أعلنت وزارتا خارجية أرمينيا وأذربيجان في بيان مشترك، السبت، اتفاق البلدين على "هدنة إنسانية" في إقليم ناجورنو قره باغ، بدءاً من منتصف الليل، بعد معارك طاحنة سقط فيها العديد من الضحايا.
وقالت وزارة خارجية أرمينيا في بيان: "اتفقت جمهورية أرمينيا وجمهورية أذربيجان، على هدنة إنسانية اعتبارا من 18 أكتوبر عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي". وأكدت الخارجية الأذربيجانية الخطوة ذاتها في بيان مماثل، وفق وكالة "فرانس برس".
وذكرت وزارة خارجية إقليم ناجورنو قره باغ في بيان عقب الإعلان: "نرحب بجهود رؤساء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وكذلك أرمينيا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في منطقة الصراع بين أذربيجان وقره باغ وكذلك للحد من التوتر".
وأضاف البيان: "تؤكد ناجورنو قره باغ من جديد، استعدادها للحفاظ على شروط وقف النار لأسباب إنسانية على أساس متبادل (..) وفقا لبيان موسكو في 10 أكتوبر واتفاقات 17 أكتوبر"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز"
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن الوزير سيرجي لافروف، الذي توسط في محادثات وقف إطلاق النار قبل أسبوع، أجرى محادثات هاتفية مع نظيريه من أرمينيا وأذربيجان السبت، وشدد على ضرورة الالتزام بالهدنة.
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتفاق أرمينيا وأذربيجان على وقف النار، وشدد على ضرورة
احترام الطرفين له، وفق بيان للإيليزيه.
وأكد ماكرون أنه "يجب أن يكون وقف النار غير مشروط، وأن يلتزم به الطرفان بصرامة"، مشيراً إلى أن "فرنسا ستكون منتبهة جداً لذلك، وستظل ملتزمة حتى تتوقف الأعمال العدائية بشكل دائم، ويمكن أن
تبدأ مناقشات لها مصداقية سريعاً".
وتجدد القصف بين الطرفين على خلفية إقليم ناجورنو قره باغ، المنطقة المتنازع عليها منذ عقود، ضمن خرق صارخ للهدنة الروسية الأخيرة، التي تم إعلانها بداية أكتوبر.
وأصاب صاروخ منطقة سكنية في كنجه، ثاني أكبر مدن أذربيجان، السبت، وقال أحد سكانها لوكالة "فرانس برس" إنه شهد إخراج 7 ضحايا من تحت الأنقاض، فيما أعلنت السلطات الأذربيجانية سقوط 12 مدنياً، وإصابة أكثر من 40 آخرين في المدينة، جراء "قصف من قوات أرمينية"، وفقاً لوكالة "رويترز".
وذكر مكتب المدعي العام، أن قذيفتين سقطتا على مبنيين سكنيين في ثاني كبرى مدن البلاد، لكن السلطات الأرمينية نفت اتهام باكو، مؤكّدة أن الأخيرة "هي من تواصل قصف المناطق المأهولة بالسكّان داخل ناجورنو قره باغ.
وكانت عاصمة منطقة ناجورنو قره باغ، ستيباناكيرت، تعرّضت للقصف مجدداً، الجمعة، مع اندلاع قتال عنيف على الخطوط الأمامية، في وقت أعلنت أذربيجان سيطرتها على مزيد من الأراضي.
وتقود الولايات المتحدة وفرنسا جهود حل النزاع منذ عام 1994، إلى جانب روسيا، في إطار ما يسمى مجموعة "مينسك".
واستؤنفت المعارك نهاية سبتمبر في قره باغ، ما أسفر عن سقوط أكثر من 700 شخص حسب حصيلة غير نهائية، في وقت تُتهم تركيا، الحليف الرئيسي لباكو، بالتدخل عسكرياً هناك.