قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الثلاثاء، إن القاهرة تولي الملف الإفريقي "أولوية شديدة وقصوى جداً"، معلنا تمديد عمل القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة حفظ السلام الإفريقية، فيما وصف المشهد العالمي خلال الفترة الأخيرة بـ"الضبابي" في إشارة إلى التقلبات السياسية العالمية جراء الحرب التجارية على خلفية "التعريفات الجمركية" التي فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأوضح مدبولي، خلال مؤتمر صحافي أعقب اجتماع الحكومة المصرية الأسبوعي، أنه "زار الجمعة الماضي أوغندا، لمناقشة الأوضاع في الصومال، والتمهيد لمُهمة جديدة للأمم المتحدة وبعثتها في الصومال، والمُتضمنة في الشق الأمني أنه سيكون هناك تواجد للقوات المصرية في الصومال، إلى جانب مناقشة الأوضاع والترتيب لتفعيل البعثة الأممية، وما يتعلق بالجزء الخاص بالقوات المصرية".
وأضاف رئيس الوزراء المصري، أن "مصر تولي في هذه المرحلة المهمة والدقيقة للملف الإفريقي أولوية شديدة وقصوى جداً، وتحرص على استقرار الأوضاع في كل الدول الإفريقية، وأيضاً تقوية العلاقات الثنائية معهم في شتى المجالات وخاصة المجال الاقتصادي".
وأشار مدبولي إلى "زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي، والتي تعد دولة محورية ولها أهمية كبيرة لمصر بحكم موقعها الاستراتيجي على مدخل البحر الأحمر"، موضحاً أن السيسي بحث خلال الزيارة عدداً كبير من المشروعات الثنائية المشتركة في مجالات مختلفة، مثل الطاقة والكهرباء والنقل واللوجستيات والموانئ والصناعة"، مشدداً على أن "مصر تولي منطقة القرن الإفريقي أهمية قصوى".
ودعا مدبولي، الجمعة، إلى ضرورة حشد جميع الأدوات لتمكين الجيش الصومالي من الحفاظ على المكاسب التي حققها، مؤكداً التزام القاهرة بدعم الحكومة الصومالية.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت الرئاسة المصرية توقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الصومالي، حسن شيخ محمود، بروتوكول تعاون عسكري بين البلدين في القاهرة.
مقديشو تنفي توتر العلاقات مع القاهرة
بدوره، قال السفير الصومالي في القاهرة علي عبدي أواري إن العلاقات المصرية الصومالية "قوية راسخة وممتدة عبر التاريخ، ولا تشوبها أي شائبة"، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر وزيادة وتيرة التنسيق خلال المرحلة المقبلة.
ونفى سفير الصومال بالقاهرة في بيان التقارير بشأن توتر العلاقات مع مصر، وتجميد اتفاقية التعاون العسكري التي وقعها البلدان في أغسطس 2024، مؤكداً أنها "عارية تماماً عن الصحة".
ودعا سفير الصومال بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، وسائل الإعلام إلى "توخي الدقة وعدم الاستناد إلى معلومات مغلوطة تمس العلاقات بين الأشقاء".
وشدد سفير الصومال على أن مصر "كانت وما زالت وستظل داعمة للصومال"، مثمناً جهود القاهرة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في "دعم الصومال على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية".
توقعات إيجابية بشأن الاقتصاد المصري
وخلال حديثه، وصف رئيس الوزراء المصري، المشهد العالمي خلال الفترة الأخيرة بـ"الضبابي"، قائلاً إن "هذه الحالة تنعكس على توقعات معدلات نمو الاقتصاد العالمي التي تتحول إلى المسار السلبي، لكن في الوقت نفسه تزداد التوقعات الإيجابية الخاصة بالاقتصاد المصري".
وأعلن رئيس الحكومة المصرية، وضع حجر الأساس لإنشاء مجمع صناعي، يضم 9 مصانع كبرى في منطقة قناة السويس، بإجمالي استثمارات تبلغ 1.6 مليار دولار، بموجب عقد تم توقيعه مع المجموعة الصينية "شين فينج"، في وقت سابق.
وذكر أنه من المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى العام المقبل. وتابع: "ملف الصناعة يشهد جديداً كل يوم، ونحاول التركيز عليه من منطلق أن لدينا أملاً في أن هذا القطاع يعود إلى سابق عهده خلال الفترة القادمة".
تراجع مؤشر البطالة
وأشار مدبولي إلى أن مؤشر البطالة في مصر سجّل تراجعاً، إذ انخفض ليصل إلى نحو 6.6%، معلناً في الوقت ذاته اتخاذ خطوات سريعة لتحسين مناخ الاستثمار، عبر التوسع في منح الرخصة الذهبية، والإجراءات المُوَّحدة، وكذا تطبيق الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية.
وتحدث مدبولي، عن التوجيه الرئاسي بتوحيد أو استبدال الرسوم المختلفة، التي فُرضت من العديد من الجهات، بواسطة القوانين والتشريعات المختلفة منذ زمنٍ طويل، في صورة رسم، أو ضريبة مُوَّحدة.
وقال إن هذه الخطوات تهدف إلى تيسير الإجراءات بصورة كبيرة جداً على المستثمرين.
وخلال المؤتمر، الذي شهد تهنئة مدبولي عمال مصر بمناسبة عيد العمال المقرر في الأول من مايو المقبل، أعلن رئيس الحكومة المصرية تحقيق مؤشر البطالة نتائج "جيدة للغاية"؛ إذ انخفض ليصل إلى نحو 6.6%.
وأضاف: "هذا يؤكد أن الدولة تمضي في المسار السليم فيما يتعلق بملف التوظيف".