الحزب الشيوعي الحاكم يدعو إلى خفض أسعار الفائدة وتسريع إصدار الديون ودعم الشركات المتضررة

الصين تستعد لـ"أسوأ سيناريوهات " الحرب التجارية مع الولايات المتحدة

أشخاص يلوحون بالأعلام الوطنية وأعلام الحزب الشيوعي وهم يشاهدون افتتاح الرئيس الصيني شي جين بينج لمؤتمر الحزب الشيوعي الصيني العشرين في مقاطعة أنهوي الصينية. 16 أكتوبر 2022 - AFP
أشخاص يلوحون بالأعلام الوطنية وأعلام الحزب الشيوعي وهم يشاهدون افتتاح الرئيس الصيني شي جين بينج لمؤتمر الحزب الشيوعي الصيني العشرين في مقاطعة أنهوي الصينية. 16 أكتوبر 2022 - AFP
دبي -الشرق

دعا كبار قادة الحزب الشيوعي الصيني، الجمعة، إلى تعزيز دعم الاقتصاد ومعارضة "التنمر الأحادي" في التجارة العالمية، متعهدين بدعم الشركات والعمال الأكثر تضرراً من الرسوم الجمركية الأميركية، في ظلّ مرور البلاد بمرحلةً حرجةً في مواجهة الحرب التجارية غير المسبوقة مع واشنطن، حسبما أفادت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست". 

وذكر المسؤولون الصينيون خلال اجتماع المكتب السياسي للحزب، هيئة القرار في الحزب الشيوعي الحاكم، والمكوّن من 24 عضواً، بأنّ السلطات ستطرح خططاً مُحدّدة لدعم الشركات والأفراد المُتضرّرين من الحرب التجارية.

وأكد المسؤولون ضرورة "تسريع إصدار الديون، وتيسير السياسة النقدية"، وتعهدوا بدعم أرباب العمل لحماية الوظائف، في محاولة للحفاظ على الاستقرار الداخلي، في الوقت الذي تستعد فيه الصين لحرب تجارية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة "شينخوا" عن مسؤولين صينيين قولهم "سنسعى جاهدين لتحقيق استقرار التوظيف والشركات والأسواق والتوقعات".

أسوأ السيناريوهات

وحث الاجتماع على الاستعداد لـ"أسوأ السيناريوهات" من خلال التخطيط الكافي، واتخاذ خطوات ملموسة لإنجاز التكامل الاقتصادي على أكمل وجه، وفقاً لوكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".

وبحسب البيان، ستزيد الدولة، على وجه التحديد، نسبة أموال التأمين ضد البطالة التي يمكن إعادتها إلى الشركات المتضررة بشدة من الرسوم الجمركية، سعياً لاستقرار الوظائف.

وأفادت وكالة أنباء "شينخوا" نقلاً عن مسؤولين صينيين، بأنه "ينبغي اتخاذ تدابير متعددة لمساعدة الشركات التي تواجه صعوبات، مع تعزيز الدعم المالي وتسريع تكامل المبيعات المحلية والتجارة الخارجية".

كما ستخفض الدولة أسعار الفائدة ونسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك "في الوقت المناسب" وستعمل على تطوير الاستهلاك في قطاع الخدمات، وفقاً لوكالة "شينخوا".

ونما الاقتصاد الصيني بنسبة 5.4% في الربع الأول، متجاوزاً التوقعات، لكن الأسواق تخشى حدوث تباطؤ حاد في العام المقبل، حيث تُشكل الرسوم الجمركية الأميركية أكبر المخاطر على ثاني أكبر اقتصاد في العالم منذ عقود.

واتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ووزير الخزانة سكوت بيسنت، نبرة أكثر تصالحية هذا الأسبوع، إذ صرّحا بأن الرسوم الجمركية غير مستدامة، وألمحا إلى انفتاحهما على تهدئة الحرب التجارية.

إدانة صينية

في غضون ذلك، أدان محافظ البنك المركزي الصيني ووزير المالية الحرب التجارية الجارية، وذلك خلال اجتماع وزراء مجموعة العشرين في واشنطن الجمعة، واختتما جولتهما دون حوار ثنائي رسمي مع نظرائهما الأميركيين.

وقال بان قونج شنج، محافظ بنك الشعب الصيني، في بيان عقب الاجتماع: "لا رابح في الحروب التجارية أو حروب الرسوم الجمركية، وينبغي على الاقتصادات الكبرى تعزيز مشاركتها في تنسيق السياسات الاقتصادية الكلية والمالية الدولية".

وأضاف بان أنه مع استمرار الحروب الاقتصادية والتوترات التجارية المستمرة في تعطيل سلاسل الصناعة والتوريد، وإضعاف زخم النمو العالمي، يجب اتخاذ إجراءات ملموسة لتعزيز التعاون الدولي وحماية الاستقرار الاقتصادي والمالي العالمي.

وأشار بان قونج شينج، إلى أن الاقتصاد الصيني بدأ العام بداية قوية، حيث ارتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.4% في الربع الأول، مؤكداً أن الصين تحافظ على اتجاه تعافي تصاعدي، مع عمل الأسواق المالية بسلاسة.

وأكد مجدداً أن الصين ستطبق سياسة نقدية متساهلة إلى حد ما لدعم النمو.

وقال وزير المالية الصيني، لان فوآن، خلال الاجتماع نفسه إن الحروب الجمركية والحروب التجارية تعمل على تقويض الاستقرار الاقتصادي والمالي بشكل أكبر، إذ يفتقر النمو الاقتصادي العالمي الحالي بالفعل إلى الزخم.

وشهد الاقتصاد الصيني بداية قوية في العام الجاري، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة الصادرات ودعم الحكومة للأجهزة المنزلية ومعدات الأعمال. لكن من المتوقع أن يتباطأ النمو بشكل حاد اعتباراً من الربع الثاني مع بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية، البالغ نسبتها 145% على معظم السلع الصينية.

وسيمنح التباطؤ بكين مبرراً لزيادة التحفيز لتحقيق هدف نمو طموح يبلغ حوالي 5% هذا العام.

تصنيفات

قصص قد تهمك