قالت وسائل إعلامية أميركية، الخميس، إن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ونائبه أليكس وونج سيتركان منصبيهما، وسط توقعات بظهور أسماء جديدة مرشحة لتولي المنصبين، خلال الساعات المقبلة.
وأشارت شبكة FOX NEWS الأميركية، إلى أنه "من المرجح ظهور أسماء أخرى، كما من المتوقع أن يتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهذا الشأن قريباً"، بينما أشارت مجلة "بوليتيكو" وشبكة CNN، إلى أن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس دونالد ترمب للشرق الأوسط، أبرز المرشحين لتولي المنصب.
وأفادت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، نقلاً مصدرين وأخر مقرب من البيت الأبيض، بأن "هناك أسماء بديلة لوالتز نوقشت في البيت الأبيض لأسابيع، لكن خطط إقالته، التي يُحتمل أن تبدأ هذا الأسبوع، اكتسبت زخماً في الأيام الأخيرة".
يأتي هذا بعد أسابيع مما يعرف بـ"تسريبات سيجنال" الخاصة بالضربات على اليمن، والتي تسربت إلى العلن بعدما أضاف والتز بالخطأ الصحافي جيفري جولدبيرج إلى المجموعة التي أنشأها لتنسيق مواقف فريق الأمن القومي بشأن الضربات، وأثارت فضيحة لأنها ناقشت قضايا حساسة على تطبيق تجاري.
وسبق أن ذكرت مصادر مطلعة في الإدارة الأميركية، في مارس الماضي، أن ترمب فكر بجدية إقالة والتز بسبب "تسريبات سيجنال"، لكنه تراجع عن القرار، جزئياً لـ"حرمان منتقديه من الشعور بالرضا"، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي الذي أشار إلى أن والتز دخل في خلافات مع عدة مسؤولين كبار آخرين.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض، إن ترمب كان أكثر غضباً من كون والتز لديه رقم هاتف رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتيك" جيفري جولدبيرج، والذي أضيف بالخطأ إلى المحادثة بين والتز وفريق الأمن القومي الأميركي على "سيجنال" بأكثر من غضبه من كشف تفاصيل حساسة عن الضربات العسكرية.
كما قالت مجلة "بوليتيكو"، إن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز نصحا ترمب في اجتماع خاص، بإقالة والتز على خلفية "تسريبات سيجنال".
وجاءت الأنباء عن الاجتماع الخاص، وسط شعور سائد في واشنطن بأن والتز لن يبقى طويلاً في الإدارة، في وقت يحتشد فيه كبار المسؤولين علناً للدفاع عنه، بحسب المجلة.
ويعد مستشار الأمن القومي أحد أكثر المناصب نفوذاً في البيت الأبيض، وهو منصب يعينه الرئيس، ولا يحتاج إلى تصديق من مجلس الشيوخ.
ويتولى مستشار الأمن القومي التنسيق بين كل وكالات الأمن القومي، وهو مكلف بإحاطة الرئيس بشأن هذه الأمور، وتنفيذ سياساته.
ويعرف والتز (50 عاماً)، بمواقفه المتشددة تجاه الصين، كما أنه من منتقدي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفق لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
ومايك والتز هو عضو سابق بمجلس النواب عن الحزب الجمهوري، وكان يمثل الدائرة السادسة بولاية فلوريدا منذ 2019، وفاز في الانتخابات الحالية، بسباق إعادة انتخابه.
مسيرة عسكرية وسياسية
بدأ والتز مسيرته العسكرية بعد تخرجه بمرتبة الشرف من معهد فيرجينيا العسكري، حيث التحق بالجيش الأميركي، وخدم 27 عاماً في الجيش والحرس الوطني.
وانضم إلى القوات الخاصة "القبعات الخضراء" النخبوية، وأدى مهاماً قتالية في أفغانستان والشرق الأوسط وإفريقيا، حصل خلالها على أربع ميداليات برونزية، اثنتان منها لشجاعته في القتال.
بعد خدمته في الجيش، انتقل والتز إلى العمل كمستشار في السياسات الدفاعية، حيث عمل مديراً لسياسات الدفاع في "البنتاجون" تحت إشراف وزيري الدفاع حينها دونالد رمسفيلد وروبرت جيتس، وقدم المشورة بشأن قضايا الدفاع والسياسات العسكرية. كانت مساهماته في هذا الدور حيوية، حيث عمل على تنفيذ سياسات الدفاع التي اعتمدتها إدارة الرئيس جورج بوش.
في عام 2019، انتُخب والتز عضواً في الكونجرس عن ولاية فلوريدا، ليصبح أول عضو من قوات "القبعات الخضراء" يُنتخب للكونجرس.
بالإضافة إلى ذلك، كان عضواً في فريق العمل المعني بالصين في مجلس النواب، حيث قاد جهود التنسيق بين المشرعين لوضع سياسات قوية تجاه الصين.
وتوصف العلاقة بين والتز وترمب بالوثيقة، فقد كانت زوجته، جوليا نشيوات، تعمل مستشارة للأمن الداخلي للرئيس ترمب، مما عزز من تواصله وعلاقته الوثيقة بإدارة ترمب. كما يُعرف والتز بدعمه لسياسات ترمب في تعزيز الدفاع الوطني والحد من النفوذ الصيني، وهي قضايا كانت من الأولويات التي تبناها ترمب خلال فترة ولايته.
ويتبنى والتز، مواقف حازمة تجاه الصين والشرق الأوسط، مستنداً إلى خلفيته العسكرية وخبرته في مجال الأمن القومي.