قال مسؤولون لوكالة "رويترز"، الجمعة، إن 10 انفجارات وقعت قرب مطار سريناجار بإقليم كشمير الخاضع لسيطرة الهند، فيما تبادلت باكستان والهند الاتهامات بشن هجمات عسكرية جديدة باستخدام طائرات مسيرة ومدفعية خلال الليل وحتى صباح الجمعة مع فرار سياح وقرويين خلال ثالث يوم من أعنف موجة قتال بين الجارتين منذ ما يقرب من 3 عقود.
ودوت صافرات الإنذار في مدن كشمير، بؤرة الصراع، وما حولها وطُلب من الناس البقاء في منازلهم. وعلق مجلس الكريكيت الهندي بطولة الدوري الهندي الممتاز فيما نقل الدوري الباكستاني الممتاز مبارياته إلى الإمارات.
وتدور اشتباكات بين الخصمين القديمين منذ أن قصفت الهند مواقع عدة في باكستان، الأربعاء، قالت إنها "معسكرات إرهابيين" رداً على هجوم دام على سياح هندوس في منطقة كشمير المضطربة الشهر الماضي.
ونفت باكستان ضلوعها في الهجوم، لكن البلدين يتبادلان إطلاق النار والقصف عبر الحدود، ويرسلان طائرات مسيرة وصواريخ إلى مجالهما الجوي، ما أقلق قوى عالمية تدعو إلى ضبط النفس.
وتشير تقديرات أن أعداد الضحايا من كلا جانبي الحدود نحو 48 شخصاً في أعمال العنف منذ، الأربعاء، لكن لم يتسن التحقق على نحو مستقل من هذه التقديرات.
تبادل الاتهامات
قال سلاح الجو الهندي، إن باكستان استخدمت طائرات مسيرة تركية لمهاجمة 36 موقعاً في غرب الهند وشمالها الغربي، وفي كشمير وأبعد من ذلك في الولايات المتاخمة لباكستان وصولاً إلى حافة بحر العرب.
وذكرت فيوميكا سينج الضابطة بسلاح الجو الهندي في إفادة، أن الهند ردت بإطلاق طائرات مسيرة على أهداف في باكستان، ودمرت منظومة دفاع جوي.
وزعمت أن باكستان استخدمت الرحلات الجوية التجارية "درعاً" خلال هجوم الطائرات المسيرة، وذلك بالسماح لشركات الطيران بالعمل على جانبها من الحدود في محاولة لمنع الهند من الرد أو إضعافه. ولم يصدر أي تعليق بعد عن باكستان.
وقالت قوات أمن الحدود الهندية، إنها أحبطت "محاولة تسلل كبرى" في منطقة سامبا بكشمير مساء الخميس. وذكر مسؤول أمني طلب عدم نشر اسمه، أن القصف بالمدفعية الثقيلة مستمر في منطقة أوري إلى اليوم.
وأضاف المسؤول: "اشتعلت النيران في منازل عدة، وألحق القصف في قطاع أوري أضرارا بها... وقتلت امرأة وأصيب 3 أشخاص في القصف الذي وقع ليلاً".
وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار، إن بيان الجيش الهندي "لا أساس له من الصحة ومضلل"، وإن باكستان لم تقم بأي "أعمال هجومية" تستهدف مناطق داخل الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير أو خارج حدود البلاد.
وذكر مسؤولون في الشطر الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير، أن 5 مدنيين، منهم رضيع، قُتلوا وأصيب 29 آخرون في قصف عنيف عبر الحدود خلال الساعات الأولى من صباح الجمعة. ولم ترد وزارة الدفاع الهندية بعد على طلب للتعليق.
وهذه أكثر معارك يسقط فيها ضحايا منذ صراع محدود بين البلدين في منطقة كارجيل بكشمير في 1999.
صافرات الإنذار تدوي في أمريتسار
وفي جامو، العاصمة الشتوية للشطر الهندي من كشمير الذي تعرض لهجوم بطائرات مسيرة مساء الخميس، بدأت المتاجر والشركات في الإغلاق عند الساعة الخامسة مساء الجمعة (11:30 بتوقيت جرينتش)، وكانت الشوارع خالية إلى حد بعيد مع إسراع الناس إلى منازلهم.
وفي ولاية البنجاب المجاورة، نصحت السلطات المواطنين بأخذ صافرات الإنذار على محمل الجد وعدم اعتبارها تدريبات. وجاء في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي "تذكروا: الصمت والظلام والانضباط، هذه هي الأمور التي تنقذ الأرواح".
ودوت صافرات الإنذار لأكثر من ساعتين الجمعة، في مدينة أمريتسار الحدودية الهندية التي تضم المعبد الذهبي الذي يقدسه السيخ.
ولم تقع أي هجمات بعد ذلك، لكن السياح فروا من المدينة عبر الطرق البرية بعد إغلاق المطار.
وأُغلقت المدارس ومراكز التدريب في منطقة بيكانير بولاية راجاستان الصحراوية الهندية. وقال سكان المناطق القريبة من الحدود الباكستانية، إن السلطات طلبت منهم الانتقال إلى أماكن أبعد وبحث إمكان الانتقال للعيش مع أقاربهم، أو في أماكن الإقامة التي أعلنتها الحكومة.
وفي منطقة بهوج بولاية جوجارات في الجنوب، قالت سلطات المنطقة، إن الحافلات السياحية تقف على أهبة الاستعداد لإجلاء السكان بالقرب من الحدود مع باكستان.
وأصدرت المديرية العامة للشحن في الهند تعليمات لكل الموانئ والمرافئ والسفن بتعزيز الأمن وسط "تزايد المخاوف من تهديدات محتملة".