أقرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، السبت، اقتراح الرئيس محمود عباس تعيين أمين سر المنظمة حسين الشيخ نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، وهو منصب يجعله أيضاً نائباً لرئيس دولة فلسطين.
وتعد الخطوة تطوراً نحو ترسيخ الشيخ كمرشح لخلافة الرئيس محمود عباس، الذي يبلغ من العمر 89 عاماً، والذي قاد منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وحركة "فتح " لما يقارب العقدين دون تسمية خليفة له، فمن هو حسين الشيخ؟
النشأة والبدايات السياسية
وُلد حسين الشيخ عام 1960 في مدينة رام الله في الضفة الغربية .
وانخرط في النشاط السياسي كبقية أبناء جيله، وانضم إلى حركة "فتح" في سنوات مراهقته، وأعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي لـ11 عاماً (بين عامي 1978 و1989).
وخلال فترة سجنه، تعلم اللغة العبرية، ما ساعده لاحقاً في أداء أدوار متعلقة بالتنسيق مع المسؤولين الإسرائيليين في أكثر من صفة سياسية رسمية.
مناصب مختلفة
تولى الشيخ مناصب سياسية مختلفة في الهيكل السياسي الفلسطيني، بوصفه يتبع للحزب الحاكم حركة "فتح" منذ إنشاء السلطة الفلسطينية عقب اتفاقية أوسلو.
المسيرة السياسة لحسين الشيخ
- أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية:
في مايو 2022، عكس مقدار قربه من الرئيس الفلسطيني وتولى هذا المنصب خلفاً لصائب عريقات.
ومنذ عام 2007، تولى الشيخ إدارة التنسيق المدني مع إسرائيل، معنياً بقضايا مثل تصاريح التنقل والحركة داخل الأراضي المحتلة بصفة "وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية".
- عضو اللجنة المركزية لحركة فتح:
انتُخب عضواً في اللجنة عام 2009 وأعيد انتخابه في 2016، حيث كان له دور في رسم سياسات الحركة وتأثير في دائرة القوات الصغيرة المحيطة بالرئيس الفلسطيني.
دوره في العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية
بصفته وزيراً للشؤون المدنية أي رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، كان حسين الشيخ مسؤولاً عن إدارة العلاقات اليومية مع إسرائيل.
وتضمنت مهامه متابعة شؤون مدنية مع إسرائيل، ومتابعة إجراءات لمّ شمل العائلات الفلسطينية.
عُرف الشيخ بأسلوبه البراغماتي في علاقته مع إسرائيل، و يحظى بتقدير مسؤولين اسرائيليين يرونه "شريكاً موثوقاً".
جدل وانتقادات
أثارت علاقات الشيخ الوثيقة مع السلطات الإسرائيلية، ودوره داخل السلطة الفلسطينية، جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين.
ويرى منتقدوه أن أسلوبه لم يساهم في إقامة الدولة الفلسطينية، ويأخذون عليه أن "صعوده" يعكس تركّز السلطة بيد دائرة ضيقة من الموالين للرئيس عباس، لها علاقات مع إسرائيل.
ماذا بعد تعيين الشيخ نائباً للرئيس؟
مع إقرار منصب نائب الرئيس، أصبح حسين الشيخ مرشحاً رئيسياً للعب دور محوري في مستقبل القيادة الفلسطينية.
ويشير تعيينه إلى استمرار السياسات الحالية تحت قيادة الرئيس محمود عباس، وإلى تفضيله من قبل الرئيس على خصومه السياسيين داخل حركة "فتح" .
ومع ذلك، سيواجه الشيخ تحديات كبيرة في محاولة توحيد المشهد المجزأ داخل الحركة.