مصادر لـ"بلومبرغ": واشنطن تعتزم طرح تخفيض الرسوم الجمركية إلى أقل من 60%

رغم التفاؤل.. الشك يحكم التوقعات بشأن المفاوضات الأميركية الصينية في جنيف

صورة أرشيفية للرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الصيني شي جين بينج في قمة مجموعة العشرين باليابان. 29 يونيو 2019 - Reuters
صورة أرشيفية للرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الصيني شي جين بينج في قمة مجموعة العشرين باليابان. 29 يونيو 2019 - Reuters
دبي -الشرق

قالت مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة تسعى إلى خفض الرسوم الجمركية وإعفاء المعادن النادرة من قيود التصدير الصينية، وذلك خلال الاجتماعات التجارية التي ستجمع ممثلين من كلا الجانبين، السبت، في سويسرا، حسبما أفادت "بلومبرغ".

وتستضيف جنيف الاجتماعات التي يرأسها من الجانب الأميركي وزير الخزانة، سكوت بيسنت، والممثل التجاري، جيميسون جرير، ومن جانب بكين، نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفينج.

وأوضحت المصادر، أن الجانب الأميركي، حدد هدفاً لخفض الرسوم الجمركية إلى أقل من 60% كخطوة أولى، ويعتقدون أن الصين قد تكون مستعدة لمجاراتها.

ورجحت أن تكون المحادثات "استكشافية" وتركز بشكل أكبر على "التعبير عن المظالم"، بدلاً من التوصل إلى حلول للقائمة الطويلة من المشاكل التي يواجهها كل جانب مع الآخر، وأن يكون الوضع متقلب، ما يعني أنه ليس هناك يقين من انخفاض مستويات التعريفات الجمركية على المدى القريب.

وأضافت المصادر، أن من أهم أولويات الولايات المتحدة أيضاً، ضمان رفع قيود التصدير الصينية على المعادن النادرة، حيث تواجه مجموعة من الصناعات اضطراباً.

وأفادت بأن محادثات منفصلة قد تُجرى قريباً بشأن خفض صادرات الصين من المكونات المستخدمة في صناعة مادة الفنتانيل، والتي أدت إلى زيادة في وفيات الجرعات الزائدة في السنوات الأخيرة.

بدوره، قال الناطق باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، إن "هدف الإدارة الوحيد من هذه المحادثات هو تعزيز أجندة الرئيس دونالد ترمب الاقتصادية نحو علاقات تجارية عادلة ومتبادلة. وأي نقاش حول معدلات التعريفات الجمركية المستهدفة هو مجرد تكهنات لا أساس لها من الصحة".

ويبدو أن كلا الجانبين يتعامل مع مفاوضات نهاية الأسبوع بنظرة إلى التفوق، ما يزيد من خطر سوء التقدير، إذ يبدو المسؤولون الأميركيون، مقتنعين بأن الاقتصاد الصيني يعاني أكثر من الاقتصاد الأميركي، بينما يرى المسؤولون الصينيون أن استطلاعات الرأي تُظهر تراجع شعبية الرئيس دونالد ترمب.

اتفاق بعيد المنال

وبينما يترقب العالم بفارغ الصبر، المحادثات التجارية، قال محللون صينيون، إن التباين بين البلدين حول تفاصيل الحوار يشير إلى أن احتمالات التوصل إلى اتفاق سريع أو جوهري "لا تزال بعيدة المنال"، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورننيج بوست".

ورجّح محللون، أن يكون الاجتماع في سويسرا، البلد الذي يشتهر تاريخياً بحياده، بدايةً لسلسلة محادثات أطول قد تمتدّ لأسابيع أو أكثر من عام، حيث قد تُخفّف بعض الرسوم الجمركية تدريجياً.

وفي الإطار، قال ستيفن أولسون، من معهد دراسات جنوب شرق آسيا في سنغافورة: "في هذه المرحلة على الأقل، لا يوجد سبب يدفع الصين للرضوخ، ولكن إذا أمكن تحقيق قدر من التهدئة دون أن يبدو الأمر وكأنه تراجع، فسيكون ذلك أفضل في ظل الظروف الحالية".

