إيران تبدأ إنتاج معدن اليورانيوم المخصب حتى 20%.. وواشنطن: خطوة إلى الوراء

موظفون يعملون في منشأة نطنز النووية جنوب العاصمة الإيرانية طهران، 20 نوفمبر 2004 - X80002
موظفون يعملون في منشأة نطنز النووية جنوب العاصمة الإيرانية طهران، 20 نوفمبر 2004 - X80002
فيينا -رويترز

ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، بأن إيران بدأت إنتاج معدن اليورانيوم المخصب حتى 20%، لاستخدامه في مفاعل أبحاث، فيما قالت الخارجية الأميركية إنها "خطوة مؤسفة وإلى الوراء".

وأفادت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، بأن الخطوة الإيرانية "ستكون عملية متعددة المراحل"، ما يشير إلى أنها ستستغرق وقتاً، لكن القوى الغربية استنكرت مراراً إنتاج إيران كمية صغيرة من اليورانيوم غير المخصب، وخططها لإنتاج المعدن المخصب، الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز".

وأنتجت إيران بالفعل كمية صغيرة غير مخصبة من معدن اليورانيوم هذا العام. وكان ذلك انتهاكاً للاتفاق، الذي يحظر جميع الأنشطة المتعلقة بمعدن اليورانيوم، لإمكان استخدامه في إنتاج المادة الرئيسية لصنع قنبلة نووية، بحسب "رويترز".

وذكرت وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة: "أبلغت إيران الوكالة اليوم بأن أوكسيد اليورانيوم المخصب حتى 20 في المئة من اليورانيوم-235، سيُنقل إلى مختبر الأبحاث والتطوير في
محطة الوقود بأصفهان، حيث سيُحول إلى رابع فلوريد اليورانيوم، ثم إلى معدن اليورانيوم المخصب حتى 20 في المئة من اليورانيوم-235، قبل استخدامه في تصنيع الوقود".

وذكر تقرير سري للوكالة، اطلعت عليه "رويترز"، أن الوكالة "أكدت أن إيران اتخذت الخطوة الثانية من الخطوات الأربع التي حددتها من قبل، مما يوضح أنها بدأت عملية التخصيب".

تنديد أميركي أوروبي

وأكد الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن "قرار إيران إنتاج معدن اليورانيوم المخصب حتى 20%، خطوة مؤسفة إلى الوراء"، مضيفاً: "من المقلق أن تختار إيران تكثيف عدم التزامها (بالاتفاق النووي)، خصوصاً بإجرائها تجارب ذات قيمة بالنسبة لأبحاث الأسلحة النووية".

وشدد برايس على أنها "خطوة مؤسفة أخرى للوراء من جانب إيران، لا سيما أنها تأتي في وقت نظهر فيه نية واستعداداً صادقين، للعودة إلى (الاتفاق)".

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان، إن "المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، تلاحظ بقلق بالغ آخر تقرير لوكالة الطاقة الذرية، الذي يؤكد اتخاذ إيران خطوات لإنتاج معدن اليورانيوم المخصب".

وأبدى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك "قلقهم الكبير بإزاء التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يؤكد أن إيران باشرت المراحل الضرورية لإنتاج معدن اليورانيوم المخصب"، معتبرين أن "هذا الأمر يشكل انتهاكاً خطيراً"، من جانب طهران لالتزاماتها في إطار الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي.

ويأتي الإعلان الإيراني الجديد، في ظل زيارة مرتقبة لنائب المدير العام للوكالة ماسيمو أبارو، إلى إيران الأسبوع المقبل، في وقت تتأزم فيه التوتّرات المرتبطة بفرض طهران قيوداً على عمل مفتشي الوكالة على أراضيها.

توترات بين الوكالة وطهران

وتأتي زيارة هذا المسؤول الكبير في الوكالة إلى إيران، في سياق التوتّر بين الطرفين بسبب عدم تمديد طهران حتى الآن ترتيباً مؤقتاً، يسمح للوكالة بمواصلة ممارسة درجة معيّنة من المراقبة على البرنامج النووي، على الرّغم من القيود التي تفرضها إيران على عمل المفتّشين منذ فبراير الماضي.

وبموجب هذا الترتيب، أبقت طهران على عمل كاميرات مراقبة تابعة للوكالة في بعض منشآتها، لكن مع الاحتفاظ بتسجيلاتها، إذ قالت إنها ستسلّم التسجيلات للوكالة "إذا رفعت واشنطن العقوبات بنهاية مهلة الاتفاق، مهدّدة بمسح التسجيلات بأكملها، إذا لم ترفع واشنطن عقوباتها".

وامتد الاتفاق ثلاثة أشهر، ومُدّد لشهر إضافي انتهى في 24 يونيو الماضي. وكان المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيع، قال الثلاثاء الماضي، إنّ الموضوع "قيد الدراسة".

والاثنين، أعلن رئيس محطة "بوشهر" للطاقة النووية جنوبي إيران، عودتها للعمل بعد نحو أسبوعين من التوقف، بسبب "عطل تقني".

وقال محمود جعفري في تصريحات لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا"، إن "المحطة التي تبلغ قوتها ألف ميغاواط، عادت للعمل، وأعيد ربطها بشبكة الكهرباء الوطنية"، مؤكداً إصلاح العطل، واستئناف الإنتاج اعتباراً من الأحد. 

ألمانيا متفائلة

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أعرب الاثنين، في مدريد عن اقتناعه بأن محادثات فيينا الحالية التي تجرى مع إيران والرامية إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، يمكن أن تثمر "في الأسابيع المقبلة".

وتجري إيران محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، لإحياء الاتفاق النووي بينها وبين قوى عالمية، يفرض قيوداً على أنشطتها النووية، مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وبعد انطلاقها في أبريل الماضي، توقفت محادثات فيينا بعد 6 جولات، وسط تقارير عن صعوبات في تقريب وجهات نظر الفريقين الأميركي والإيراني، وكان من المتوقع أن تستأنف المحادثات في أوائل يوليو، لكن لا يوجد تأكيد لموعد محدد.