قال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، إنه أبلغ نظيره الأميركي ماركو روبيو، الخميس، بضرورة تقديم المتورطين في الهجوم المميت في كشمير الأسبوع الماضي إلى العدالة، فيما تسعى الولايات المتحدة إلى تهدئة التوترات بين الهند وباكستان، الدولتين النوويتين، بينما توعدت إسلام آباد بـ"رد حازم على أي مغامرة عسكرية" هندية، في أعقاب تلويح نيودلهي بعمل عسكري.
وأفادت الخارجية الأميركية، بأن روبيو تحدث بشكل منفصل مع وزير الخارجية الهندي، ورئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، معرباً عن دعمه للهند في "مكافحة التطرف"، وحثّ باكستان على التعاون في التحقيقات بشأن الهجوم.
وذكرت الخارجية الأميركية في بيان، أن روبيو ناقش العلاقات بين الجارتين في مكالمات هاتفية منفصلة، وحثهما على العمل معاً لـ"تهدئة التوترات".
وقال وزير الخارجية الهندي في منشور على منصة "إكس"، إنه أبلغ روبيو بـ"ضرورة تقديم المنفذين والداعمين والمخططين لهجوم 22 أبريل للعدالة".
محادثات مكثفة
وفي وقت سابق، الخميس، أجرى وزير الدفاع الهندي راجناث سينج، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي بيت هيجسيث، وأبلغه أن "لباكستان تاريخاً في دعم وتدريب وتمويل المنظمات الإرهابية"، وفق تعبيره.
وقال سينج في بيان، إن وزير الدفاع الأميركي أكد دعم واشنطن القوي للهند في "حربها ضد الإرهاب"، وتدعم حقها في الدفاع عن نفسها.
وأضاف وزير الدفاع الهندي، أنه "من المهم للمجتمع الدولي أن يُدين ويُندد صراحةً وبلا لبس بمثل هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة".
وتُمثّل هذه الاتصالات أعلى مستويات التواصل الدبلوماسي المتزامن المعلن عنه من واشنطن، والذي يهدف إلى تخفيف التوترات بين الهند وباكستان منذ هجوم 22 أبريل الماضي.
باكستان تتوعد
في المقابل قال قائد الجيش الباكستاني عاصم منير، الخميس، إن "أي مغامرة عسكرية من جانب الهند سنقابلها برد سريع وحاسم وحازم"، مشيراً إلى أن باكستان لا تزال ملتزمة بالسلام الإقليمي لكنها مستعدة لحماية المصالح الوطنية.
كما حث رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، الأربعاء، الولايات المتحدة على الضغط على الهند "لتخفيف حدة خطابها والتصرف بمسؤولية"، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه.
وحددت الهند المهاجمين الثلاثة، ومن بينهم باكستانيان، واعتبرتهم "إرهابيون يشنون تمرداً عنيفاً" في كشمير. ونفت إسلام أباد أي دور لها في الهجوم، ودعت إلى إجراء تحقيق محايد.
وجددت باكستان، الأربعاء، تأكيداتها على أن لديها "معلومات استخباراتية موثوقة" تفيد بأن الهند تنوي شن عمل عسكري "قريباً".
وأشارت المعلومات الاستخباراتية، إلى أن الهجوم الهندي سيتم خلال ساعات "بذريعة مزاعم لا أساس لها، ومُلفقة بالتورط في حادثة باهالجام" في كشمير، حسبما نقلت "رويترز".
وشددت إسلام أباد، على أنها "تُدين الإرهاب بجميع أشكاله"، وسترد "بحزم وحسم" على أي عمل عسكري من الهند.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الباكستاني، محمد إسحاق دار، خلال لقاء القائمة بأعمال السفارة الأميركية ناتالي بيكر، "التزام باكستان بالسلام والأمن الإقليميين مع حماية المصالح الوطنية".
إغلاق المدارس في الشطر الباكستاني
وكانت مسؤولون أفادوا، الخميس، بأن حكومة الشطر الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير، أغلقت كل المدارس الدينية في المنطقة لعشرة أيام، وأرجعوا هذا إلى مخاوف من استهدافها بضربات هندية.
وذكرت إسلام أباد أن لديها معلومات استخباراتية موثوقة تفيد بأن الهند تنوي شن عمل عسكري قريباً لأنها "تعتقد أن الهجوم على السائحين نفذه باكستانيون على صلة بتنظيمات مسلحة تتمركز هناك".
وقال حافظ نذير أحمد، مدير إدارة الشؤون الدينية في الشطر الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير لـ"رويترز"، إن مسؤولي الأمن يخشون من أن تعتبر القوات الهندية المدارس الدينية مراكز لتدريب المتشددين وتستهدفها.
وجاء في إخطار حمل تاريخ 30 أبريل، واطلعت عليه "رويترز"، أن سبب الإغلاق هو موجة من الطقس الحار.
وأضاف أحمد تعليقاً على الإخطار "نواجه حالياً نوعين من الحر، أحدهما من الطقس والآخر من (رئيس الوزراء الهندي ناريندرا) مودي"، موضحاً أنهم لم يذكروا احتمال التعرض لهجمات في محاولة لتجنب إثارة الذعر.
وأغلقت الهند، أكثر من نصف المقاصد السياحية في الشطر الخاضع لسيطرتها من إقليم كشمير اعتباراً من الثلاثاء، في محاولة لتشديد الإجراءات الأمنية، وفق ما جاء في أمر حكومي اطلعت عليه "رويترز".
وتطالب كلٌّ من الهند وباكستان بالسيادة الكاملة على كشمير، على الرغم من أن كلاً منهما لا يسيطر إلا على جزء من منطقة الهيمالايا. وقد خاضتا حربين حول كشمير، وتتهم نيودلهي باكستان بدعم وتمويل تمرد مناهض للحكومة في كشمير الهندية بدأت عام 1989 لكنها انحسرت الآن.
وتقول باكستان إنها لا تقدم سوى الدعم الدبلوماسي والمعنوي لمطلب كشمير بشأن حق تقرير المصير.
وتُعدّ الهند شريكاً مهماً للولايات المتحدة في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد. ولا تزال باكستان حليفة واشنطن حتى مع تراجع أهميتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان المجاورة في عام 2021.