مصدر عسكري في مالطا: الإسرائيليون انتهكوا سيادتنا.. والحكومة: نحقق بكل شيء

لمنع وصولها إلى غزة.. تقارير تكشف علاقة إسرائيل بالهجوم على سفينة "أسطول الحرية"

أضرار لحقت بسفينة (كونشنس) التابعة لأسطول تحالف الحرية في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا. 2 مايو 2025 - REUTERS
أضرار لحقت بسفينة (كونشنس) التابعة لأسطول تحالف الحرية في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا. 2 مايو 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

رُصدت طائرة عسكرية إسرائيلية تحلق فوق مالطا قبل ساعات فقط من إعلان "تحالف أسطول الحرية" عن تعرّض سفينة مساعدات إنسانية، تابعة له وكانت متجهة إلى غزة، لهجوم بالمسيرات في المياه الدولية قبالة سواحل الجزيرة، على ما أفادت وسائل إعلام محلية.

وعقدت لجنة الأمن البحري في مالطا اجتماعاً عاجلاً، الجمعة، لمناقشة الحادث الذي وقع على متن سفينة متجهة إلى غزة قبالة مالطا، والذي ألقى ناشطون باللائمة فيه على هجوم طائرات مسيرة.

وغادرت الطائرة، وهي من طراز C-130 Hercules إسرائيل، الخميس، وقضت أكثر من 3 ساعات داخل المجال الجوي في مالطا قبل أن تعود إلى إسرائيل، وفقاً لبيانات وثقها موقع ADS-B Exchange لتتبع رحلات الطيران، والتي أكدتها بشكل مستقل كلٌ من صحيفة "تايمز أوف مالطا" و"مالطا توداي".

وأفادت تقارير بأن الطائرة الإسرائيلية حلّقت على ارتفاع منخفض نسبياً يبلغ نحو 5 آلاف قدم، قبل أن تُجري سلسلة مناورات فوق "ضفة هورد" شرق الجزيرة، وهي نفس المنطقة التي أطلقت فيها سفينة "كونشنس" نداء استغاثة، ثم عادت الطائرة إلى إسرائيل بعد نحو 7 ساعات، بحسب بيانات تتبع الرحلات الجوية.

وتشير معلومات حصلت عليها صحيفة "مالطا توداي" إلى أن الطائرة الإسرائيلية هي من طراز KC 130 H Hercules برقم تسجيل 4X FBZ/545، استخدمها "السرب 131" التابع لسلاح الجو الإسرائيلي، إذ يتمركز السرب في قاعدة "نيفاتيم" الجوية جنوب إسرائيل.

طائرة من طراز C-130 Hercules تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تحلّق فوق قرية في شمال إسرائيل. 16 أبريل 2013
طائرة من طراز C-130 Hercules تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تحلّق فوق قرية في شمال إسرائيل. 16 أبريل 2013 - REUTERS

وحتى الآن لم يُثبت رسمياً وجود صلة مباشرة بين الطائرة العسكرية الإسرائيلية، والهجوم المُبلغ عنه على سفينة المساعدات، ولم تعلق إسرائيل على الواقعة بشكل رسمي.

ويُعتقد أنه لم يتم تلقي أي إخطار رسمي من إسرائيل بشأن الرحلة العسكرية، وهو أمر متوقع عادةً من الطائرات العسكرية الأجنبية التي تدخل منطقة معلومات الطيران (المجال الجوي) في مالطا.

اجتماع أمني واتهامات لإسرائيل

وذكرت الصحيفة أن لجنة الأمن البحري في مالطا (MMSC)، التي تضم مسؤولين رفيعي المستوى، بينهم مسؤولون من الشرطة وجهاز الأمن، ووزارات الداخلية والنقل والخارجية عقدت اجتماعاً عاجلاً، الجمعة، لمناقشة الحادثة.

وقال وزير الداخلية بايرون كاميليري لصحيفة "تايمز أوف مالطا" إن اللجنة عقدت اجتماعين الجمعة مع ورود تفاصيل الحادثة، وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، أشار الكثيرون إلى إسرائيل بأصابع الاتهام.

عندما سُئل عما إذا كانت الحكومة تبحث في احتمال تورط إسرائيلي، أجاب كاميليري: "على اللجنة التحقيق في كل شيء".

وأكد الوزير أن السلطات المالطية قدمت مساعدة فورية للسفينة من خلال القوات المسلحة المالطية وسلطات النقل. ولا تزال سفينة إنقاذ مالطية متمركزة بالقرب من الأسطول على بُعد 14 ميلاً بحرياً من الجزيرة.

وأفاد "مركز لارنكا المشترك لتنسيق الإنقاذ" (JRCC) بأنه أُبلغ من وزارة الخارجية القبرصية أن سفينة يُحتمل أنها تنقل مساعدات إنسانية إلى غزة تعرضت لهجوم صاروخي من طائرة إسرائيلية مسيرة أثناء إبحارها داخل منطقة البحث والإنقاذ في مالطا، بحسب هيئة الإنقاذ القبرصية.

"انتهاك خطير"

وقال مصدر عسكري، طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة: "ما حدث خطير للغاية.. يبدو أن إسرائيل حلقت بطائرة عسكرية غير مُصرّح لها فوق مالطا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، في انتهاك لحيادنا.. هذا أمر خطير للغاية".

وقالت الحكومة في بيان، الجمعة: "لم تدخل أي طائرة أو سفينة في أي وقت، خلال الـ 48 ساعة الماضية، كما يرد حالياً في وسائل إعلام محلية وأجنبية، فيما يتعلق بقضية السفينة كونشنس، المجال الجوي السيادي لمالطا أو مياهها الإقليمية (على بُعد 12 ميلاً بحرياً من الشاطئ).. ولذلك، لم تُمسَّ سلامة أراضي مالطا في أي وقت".

وأعلنت الحكومة في وقت سابق أن زورق قطر قريب أخمد الحريق بعد تأكيده لخدمات حركة السفن في مالطا أن لديه معدات إطفاء.

كما أُرسلت سفينة دورية تابعة للقوات المسلحة المالطية لتقديم المزيد من المساعدة، لكن الأشخاص الذين كانوا على متن قارب الأسطول رفضوا الانتقال إلى قاطرة السحب. وقالو إنه يتعين عليهم البقاء على متن السفينة المحملة بالمساعدات الإنسانية، إذ تقع على عاتقهم مسؤولية ضمان بقائها طافية.

وأضافت الحكومة أن السفينة لا تزال خارج المياه الإقليمية، وتخضع لمراقبة الجهات المختصة.

إدانات دولية

وأدانت تركيا، التي أكدت وجود رعاياها على متن السفينة، بشدة "هذا الهجوم على سفينة مدنية، والذي يهدد حرية الملاحة والأمن البحري في المياه الدولية".

وذكر بيان لوزارة الخارجية: "ثمة اتهامات باستهداف السفينة من قبل طائرات إسرائيلية مسيّرة. سيجري اتخاذ جميع التدابير اللازمة للكشف عن تفاصيل الهجوم في أسرع وقت ممكن، ومحاسبة الجناة".

وحثّ الحزب القومي في مالطا على تقديم تطمينات واضحة للجمهور بشأن الوضع وتداعياته على الأمن القومي.

وأكد الحزب أنه "يمتنع عن التكهنات بشأن ما إذا كان الحادث عملاً عسكرياً"، مؤكداً أن "الأمن القومي يجب أن يبقى على رأس الأولويات".

اقرأ أيضاً

محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة

تواجه إسرائيل اتهامات بانتهاك القانون الدولي برفضها السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك عندما تعرض عشرات الدول مرافعاتها أمام محكمة العدل الدولية.

فيما حض سفير فلسطين لدى مالطا، فادي حنانيا المجتمع الدولي على المساعدة في إنهاء "الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين".

وأعرب حنانيا عن امتنان الفلسطينيين "للاستجابة السريعة والتحرك المهني من جانب الحكومة تجاه هذا الحادث، مما حال دون وقوع مأساة".

كما أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية، التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة "حماس"، بيانين أدانا الحادث قبالة سواحل مالطا.

وقالت "حماس" إن الحادث يُظهر "استخفافاً صارخاً من جانب إسرائيل بإرادة الإنسانية والعدالة".

وأدان رئيس أساقفة مالطا تشارلز سكيكلونا "هجوم الطائرات المسيرة" على "أسطول الحرية" المتجه إلى غزة الجمعة، واصفا إياه بأنه "عمل عدواني شنيع".

هجوم عام 2010

ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خلال الهجوم، لكن السفينة تعرضت لأضرار وحريق، ما دفع قاطرة بحرية والقوات المسلحة المالطية إلى الاستجابة.

لكن نشطاء يقولون إن الواقعة تعيد إلى الأذهان حادثة 31 مايو 2010، عندما داهمت القوات الإسرائيلية سفن "أسطول الحرية" بزوارق سريعة ومروحيات، ما أودى بحياة 10 نشطاء إلى جانب إصابة 28 آخرين على يد القوات الإسرائيلية في ذلك الهجوم.

في وقت وقوع الحادث، كانت شخصيات بارزة، من بينها جريتا تونبرج، والعقيد المتقاعد في الجيش الأميركي ماري آن رايت في مالطا، يستعدون للصعود على متن مهمة الإغاثة التي تهدف إلى تحدي حصار غزة من خلال الاحتجاج السلمي.

وتهدف جهود "أسطول الحرية"، وهو منظمة دولية غير حكومية، إلى إنهاء الحصار وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر من خلال العمل السلمي. وأظهرت صور نشرتها المنظمة لاحقاً أن السفينة قد تعرضت لاختراقين.

تصنيفات

قصص قد تهمك