وأضاف: "ستكون اجتماعات جنيف في المقام الأول محادثات تُحدّد المعايير العامة لما يُمكن أن تشمله المناقشات اللاحقة، لكنني أعتقد أن الجميع يُدرك أن أي اتفاق نهائي سيتطلب مشاركةً فعّالة من الرئيسين".

بدوره، قال تشين تشي وو، أستاذ العلوم المالية بجامعة هونج كونج، إن ترمب "حاول بشتى الطرق إقناع الصين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لإظهار التقدم".

وأضاف تشين، أن الصين "تمسكت بموقفها طوال الوقت، مُبقيةً الباب مفتوحاً للمحادثات. هذه مواجهة محفوفة بالمخاطر، ولا يمكن لأي من الطرفين تحمّل خسارة ماء الوجه". 

وكشفت الصين، الأربعاء، عن مجموعة من الإجراءات الداعمة، بما في ذلك تخفيضات في أسعار الفائدة الرئيسية، وزيادة التمويل للتقدم التكنولوجي، لدعم اقتصادها واستقرار أسواق رأس المال، كما اعتُبرت هذه الخطوة محاولة من بكين لتعزيز موقفها قبل المحادثات.

وقال المحللون، إن أفضل سيناريو للمحادثات هو خفض متبادل للرسوم الجمركية، لكن مثل هذا التطور يبدو مستبعداً.

بدوره، قال تشا داو جيونج، أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي بجامعة بكين: "ستكون النتيجة المثالية أن يُختتم اجتماع جنيف بإعلان متزامن عن خفض الرسوم الجمركية". 

وأضاف أن الاجتماع وُصف في التصريحات الصينية بأنه "اتصال"، وليس "تفاوضاً. في تقديري للفارق الدقيق المقصود، فإن التوقعات بتحقيق نتائج جوهرية منخفضة، ربما من كلا الجانبين".

ضربة اقتصادية

في غضون ذلك، أبدى المسؤولون الصينيون حذرهم بشأن أهداف المحادثات، إذ كررت بكين، الخميس، دعوتها لإدارة ترمب لإلغاء الرسوم الجمركية الأحادية الجانب على الصين، حيث صرّح المتحدث باسم وزارة التجارة، هي يادونج، بأن الولايات المتحدة "بحاجة إلى إبداء الصدق في الحوار والاستعداد لتصحيح أخطائها".

وفي حين أن التوقعات بشأن محادثات نهاية هذا الأسبوع، محدودة، فإن مجرد انعقادها يُعطي بعض التفاؤل.

وترى "بلومبرغ" أن الرسوم الجمركية بمعدلاتها الحالية، ستُخفّض الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 2.9%، وسترفع الأسعار الأساسية بنسبة 1.7% على مدى عامين إلى ثلاثة أعوام.

ويُجادل اقتصاديون آخرون، بأن الاندفاع نحو تخزين البضائع قبل فرض الرسوم الجديدة، قد منح الشركات الأميركية هامشاً من الحماية على الأقل في الوقت الحالي. 

وقد بلغ العجز التجاري الأميركي، مستوى قياسياً في مارس الماضي، حيث سارعت الشركات إلى استيراد المنتجات، مما يُشير إلى أن الشركات قد خزّنت مخزونات احتياطية.

وبالنسبة للصين، يُرجَّح أن تكون الرسوم الجمركية قد ساهمت في أسوأ انكماش للصناعات منذ ديسمبر 2023. وبينما كانت صادرات أبريل الماضي أقوى من المتوقع، انخفضت الشحنات إلى الولايات المتحدة بشكل حاد، ومن المرجح أن يزداد تأثير الحرب التجارية وضوحاً بدءاً من مايو الجاري.

وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية خلال الأيام المقبلة، فإن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة والصين تتسابقان نحو اتفاق أوسع لحل خلافاتهما التجارية. 

ومنذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، رُفعت الرسوم الجمركية التراكمية على الواردات الصينية بنسبة 145% على الأقل، وبلغ إجمالي المعدل الفعلي 245% لبعض السلع، فيما ردت الصين بفرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 125% على المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك