قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن مستشار الأمن القومي الذي غادر منصبه مايك والتز يحظى بثقته وثقة الرئيس دونالد ترمب بعد ترشيحه لمنصب السفير الأميركي الجديد لدى الأمم المتحدة.
وأضاف فانس في مقابلة مع برنامج "سبيشيال ريبورت" على شبكة FOX News في بيركلي بولاية ساوث كارولينا: "أعتقد أنكم تستطيعون تقديم حجة قوية بأنها ترقية.. أحضرنا مايك لإجراء إصلاحات جادة في مجلس الأمن القومي، وقد فعل ذلك بالفعل".
وأعلن الرئيس ترمب، الخميس، ترشيح والتز لمنصب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، فيما سيشغل وزير الخارجية ماركو روبيو منصب مستشار الأمن القومي، بالإضافة إلى منصبه الحالي.
وأوضح السيناتور السابق عن ولاية أوهايو خلال المقابلة، أن البيت الأبيض يعتقد أن والتز سيخدم الإدارة بشكل أفضل في منصب سفير الأمم المتحدة، وهو منصب أقره مجلس الشيوخ.
يأتي رحيل والتز بعد نحو 4 أشهر من استقالته من مقعده في الكونجرس عن ولاية فلوريدا لتولي منصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض.
وذكرت FOX News أن والتز، وهو من قدامى المحاربين، واجه تدقيقاً متزايداً بعدما تورط في فضيحة تتعلق بتسريب محادثات عبر تطبيق "سيجنال" في مارس، بين كبار مساعدي ترمب للأمن القومي لمناقشة الهجمات الوشيكة ضد الحوثيين في اليمن.
وأضاف والتز بالخطأ رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، جيفري جولدبرج، إلى المحادثات، حيث شارك وزير الدفاع بيت هيجسيث معلومات حساسة بشأن توقيت الضربات العسكرية الأميركية في اليمن، والذي أكد بدوره أن المعلومات التي شاركها لم تكن سرية.
"ضجة في غير محلها"
في المقابل، أعرب ديمقراطيون عن عدم تصديقهم أن المعلومات المتعلقة بالأهداف والضربات لم تكن سرية نظراً لطبيعتها الحساسة، فيما يجري القائم بأعمال المفتش العام في وزارة الدفاع (البنتاجون) تحقيقاً في استخدام هيجسيث لتطبيق "سيجنال".
وأضاف فانس أن إقالة والتز لم تكن نتيجة "فضيحة سيجنال"، التي وصفها بأنها "ضجة في غير محلها"، مشيراً إلى أن عضو الكونجرس السابق عن ولاية فلوريدا يُنقل ببساطة إلى منصب إداري آخر لأن ترمب يعتقد أن والتز سيقوم "بعمل أفضل في منصب مختلف".
وكان نائب الرئيس أحد كبار المسؤولين الذي أضيفوا إلى محادثات تطبيق "سيجنال" مع مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) جون راتكليف، وغيرهما من كبار أعضاء إدارة ترمب.
وتشن الولايات المتحدة غارات جوية على أهداف حوثية في اليمن منذ أكثر من 40 يوماً، وقالت القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، في بيان في وقت سابق هذا الأسبوع، إنها ضربت أكثر من 800 هدف منذ بدء عملية "الفارس الشجاع" (Operation Rough Rider).
وأسفرت الغارات عن سقوط المئات من مقاتلي الحوثي وعدد كبير من قادة الجماعة، وبينهم كبار مسؤولي الصواريخ والطائرات المسيرة، وفقاً للقيادة المركزية الأميركية.
وقال فانس إن الحوثيين يدركون عواقب إطلاق النار على السفن الأميركية في المياه الدولية، وتعطيل التجارة العالمية.
وأعرب عن اعتقاده بأن "الرئيس ترمب أوضح بجلاء أن إحدى أولوياته الأساسية للأمن القومي هي أنه إذا حمّلتَ بضائع على متن سفينة وأرسلتها إلى الولايات المتحدة، فإننا نريد التأكد من وصولها دون أن يُقتل البحارة، ودون أن تُدمَّر السفينة"، مضيفاً: "وهذا هدف سنسعى جاهدين لتحقيقه بالقوة، إن اضطررنا لذلك".
تراجع نفوذ والتز
وتعرض والتز، وهو عضو جمهوري سابق في مجلس النواب عن ولاية فلوريدا ويبلغ 51 عاماً، لانتقادات كبيرة داخل البيت الأبيض وخارجه، بعدما تورط في فضيحة تسريب محادثة عبر تطبيق "سيجنال".
وتحدثت وسائل إعلام أميركية عن مدى تأثير قضية "تسريبات سيجنال" الخاصة بالضربات على اليمن على نفوذ مستشار الأمن القومي داخل البيت الأبيض، وفقدان ترمب الثقة به.
وفقد والتز مكانته لدى ترمب وكبار مستشاريه، وجزء كبير من نفوذه في الجناح الغربي للبيت الأبيض، وذلك بعد أن أضاف بالخطأ الصحافي جيفري جولدبيرج، في مارس، إلى محادثة على تطبيق "سيجنال" لتنسيق مواقف فريق الأمن القومي بشأن الضربات في اليمن، وأثارت فضيحة لأنها ناقشت قضايا حساسة على تطبيق تجاري.
ورفض ترمب حينها إقالة والتز فوراً، لكنه أعرب سراً عن "إحباطه" من والتز، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي أشارت إلى أن الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين بمن فيهم كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، يشعرون بـ"الإحباط" من والتز حتى قبل "تسريبت سيجنال".
ولفتت شبكة CNN إلى أن ترمب رفض بعد "تسريبات سيجنال" إقالة والتز "خشية أن يمنح لأعدائه الشعور بالانتصار"، وسط آمال بـ"تجنّب الفوضى" التي سبق أن شهدتها فترة إدارته الأولى.
وقالت 4 مصادر للشبكة إنه رغم دعم ترمب حينها لوالتز إلا أن "مكانته لم تتحسّن أبداً"، مشيرين إلى أن كبيرة موظفي البيت الأبيض من أكثر المسؤولين الأميركيين "استياءً" من مستشار الأمن القومي.
"مسألة وقت"
وسبق أن اعتبرت عدة مصادر أن إقالة والتز كانت "مسألة وقت" فقط، بحسب CNN، التي لفتت إلى أن تضاؤل نفوذه داخل الإدارة الأميركية أصبح جلياً بعد قرار ترمب إقالة موظفين من مجلس الأمن القومي بناءً على طلب الناشطة اليمينية لورا لومر.
وذكر مصدران أن "بعض مسؤولي الإدارة بدأوا من خلف الكواليس بمناقشة مغادرة والتز منصبه خلال الأيام القليلة الماضية"، مضيفين أن "ترمب أعرب عن إحباطه عدة مرات".
ولفتا إلى أن النقاشات حول والتز ركزت على أمرين، أولاً، إيجاد مكان لنقله إليه بطريقة سلسة تجنباً للإحراج أو الإقالة المباشرة، وثانياً، تجهيز شخص آخر يكون مستعداً لتولي منصبه.
وتحدث مسؤولون أميركيون كبار لـ"وول ستريت جورنال"، عن "تهميش" والتز خلال عدة مناقشات بشأن قرارات رئيسية تتخذها الإدارة الأميركية، ومنها مسألة بدء المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، والتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.
وسبق أن عّين ترمب خلال ولايته الأولى (2017-2021) أربعة مستشارين للأمن القومي، فيما سيكون خليفة والتز سادس مسؤول يشغل هذا المنصب خلال الولايتين الرئاسيتين.