بعد أقل من 24 ساعة من تنصيب الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، الأربعاء، بدأت السلطات في تخفيف بعض الإجراءات الأمنية المشددة في واشنطن، التي تضمنت نشر 25 ألف جندي من الحرس الوطني.
وبحسب صحيفة "يو إس إيه توداي"، بدأ العمال في إزالة السياجات الأمنية والحواجز الخرسانية، كما أزيلت نقاط تفتيش المركبات، وأعيد فتح الجسور، حيث بدأت العاصمة في التخلص تدريجياً من تلك التدابير المشددة.
وأوضحت الصحيفة، أنه "بات هناك شعور ملموس بتخفيف حدة التوتر الذي ساد الأجواء خلال الأيام التي سبقت التنصيب، واستأنف سائقو توصيل (فيديكس) عمليات تسليم الطرود في المناطق التي لم تكن متاحة للجمهور".
"الجميع بخير"
وقال النقيب إريك لار، من الحرس الوطني في ولاية فيرمونت، إن ما يقرب من 100 جندي تحت قيادته يواصلون أداء المهام الأمنية على النحو المطلوب، مضيفاً: "لا حوادث والجميع بخير".
وتابع: "أنا فخور للغاية بكل الجنود الذين أنزلناهم من فيرمونت، فهم محترفون حقيقيون. عملهم الشاق هنا معروف".
وأبقى قادة الوحدات العسكرية إلى حد كبير عرباتهم المدرعة بعيداً عن الشوارع، وبدلاً من ذلك نقلوا عشرات المركبات الأمنية المدرعة في موقع قريب تابع للحرس الوطني.
وظلت شوارع وسط العاصمة فارغة وهادئة إلى حد كبير، بحسب الصحيفة، باستثناء أصوات التنبيه المتواصل لمعدات البناء التي تزيل الحواجز، وأصوات العمال الذين ينقلون أكياس الرمل ويزيلون الأسيجة.
عودة الحياة لطبيعتها
ونقلت الصحيفة عن توم ليان، الذي يملك مقهى لا يبعد كثيراً عن البيت الأبيض، قوله "إنه لأمر جيد للأعمال التجارية، أن تعود إلى الحياة الطبيعية".
وقال ليان، إن مشاهد الجنود وحواجز الطرق كانت أشبه بالعيش في مكان تصوير سينمائي.
ليان شاهد، صباح الخميس، الحواجز التي تم تفكيكها، وقال إن بعض حواجز الطرق البعيدة عن الكابيتول والبيت الأبيض بدت غير ضرورية، لكنه يعتقد أن الاحتياطات الأمنية كانت مناسبة.
ومضى قائلاً: "أعتقد أنه بسبب ما حدث، فقد جعلهم ذلك أكثر حذراً. لم تكن هناك فوضى. لقد شعرت بالأمان".
اعتقالات
وكانت السلطات الفيدرالية قد أبلغت عن 3 حالات اعتقال فقط في يوم التنصيب، الأربعاء، لم يكن أي منها ينطوي على عنف.
ورغم المخاوف من أن متطرفين محليين سيحاولون شن هجمات جديدة بعد أسبوعين فقط من اقتحام الكونغرس، أبلغ جهاز الخدمة السرية الأمريكي عن اعتقال 13 شخصاً فقط منذ الـ13 من يناير، عندما شنت السلطات الفيدرالية عملية ضخمة لتأمين المدينة بمناسبة التنصيب.
25 ألف جندي
صحيفة "واشنطن إكزامينر" نقلت عن مسؤولين عسكريين، قولهم، إن أكثر من 25 ألف جندي من الحرس الوطني والذين جرى استدعاؤهم لتوفير الأمن عند التنصيب راوحوا أماكنهم، الخميس، وسيواصلون تنفيذ دوريات في العاصمة شبه الخالية حتى تأمرهم الوكالات الفيدرالية بالانسحاب.
وقال المتحدث باسم الحرس الوطني في العاصمة، الكابتن تيناشي ماتشونا، للصحيفة: "نحن هنا بناءً على طلب الوكالات الفيدرالية، وسنبقى ما دامت هناك حاجة إلى الوفاء بمتطلباتها".
وأضاف: "ننسق مع جهات إنفاذ القانون الفيدرالية لتلبية أي متطلبات مستمرة مع العمل في الوقت نفسه على الخدمات اللوجستية لإعادة أفراد الحرس الخاص بنا إلى ولاياتهم الأصلية وعائلاتهم وأصحاب العمل".
وفي بيان صدر، الخميس، قال الحرس الوطني، إنه سيواصل دعم تطبيق القانون الفيدرالي كما هو مطلوب.
وأجريت مراسم تنصيب بايدن الأربعاء، دون وقوع حوادث، وتعمل قوات الحرس الوطني مع سلطات إنفاذ القانون الفيدرالي، لتحديد الاحتياجات المستمرة قبل سحب القوة العسكرية التي لديها أفراد من جميع الولايات الخمسين والأقاليم الثلاثة ومقاطعة كولومبيا.
1.6 مليون دولار
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء، بلغت كلفة إجراءات تأمين العاصمة 1.6 مليون دولار على الأقل خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي مؤتمر صحفي عقب تنصيب بايدن، قال المتحدث باسم دورية "باترول"، كريس لوفتيس، إنه من بين 1.5 مليون دولار أنفقت على تكاليف الموظفين منذ اقتحام مبنى الكابيتول الأميركي، دفعت السلطات أكثر من مليون دولار على بنود العمل الإضافي وحده، وأنفقت 100 ألف دولار إضافية على أشياء مثل الطعام والسكن.
برج ترمب
وفي سياق متصل، قال عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، الخميس، إنه سيتم تخفيف الوجود الأمني لقوات شرطة نيويورك حول برج ترمب.
وخلال فترة وجود ترامب في منصبه، حافظت شرطة نيويورك والوكلاء الفيدراليون على ضوابط صارمة حول المبنى الشاهق في نيويورك.
وكانت شرطة نيويورك قد قالت سابقاً إنها ستعيد تقييم الأمن حول برج ترمب بعد التنصيب يوم الأربعاء، لتوسيع حركة مرور السيارات.
اقرأ أيضاً:
