بلينكن: حرب غزة ستظل تؤرقني.. وبايدن كان مسؤولاً عن قرارات الإدارة بالكامل

الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال تصريحات في البيت الأبيض في واشنطن. الولايات المتحدة في 15 يناير 2025 - reuters
الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال تصريحات في البيت الأبيض في واشنطن. الولايات المتحدة في 15 يناير 2025 - reuters
دبي -الشرق

قال وزير الخارجية الأميركي السابق أنتوني بلينكن في مقابلة الأربعاء، إن أكثر ما "يؤرقه طويلاً" بشأن فترته في الخارجية الأميركية بعهد الرئيس السابق جو بايدن، هو "المعاناة الإنسانية المروعة على الجانبين في الشرق الأوسط وغزة"، ودافع عن بايدن في وجه اتهامات بالتغطية على تدهور صحته العقلية، مشدداً على أنه كان مسؤولاً عن كل السياسات والقرارات التي اتخذت في عهده.

وأجرت منصة The Bulwark التي أسسها جمهوريون سابقون ومعلقون وسياسيون محافظون باتوا يميلون للحزب الديمقراطي، مقابلة مع بلينكن الأربعاء، تناولت تعليقه على حرب الرسوم الجمركية التي شنها الرئيس دونالد ترمب، والتغييرات اللاحقة في وزارة الخارجية بعهد خليفته ماركو روبيو، والحرب في أوكرانيا، وما إذا كانت هناك عملية للتغطية على تدهور الصحة العقلية لبايدن للسماح له بالترشح لفترة ثانية، قبل أن ينسحب في يوليو 2024.

وجاء تعليق بلينكن بشأن غزة، رداً على سؤال بشأن ما كان ليقوم به بشكل مختلف خلال ولايته، وقال بلينكن: "الشيء الذي سيبقى يؤرقني لفترة طويلة هو، من دون شك، الشرق الأوسط وغزة، والمعاناة الإنسانية المروّعة التي شهدناها على كافة الأطراف".

واعتبر أنه "كان من الممكن أن نصل إلى وضع أفضل بشكل أسرع مما فعلنا، رغم أننا في النهاية وصلنا إلى هذا الوضع عند مغادرتنا للمنصب"، في إشارة إلى الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير، قبل ساعات من مغادرة بايدن للسلطة في 20 يناير، وانهارت في 18 مارس، باستئناف إسرائيل لغاراتها العنيفة على القطاع.

وخلال إدارة بايدن، قدَّم ثلاثة عشر مسؤولاً على الأقل، استقالاتهم، بما في ذلك من وزارة الخارجية والبيت الأبيض والجيش احتجاجاً على الدور الأميركي في دعم إسرائيل، وقال مسؤولون إن بايدن وبلينكن لم يضعا خطوطاً حمراء لإسرائيل، وأن الرسالة التي تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن، هي أنه "كان في مقعد السائق، وكان يتحكم في مسار الأمور، وكان الدعم الأميركي موجوداً، وأنه كان بإمكانه اعتبار ذلك أمراً مفروغاً منه". 

حرب أوكرانيا

وبشان حرب أوكرانيا، اعتبر بلينكن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "حصل على هدية الكريسماس مبكراً"، بحصوله على "كل ما يريد، ومجاناً"، في حربه بأوكرانيا، مشيراً إلى "تنازلات" قدمتها إدارة ترمب للرئيس الروسي.

وقال بلينكن: "روسيا شنت عدواناً مروعاً ضد أوكرانيا والنظام العالمي الذي وضعناه ودافعنا عنه، وتتم تبرئته (بوتين) من هذا الآن، وبتنا نتحدث بشكل مباشر وأحادي عن منحه الأراضي التي سيطر عليها، والاعتراف بسيطرة روسيا على القرم، ورفع العقوبات عن خط غاز نوردستريم 2 الذي نجحنا في إقناع الألمان بوقفه، ونحن نتحدث الآن عن إعادة بناء الاعتماد الأوروبي على روسيا، ومنع أوكرانيا من الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)".

وأضاف: "نحن بشكل ما نعاقب الضحية ونكافئ المعتدي".

ودافع بلينكن عن إدارته وبايدن لملف مساعدات أوكرانيا، وقال: "حاولنا منح الأوكرانيين ما يحتاجونه لصد العدوان الروسي، وحتى قبل الغزو، في سبتمبر وديسمبر 2021، حين كنا نحاول بناء تحالف للدفاع عن أوكرانيا، وتقوية الناتو، ومعاقبة روسيا إذا غزت أوكرانيا".

صحة بايدن العقلية

وعما إذ كانت الإدارة الأميركية أخفت تدهور صحة بايدن العقلية، دافع بلينكن عن الرئيس السابق، وقال إن كل السياسات التي اتخذت في عهده كانت بقرار منه، رافضاً مزاعم عن أنه لم يكن منخرطاً في صنع القرار، إذ يصفه الرئيس الحالي دونالد ترمب عادة بـ"جو النائم"، ودائماً ما يكرر أنه "لم يكن يدري ماذا يفعل".

وألقى بلينكن اللوم على فشل الإدارة في إيصال مجهوداتها إلى الشعب الأميركي، و"ربط ما كان يحدث من أمور جيدة حولنا، بما كنا نفعله".

وتابع: "كل قرار اتخذناه، وكل تقييم أصدرناه، وكل سياسة اتبعناها، كانت قراراته هو، لم تكن قرارات شخص آخر، لم أكن أنا، ولم يكن أيٌّ من المستشارين الآخرين. كل ما قمنا به كان ناتجاً عن قرار اتخذه هو، وكان قراراً مبنياً على نقاش، وعلى جدل، وعلى حوار عميق، وقد كان منخرطاً فيه بالكامل".

وأضاف: "يمكنك أن تقول لا تعجبني نتائج تلك السياسات، وهذا مقبول، لكن لا يمكنك أن تقول إنه (بايدن) لم يكن هو الشخص المسؤول عنها، أو أنه لم يتخذ تلك القرارات بنفسه، أو أنه لم يصدر تلك الأحكام، أو لم يتحمّل نتائجها".

تصنيفات

قصص قد تهمك