أعلن السفير الروسي في طهران ليفان جاغاريان، الأحد، أن بلاده على استعداد لتسليم إيران منظومة الصواريخ "إس 400" شديدة التطور، بعدما سلمتها منظومة "إس 300" في وقت سابق، الأمر الذي قد يسهم في تزايد وتيرة الأزمة بين طهران والولايات المتحدة التي تسعى إلى مد حظر بيع الأسلحة إلى إيران.
وقال جاغاريان، في مقابلة مع صحيفة "رسالت" الإيرانية، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية، "كما تعلمون، تم تسليم منظومة إس 300 (لإيران)، ولا مشكلة لدى روسيا في تسليم منظومة إس 400 أيضاً، ولم تكن هناك أي مشكلة منذ البداية"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة "قد يتم اتخاذها، بعد انتهاء القيود على صادرات الأسلحة التقليدية على إيران، في 18 أكتوبر الجاري".
وأضاف السفير الروسي، أن بلاده "لا تخشى التهديدات الأميركية"، و"سنظل ملتزمين بتعهداتنا، وإن كانت هناك مقترحات من الجانب الإيراني لشراء السلاح من روسيا، فإننا على استعداد لمتابعة هذه المقترحات بدقة بعد 18 أكتوبر".
وتتميز منظومة "إس 400" بإطلاق 4 صواريخ مختلفة، وهي سلسلة 40N6E طويلة المدى، التي يصل مداها إلى 400 كيلومتر، وصواريخ 48N6 طويلة المدى التي يصل مداها إلى 250 كيلومتراً، وصواريخ 9M96e2 التي يصل مداها إلى 120 كيلومتراً، وصواريخ المدى القصير 9m96e التي يصل مداها إلى 40 كيلومتراً، وذلك مقارنة مع نظام "باتريوت" الأميركي، الذي يدعم إطلاق صاروخ اعتراض واحد فقط، بمدى 96 كيلومتراً.
وأعلنت واشنطن من جانب واحد في سبتمبر الماضي تمديد العقوبات الأممية على إيران، كما أصدرت سلسلة من العقوبات الأخرى على أشخاص وكيانات إيرانية، بسبب "أنشطتها النووية، وزعزعة الاستقرار في المنطقة"، وفق الإدارة الأميركية.
الاتفاق النووي والحلفاء
وتحدث السفير الروسي عن دعم بلاده للاتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران في 2015، قائلاً إنه "بعد إعلان ترامب الخروج من الاتفاق النووي في مايو 2018، اتخذنا موقفاً حازماً ضد الولايات المتحدة، وطلبنا من الدول الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) أن تقف معنا، من أجل الحفاظ معاً على الاتفاق النووي".
وتابع جاغاريان أن "الدول الثلاث لم تدعم الولايات المتحدة، لكنها انتقدت أنشطة إيران الإقليمية، فهي تقول من جانب إنه لا ينبغي تمديد القيود التسليحية على إيران، وتقول من جانب آخر إن أنشطة إيران لا ينبغي أن تستمر، لكننا قلنا منذ البداية إنه لا توجد هناك أي مشكلة في بيع السلاح لإيران بدءاً من 19 أكتوبر 2020".
وبخصوص آلية دعم التبادل التجاري "إينستكس" التي أسستها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في 31 يناير 2019، لتسهيل التبادل التجاري مع إيران بعملة غير الدولار، اعتبرها السفير الروسي، "ليست فاعلة في الوقت الحاضر كما كان مقرراً لها"، وأضاف: "انتظرنا زيارة مدير عام إينستكس، إلا أن الزيارة لم تتم، ولم يضخّوا كمية كبيرة من المال فيها.. أبلغنا الأوروبيين أننا على استعداد للتعاون في إطار هذه الآلية".
وتسببت الصفقة التي أبرمتها تركيا مع روسيا بشأن منظومة الصواريخ "إس 400" في أزمة بين تركيا والولايات المتحدة، ما دفع وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، إلى وقف صفقات بيع طائرات "إف 35" فائقة التطور لأنقرة.