أكملت المظاهرات التي تشهدها مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون، احتجاجاً على العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة، مئة يوم منذ وفاة الأميركي من أصول إفريقية جورج فلويد تحت ركبة شرطي في مينيابوليس مايو الماضي.
ولا بوادر لوقف التظاهرات، التي يتخلّلها عنف، علماً أن الرئيس دونالد ترمب اعتبر أن المدينة محاصرة من "عصابات" متورّطة بـ "إرهاب داخلي"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
ونظم مئات من الأشخاص مسيرات السبت، أُلقيت خلالها زجاجات مولوتوف في الشارع، ما أدى إلى اندلاع حريق ضخم.
وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" بأن تسجيلات مصوّرة نُشرت على الإنترنت أظهرت ما يبدو أنه إطلاق غاز مسيل للدموع لتفريق المحتجين، في ما اعتبرته الشرطة تظاهرة غير مصرّح بها. وأشارت "فرانس برس" إلى أن الشرطة اعتقلت عشرات الأشخاص.
وشكت الشرطة من أن أفراداً "ينخرطون في سلوك صاخب وعنيف، ما يؤدي، عمداً أو نتيجة تهوّر، إلى خطر جسيم يتمثل في إثارة ذعر عام"، مشيرة إلى "إلقاء قنابل حارقة على شرطيين، ما أسفر عن إصابة أحد السكان". وأضافت: "هذه أعمال شغب. الشرطة تطلب من الموجودين الابتعاد والتفرّق"، وفق "فرانس برس".
وأفادت وكالة "رويترز" بأن الشرطة أعادت نشر تسجيل مصوّر بثّه مراسل لصحيفة "نيويورك تايمز"، يظهر إلقاء قنابل حارقة، بينما يركض محتج والنار مشتعلة في ساقيه.
وذكرت "أسوشييتد برس" أن المتظاهرين، ومعظمهم يرتدون ملابس سوداء، تجمّعوا في حديقة عشبية في بورتلاند، وُضعت فيها دروع خشبية، يستخدمها المحتجون لحماية أنفسهم.
وفي اليوم المئة للاحتجاجات في بورتلاند، تعهد متظاهرون بمواصلة النزول إلى الشوارع. وقال توباك ليهي، وهو رجل من أصول إفريقية عمره 23 عاماً، إنه قد يكون شارك في التظاهرات، أثناء 70 في المئة من الأيام.
وأضاف أنه يريد خفضاً ضخماً في موازنة الشرطة المحلية، وتوجيه هذه الأموال لاحتياجات أخرى في المجتمع. وتابع: "أعتقد أن الأمر سيستمر حتى الانتخابات (المرتقبة في 3 نوفمبر). لا أرى أنها تتباطأ"، كما قال لـ "أسوشييتد برس".
تأبين مؤيّد لترمب
وفي وقت سابق السبت، تجمّع مئات من الأشخاص في حديقة بفانكوفر، شمال بورتلاند، لحضور حفل تأبين لآرون "جاي" دانيلسون، وهو مؤيّد لجماعة "باتريوت براير" اليمينية، قُتل برصاصة في 29 أغسطس الماضي، بعد انضمامه إلى أنصار لترمب نظموا مسيرة في بورتلاند، ما أثار صدامات مع متظاهري "حركة السود مهمة". المشتبه بقتل دانيلسون، مايكل رينول، لقي حتفه في ولاية واشنطن، عندما حاولت الشرطة اعتقاله.