الولايات المتحدة تعلّق جزءاً من مساعداتها لإثيوبيا بسبب سد النهضة

صورة أرشيفية لعمليات البناء في سد النهضة الإثيوبي  - REUTERS
صورة أرشيفية لعمليات البناء في سد النهضة الإثيوبي - REUTERS
الشرقالشرق

في تطور جديد على ملف سد النهضة، وبعد تعثر الوصول إلى مسودة اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا في المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الإفريقي، أعلنت الولايات المتحدة، مساء أمس، أنها علّقت جزءاً من مساعداتها المالية لإثيوبيا مؤقتاً، ردّاً على قرار أديس أبابا البدء بملء السد قبل التوصل لاتفاق.

وبحسب بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فإن تعليق المساعدات الأميركية لأديس أبابا، يأتي "بسبب قرار إثيوبيا الأحادي الجانب بملء سد النهضة من دون اتفاق مع مصر والسودان"، لكن البيان لم يحدد حجم المساعدات التي تم تعليقها، ولا مدة التعليق.

وشدّد البيان على أنّ "الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد إزاء عدم إحراز تقدّم في المفاوضات الرامية للتوصّل إلى اتفاق ثلاثي حول ملء سدّ النهضة وإدارته".

مخاوف فنية

وأوضحت واشنطن أنّ قرارها تعليق جزءٍ من المساعدات يعكس "مخاوف" الولايات المتحدة من القرار الإثيوبي، معتبرةً أن الشروع في ملء خزان السد "قبل اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية" ينطوي على "مخاطر جسيمة على سكان دول المصبّ". 

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيانه أن الانتقال إلى "الملء أثناء المفاوضات يقوّض ثقة الأطراف الأخرى"، متهماً الحكومة الإثيوبية بعدم الوفاء بـ"التزاماتها" لجهة انتظار مصير المفاوضات التي يقودها الاتحاد الإفريقي قبل الشروع بأي خطوة عملية.

وأكد أن واشنطن "تجري مباحثات حثيثة مع حكومات الدول الثلاث" بهدف "تسهيل الوصول إلى اتفاق عادل ومنصف يحقق توازناً" بين "مصالحها".

وأضاف البيان أنّ الإدارة الأميركية لن تتوانى عن استخدام "كل الأدوات المتاحة أمامها" للضغط على الدول الثلاث للوصول إلى الاتفاق المرجو.

تدفق المياه عبر سد النهضة الإثيوبي أثناء عمليات البناء - REUTERS
تدفق المياه عبر سد النهضة الإثيوبي أثناء عمليات البناء - REUTERS

المساعدات الطبية والإنسانية مستمرة

ورغم تعليق المساعدات، فإن الخارجية الأميركية أكدت في بيانها أن قرارها لا يقلّل بتاتاً من "الأهميّة الحاسمة" لـ"الشراكة" بين البلدين.

وأوضح البيان أن الحكومة ستواصل على وجه الخصوص تمويل برامج مكافحة فيروسي الإيدز وكورونا، كما ستستمر في تقديم جزء من المساعدات الإنسانية المخصّصة للنازحين والمتضررين من النزاعات والجفاف، من دون أن توضح حجم هذا الجزء.

المضيّ قدماً

ومساء الثلاثاء، أكد السفير الإثيوبي لدى الولايات المتحدة فيتسوم أريغا، عبر حسابه على "فيسبوك"، أنه تلقّى تأكيدات بأنّ أيّ تخفيض في المساعدة الأميركية لبلده سيكون "مؤقتاً"، لكنه شدد على أن بلاده ستمضي قدماً في بناء السد حيث كتب: "السدّ لنا وسننجز بناءه بسواعدنا".

صورة أرشيفية لعملية البناء في سد النهضة الإثيوبي  - REUTERS
صورة أرشيفية لعملية البناء في سد النهضة الإثيوبي - REUTERS

لقاء سوداني - إثيوبي

وفي سياق متصل، أبلغت مصادر مطلعة "الشرق"، بأن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك التقى، أمس الأربعاء، نظيره الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا، حيث عقدا جلسة مباحثات مشتركة ناقشت ملف سد النهضة.

ولم ترشح تفاصيل واضحة عن نتائج الاجتماع، سوى تأكيد الجانبين "ضرورة مواصلة التفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق حول القضايا المتبقية". 

سد النهضة.. خلافات متجددة

الموقف الأميركي المستجد يأتي بعد العثرات التي شهدتها المفاوضات بين إديس أبابا والخرطوم والقاهرة، وذلك لإنهاء الخلاف الذي بدأ منذ إعلان أديس أبابا بناء السد في عام 2011.

وسعت الولايات المتحدة الأميركية في العام الماضي لإنهاء الخلاف حينما رعت مفاوضات ثلاثية في واشنطن، لكن أديس أبابا التي وافقت على مسودة الاتفاق الأميركي انسحبت من الجولة الأخيرة من المفاوضات قبل التوقيع الرسمي على الاتفاق. من ثم انطلقت المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي قبل أشهر، لكن الدول الثلاث لم تستطع الوصول لمسودة اتفاق نهائية، وبالتالي تعثرت المفاوضات من جديد.