوم الخميس بأنه "انفراج كبير"، و"إنجاز دبلوماسي مهم".
وأضاف وزير الخارجية الإماراتي في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" أن إعلان الاتفاق "يوقف ضم الأراضي الفلسطينية وانفراج كبير في العلاقات العربية الإسرائيلية، وإنجاز دبلوماسي مهم ويفتح آفاقاً جديدة للسلام والاستقرار في المنطقة".
نتنياهو: الضم تأجل لكنه "لم يلغ"
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو إن مخطط ضم أراضٍ في الضفة الغربية "تأجّل لكنه لم يُلغ"، مؤكداً أن بسط السيادة على أراضٍ في الضفة الغربية سيتم تنفيذه لاحقاً.
وأضاف في خطاب بمناسبة الاتفاق: "طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب مني تعليقاً مؤقتاً لتنفيذ الضم في أراضي الضفة الغربية، ولم يتم شطب السيادة على الضفة الغربية من جدول الأعمال، لكنّ هناك تريثاً بشأنه".
وأوضح نتنياهو أن "مد السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية لا يزال مطروحاً لكنه سيكون بلا قيمة دون دعم أميركي"، مؤكداً أنه "لا يوجد تغيير في السياسة الإسرئيلية وستبقى سيادتنا قائمة على الضفة الغربية".
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اتفاق تطبيع العلاقات الذي تم التوصل إليه بين الإمارات وإسرائيل سيكون "خطوة مهمة نحو السلام في الشرق الأوسط".
وتابع: "الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل انفراجة تاريخية في الشرق الأوسط، وهناك دول عربية وإسلامية أخرى في طريقها لعقد اتفاقات سلام".
وأشار إلى أن "إسرائيل والإمارات بإمكانهما تقديم مستقبل أفضل للبلدين، والتعاون في تطوير لقاح ضد فيروس كورونا".
واعتبر نتنياهو أن "نظرة الدول العربية إلى إسرائيل تغيرت، بعدما تم تصويرها دائماً على أنها عدو".
السلطة الفلسطينية ترفض
ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن القيادة الفلسطينية "رفضها للإعلان الثلاثي الأميركي، الإسرائيلي، الإماراتي" الذي وصفته بـ"المفاجئ".
ونقلت الوكالة عن القيادة قولها: "تعتبر القيادة الفلسطينية هذه الخطوة نسفاً للمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية".
ودعت القيادة الفلسطينية إلى عقد جلسة طارئة فورية لجامعة الدول العربية.
قرقاش: نحافظ على حل الدولتين
وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش اتصال الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، مع الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"التاريخي"، مؤكداً في سلسلة تغريدات عبر حسابه في "تويتر"، على أن "تجميد إسرائيل لقرار ضم الأراضي الفلسطينية، مكسب كبير وإنجاز لصالح مستقبل المنطقة وشعوبها والعالم".
وأضاف قرقاش في تغريدة لاحقة أن "الإمارات وبمبادرة شجاعة توظف قرارها المباشرة في العلاقات الاعتيادية مع إسرائيل للمحافظة على فرص حل الدولتين، وتدعو لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتلتزم بالعمل مع الأصدقاء لإحلال الأمن ولضمان استقرار المنطقة".
كما أشار وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إلى المبادرات السياسية والمحطات التي شهدتها المنطقة في تاريخ العلاقات العربية مع إسرائيل، "منذ كامب ديفيد، إلى مدريد، إلى أوسلو، وواي ريفر، وأنابوليس وغيرها". وأضاف: "نسعى اليوم لأن يكون تجميد إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية فرصة جديدة لإحياء السلام".
"أجندة استراتيجية للشرق الأوسط"
وقال السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة إن اتفاق تطبيع العلاقات الذي تم التوصل إليه بين الإمارات وإسرائيل "سيوقف بشكل فوري عمليات الضم الإسرائيلي لأراضٍ فلسطينية"، مضيفاً أنه "سينعش أيضاً فرصة إقامة الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية)، مثلما تدعو إليه جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي"، و"إنشاء ديناميكية جديدة لتحقيق السلم، وتعزيز استقرار الأردن".
وأشار العتيبة إلى "انضمام الإمارات وإسرائيل إلى الولايات المتحدة، لوضع أجندة استراتيجية للشرق الأوسط، بهدف تعميق التعاون الدبلوماسي والتجاري والأمني معاً، ومع الدول الأخرى الملتزمة بالسلام".
وكشف أن "محادثات تطبيع العلاقات ستنطلق في الأسابيع المقبلة"، وأن البلدين "سيكثفان تعاونهما في مكافحة فيروس كورونا". وأكد العتيبة أن "الإمارات ستظل داعماً قوياً للشعب الفلسطيني، ولكرامته، وحقوقه، ودولته ذات السيادة".
"تعزيز السلام"
وذكر بيان مشترك بين الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل، أن من شأن هذا "الإنجاز الدبلوماسي التاريخي"، أن يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط، مشيداً بـ"الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وبشجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة".
وفيما أشار البيان إلى "التحديات المشتركة"، التي تواجهها الدول الثلاث، أكد أنها "ستستفيد بشكل مشترك من الإنجاز التاريخي الذي تحقق اليوم".
وأضاف أن "وفوداً من دولة الإمارات وإسرائيل ستلتقي خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة".
وأضاف "إن بدء علاقات مباشرة بين اثنين من أكبر القوى الاقتصادية والمجتمعات الحيوية في الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب".
توطيد العلاقات مع دول أخرى
ونوه البيان بأنه "نتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات، ستوقف إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية وفقاً لخطة ترامب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي".
وأضاف البيان أن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ستقومان "على الفور بتعزيز التعاون وتسريعه فيما يتعلق بمعالجة وتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد. ومن خلال العمل معاً، ستساعد هذه الجهود في إنقاذ حياة الجميع بصرف النظر عن ديانتهم في جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف أن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ستنضمان إلى الولايات المتحدة "لإطلاق أجندة استراتيجية للشرق الأوسط لتوسيع التعاون الدبلوماسي والتجاري والأمني".
عام ونصف من المفاوضات
وقال جاريد كوشنر مستشار البيت الأبيض إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يتوّج محادثات استمرت عاماً ونصف العام، لافتاً إلى أن الاتفاق جرى إتمام تفاصيله النهائية أمس الأربعاء.
وأضاف أن المحادثات كُثفت قبل نحو 6 أسابيع، إذ رأت الإمارات فرصة لمنع إسرائيل من "خطوة استفزازية" بالمضي قدماً في خطة ضم مناطق بالضفة الغربية.
ورداً على سؤال عن الفترة التي وافقت إسرائيل على تعليق خطط ضم الأراضي خلالها، قال كوشنر إنها "ستستغرق وقتاً لتنفيذها وتكون سارية".
السيسي: خطوة سلام تاريخية
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه تابع "باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل بشأن الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط".
وثمّن السيسي في تغريدة عبر حسابه في تويتر، جهود القائمين على الاتفاق "من أجل تحقيق الازدهار و الاستقرار لمنطقتنا".
وهنأ الرئيس المصري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على الاتفاق ووصفه بـ"خطوة سلام تاريخية قامت بها دولة الإمارات، ستسهم في دفع جهود عملية السلام وفتح آفاق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط"، وفق وكالة أنباء الإمارات (وام).
وأشاد السيسي، في اتصال هاتفي بولي عهد أبوظبي، بما تم بموجب الاتفاق بين دولة الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل من إيقاف قرار إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية بما يحافظ على حل الدولتين ويبقي فرص السلام قائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جانبه أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن شكره وتقديره للرئيس المصري، واعتزازه بالتوافق بين البلدين الشقيقين بشأن قضايا المنطقة، مشيداً بدعم مصر المتواصل كل ما يحقق الأمن والاستقرار، وجهودها وإسهاماتها التاريخية في إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
الأردن: تأثير الاتفاق يعتمد على إسرائيل
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن أيمن الصفدي إن على إسرائيل "أن تختار بين السلام العادل الذي يشكل إنهاء الاحتلال وحل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة القابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 سبيله الوحيد، أو استمرار الصراع الذي تعمقه انتهاكاتها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وأضاف الصفدي في تصريح صحافي أن "أثر الاتفاق بين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وإسرائيل وإقامة علاقات طبيعية على جهود تحقيق السلام سيكون مرتبطاً بما ستقوم به إسرائيل، فإن تعاملت معه كحافز لإنهاء الاحتلال وتلبية حق الفلسطينيين في الدولة المستقلة عاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران 1967 فستتقدم المنطقة نحو تحقيق السلام العادل، لكن إن لم تقم إسرائيل بذلك فستعمق الصراع وتهدد أمن المنطقة برمتها".
وأكد أن قرار تجميد ضم أراضٍ فلسطينية الذي تضمنه الاتفاق "يجب أن تتبعه إسرائيل بوقف كل إجراءاتها اللاشرعية التي تقوض فرص السلام وانتهاكاتها للحقوق الفلسطينية، والدخول فوراً في مفاوضات مباشرة وجادة على أساس حل الدولتين وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
بريطانيا: نبأ سار
ورحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات، وقال على تويتر "قرار إسرائيل والإمارات تطبيع العلاقات نبأ سار للغاية".
وأضاف: "كنت أتمنى بشدة ألا يمضي الضم في الضفة الغربية قدماً، واتفاق اليوم بتعليق تلك الخطط خطوة محل ترحيب على الطريق نحو شرق أوسط أكثر سلاماً".
فرنسا: تعليق الضم يجب أن يصبح نهائياً
ووصف وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، قرار إسرائيل بتعليق الضم المزمع لمناطق بالضفة الغربية بناء على "الاتفاق التاريخي"، بأنه "خطوة إيجابية"، مضيفاً: "أن التعليق يجب أن يصبح إجراءً نهائياً".
وقال لو دريان، في بيان، إن "الاتفاق مهد الطريق لاستئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف تأسيس دولتين، وهو الخيار الوحيد لتحقيق السلام بالمنطقة".
ألمانيا ترحب وتدرس الاتفاق
رحب نيلس أنين، وزير الدولة بالخارجية الألمانية بالاتفاق وقال في تغريدة، إنه "يرسل إشارة إيجابية وإن ألمانيا ترى فيه خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح".
وأشار أنين إلى أن الحكومة الألمانية ستدرس الاتفاق بدقة في الأيام المقبلة، مشدداً على موقف ألمانيا الثابت تجاه حل الدولتين. وأعرب الوزير الألماني عن أمله في أن تؤدي هذه الخطوة إلى إحياء الحوار بين فلسطين وإسرائيل.
الأمم المتحدة: نأمل في مفاوضات جادة
وأعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن يساهم اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات في التوصّل إلى حلّ للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس مبدأ حلّ الدولتين.
وقال متحدّث باسم غوتيريش في بيان: "يرحب الأمين العام بهذا الاتفاق ويأمل أن يتيح فرصة للزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للانخراط مجدّداً في مفاوضات جادّة تحقّق حل الدولتين بما يتّفق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية".