مجموعات طلابية تطالب بوقف استثمار 14.8 مليار دولار في شركات سلاح تدعم الاحتلال الإسرائيلي

أميركا.. اعتقال عشرات الطلاب في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة كولومبيا

نيويورك -رويترز

ألقت الشرطة الأميركية القبض على عشرات الطلاب بجامعة كولومبيا، مساء الأربعاء (بالتوقيت المحلي)، خلال واحدة من أكبر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي منذ موجة الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عبر منصة "إكس": "نراجع حالة التأشيرات الخاصة بالمتسللين والمخرّبين الذين استولوا على مكتبة جامعة كولومبيا"، في إشارة إلى الطلاب المشاركين بالاحتجاجات المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني.

وأضاف روبيو: "لم يعد البلطجية المؤيدين لحماس محل ترحيب في أمتنا العظيمة".

 وجاء تصريح روبيو على الرغم من تأكيد الكثير من المشاركين بالاحتجاجات ومنظميها على أن مناهضة الاحتلال الإسرائيلي لا تعني "معاداة السامية"، ودعم الفلسطينيين ومناهضة الحرب الإسرائيلية على غزة لا تعني "دعم حركة حماس". 

وشوهد ما لا يقل عن 40 إلى 50 طالباً، أيديهم مكبلة بأربطة بلاستيكية، حملتهم شرطة نيويورك على متن شاحنات وحافلات خارج مكتبة بتلر، بينما اجتاح ضباط الشرطة المبنى المكون من 6 طوابق لاعتقال طلاب آخرين رفضوا المغادرة.

ووصلت الشرطة إلى الحرم الجامعي بقوة بناء على طلب مسؤولي جامعة كولومبيا الذين قالوا إن الطلاب المتظاهرين، الذين يحتلون غرفة القراءة الرئيسية في الطابق الثاني بالمكتبة، تعدوا على ممتلكات الغير.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي المتظاهرين، معظمهم يرتدون أقنعة، يقفون على الطاولات ويقرعون الطبول ويرفعون لافتات كتب عليها "إضراب من أجل غزة" و"منطقة محررة" تحت ثريات غرفة القراءة الرئيسية بمكتبة باتلر، والتي تحمل اسم "لورانس أ. وين" (وكان محامياً يهودياً شغل منصب رئيس اتحاد المؤسسات الخيرية اليهودية من 1964 إلى 1970).

وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب جامعة كولومبيا بسبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي العام الماضي، متهماً إياها بأنها "معادية للسامية وأظهرت فشلاً في حماية الطلاب اليهود".

ويرد الطلاب المتظاهرون، بمن فيهم بعض المنظمين اليهود، على أن ترمب وزملاؤه السياسيين المحافظين المؤيدين بشدة لإسرائيل يخلطون بشكل غير عادل بين الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ومعاداة السامية.

ويتفاوض مجلس أمناء كولومبيا مع إدارة ترمب، التي أعلنت في مارس أنها ألغت مئات الملايين من الدولارات من المنح للجامعة لأغراض البحث العلمي.

وتقول الجامعة إنها تعمل على التصدي لمعاداة السامية وغيرها من أشكال التحيز في حرمها الجامعي، وترفض كذلك اتهامات جماعات الحقوق المدنية بأنها تخضع لتدخلات الحكومة في الحريات الأكاديمية.

وذكرت جامعة كولومبيا، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، أنها طلبت مساعدة شرطة نيويورك "في تأمين المبنى" ، وإن اثنين من مسؤولي السلامة العامة أصيبا في المواجهة.

مشاحنات عند المدخل

وأكد متحدث باسم شرطة نيويورك حدوث "اعتقالات متعددة" لمتظاهرين اعتصموا في المكتبة لكنه لم يقدم رقماً دقيقاً.

وقالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول على وسائل التواصل الاجتماعي:"لكل شخص الحق في الاحتجاج السلمي، لكن العنف أو التخريب أو تدمير الممتلكات أمر غير مقبول على الإطلاق".

وقبل وصول الشرطة إلى المكتبة، شوهد موظفو السلامة العامة بالجامعة وهم يغلقون الأبواب الأمامية للمبنى، لمنع دخول المزيد من الطلاب لتندلع مشاحنات لفترة وجيزة خارج المدخل.

يبدو أن أحد الطلاب قد أصيب، وشوهد شخص آخر يحمل على نقالة إلى خارج المبنى.

مع منع دخول المزيد من الطلاب إلى المكتبة، تحركت حشود بأعداد متزايدة من المتظاهرين خارج المبنى إلى الشوارع خلف بوابات الحرم الجامعي.

وقالت جماعة طلابية تمثل المتظاهرين على وسائل التواصل الاجتماعي إن أمن الجامعة اعتدى على المتظاهرين وأقرت بأن بعض النشطاء رفضوا إبراز بطاقات الهوية للمسؤولين.

وأعادت مجموعة من المجموعات الطلابية التابعة لجامعة كولومبيا نشر مطالب سابقة للجامعة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بوقف استثمار أموال تبلغ 14.8 مليار دولار في شركات صناعة الأسلحة وغيرها من المؤسسات التي تدعم الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

جامعة واشنطن

واحتل متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين مبنى جامعة واشنطن، الاثنين، مطالبين الجامعة بقطع العلاقات مع شركة بوينج بسبب عقودها مع الجيش الإسرائيلي. وقالت الجامعة إنه تم اعتقال 34 متظاهراً وستتم إحالتهم إلى النيابة بتهم التعدي على ممتلكات الغير وتدمير الممتلكات والسلوك غير المنضبط.

وأضافت، الأربعاء، أن 21 طالباً من بين المعتقلين تم إيقافهم ومنعهم من دخول الحرم الجامعي.

وكانت جامعة كولومبيا في طليعة حركة احتجاج طلابية مؤيدة للفلسطينيين ومناهضة لإسرائيل اجتاحت الجامعات الأمريكية العام الماضي بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي بدأت في 2023.

ويحاول ترمب ترحيل بعض الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأميركية، بدعوى أن "وجودهم قد يضر بمصالح السياسة الخارجية الأميركية".

كما طالب المتظاهرون في المكتبة بالإفراج عن محمود خليل، وهو ناشط فلسطيني وطالب دراسات عليا في جامعة كولومبيا لا يزال في سجن المهاجرين في لويزيانا بعد أن كان من بين أوائل الذين تم اعتقالهم بتهمة ترحيل محتمل.

اتهامات ضد "طارق"

ووجهت وزارة العدل الأميركية اتهامات إلى طارق بزروق (20 عاماً) من نيويورك بارتكاب جرائم كراهية على المستوى الاتحادي، ووجهت إليه تهمة الاعتداء على يهود منهم طالبان من جامعة كولومبيا خلال 3 احتجاجات منفصلة على الحرب في غزة.

واتهمت الوزارة الأميركية بزروق بأنه "استهدف عمداً ضحايا يهود في احتجاجات على صلة بالحرب على غزة"، وألقي القبض عليه، الأربعاء.

ويبدو أن تلك القضية هي المرة الأولى التي توجه فيها وزارة العدل اتهامات اتحادية بجرائم كراهية تتعلق باحتجاجات جامعة كولومبيا. ولم يؤكد متحدث باسم الوزارة هذه المعلومة.

ويُعتقد أن جميع الأحداث وقعت في مانهاتن خلال احتجاج في أبريل 2024 خارج بورصة نيويورك، واحتجاج في ديسمبر 2024 خارج جامعة كولومبيا، واحتجاج في يناير 2025 بالقرب من حديقة جرامرسي.

وفقاً لوثائق المحكمة، يواجه بزروق اتهامات بلكم اثنين من اليهود في الوجه وركل آخر في المعدة، و"سرقة" علم إسرائيلي من متظاهرين مؤيدين لإسرائيل في احتجاج جامعة كولومبيا.

ويواجه بزروق 3 تهم تتعلق بارتكاب جرائم كراهية، تصل عقوبة كل منها إلى السجن لمدة أقصاها 10 سنوات، وفقاً لوزارة العدل الأميركية.

تصنيفات

قصص قد تهمك