قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إنه يؤمن بمحاولة حل النزاع مع إيران عبر الحوار، وأن طهران لن تنجح في خداعه أو كسب الوقت عبر طاولة التفاوض، وكرر التحذير من أن "البديل سيكون أسوأ"، كما رفض الانتقادات الموجهة له بسبب اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون مترجم أو وفريق رسمي، معتبراً أن "الأمور سارت بشكل أفضل بوجوده وحده خلال اللقاء".
ووجد ويتكوف نفسه أمام سيل من الانتقادات الإعلامية خلال الأسابيع الماضية بسبب طريقة التفاوض مع إيران وروسيا، وهو ما رد عليه خلال مقابلة مع Breitbart News (برايتبارت نيوز)، الخميس، ونُشرت الجمعة، قائلاً: "أعتقد أنهم أخطأوا في التقدير، وأعتبر ذلك خطأً منهم".
وأوضح: "أنا مخلص للرئيس، لكنني أيضاً أؤمن بسياساته. فعلياً أؤمن بها. أؤمن بمحاولة حل النزاع الإيراني عبر الحوار. أولاً، هذا حل أكثر ديمومة من أي بديل آخر. إذا استطعنا إقناع إيران بالتخلي طوعاً عن برنامج تخصيب اليورانيوم، وإيقاف امتلاك أجهزة الطرد المركزي أو المواد القابلة للتخصيب إلى درجة 90% اللازمة للسلاح النووي، فإن هذا سيكون الطريق الأنجح لضمان ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً. لذلك، فإن رؤيته للحل هي الأفضل، ونأمل أن توافق إيران، لأن البديل ليس في صالحها."
وانخرطت الولايات المتحدة وإيران، الشهر الماضي، في محادثات بوساطة عمانية بشأن برنامج طهران النووي، وعقدا 3 جولات من المحادثات وصفاها بأنها "مثمرة"، إلا أن الجولة الرابعة تم تأجيلها، السبت الماضي، قبل أن يعلنا عن استئنافها الأحد المقبل.
"المحافظون الجدد" يفضلون الحرب
وعند سؤاله عما إذا كان يعتقد أن بعض هؤلاء المنتقدين يهاجمون جهوده لأنهم يفضلون الحرب على السلام، قال ويتكوف إن هناك فعلاً "تياراً من المحافظين الجدد يعتقد أن الحرب هي السبيل الوحيد لحل النزاعات".
وأضاف: "هم يؤمنون بتدخل عسكري، وبالتالي في عقولهم، أي مشكلة لا بد أن يكون حلها ذا طابع عسكري. لا يعيرون أي اهتمام للعواقب. تسمع هذا دائماً، يقولون: علينا استخدام القوة مع هؤلاء. ويقولون إن الإيرانيين سيخدعونك في الحوار. ربما يحاولون. لكنني لا أعتقد أنهم سينجحون في خداعي. وإذا ظنوا أن بإمكانهم كسب الوقت على طاولة التفاوض، فلن يروا الكثير مني — والبديل، كما يقول الرئيس، سيكون سيئاً بالنسبة لهم".
وأضاف ويتكوف أن "تيار المحافظين الجدد يعتقد أن الحرب هي الحل الوحيد. أما الرئيس، فيؤمن بأن شخصيته ونهجه يمكن أن يدفع الآخرين إلى اتخاذ قرارات أفضل تخدم مصالح الحكومة الأميركية. وأنا أؤمن بذلك أيضاً".
لقاء بوتين
ورد المبعوث الأميركي على الانتقادات الموجهة له بسبب لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمفرده في غياب مساعدين له، قائلاً إن البديل هو ما فعله الرئيس الأميركي السابق جو بايدن "خلال إدارته الفاشلة، حين لم يكن هناك أي تواصل على الإطلاق".
وتابع: "أما في عهد ترمب، فقد وجّهني الرئيس إلى الانخراط والعمل على التوصل إلى حل أفضل (...) أعتقد أن كثيرين اعتادوا على طريقة عمل بيروقراطية تقليدية، خاملة، لم تكن فعّالة تاريخياً، ولا تبدو فعّالة الآن">
وأوضح أن لقاءاته مع بوتين لم تكن مفتوحة لمراقبين من الخارج، متسائلاً: "هل كان يجب أن أقول له لا أريد فتح حوار معك، ولا أريد إقامة علاقة معك؟ بايدن لم يتحدث إليه طوال ثلاث سنوات ونصف. أما أنا، وبتوجيه مباشر من الرئيس، سنحت لي الفرصة للتواصل مع الرئيس بوتين، هو الطرف المركزي في هذا النزاع. وإذا لم نتحدث معه، فكيف نأمل أن نصل إلى تسوية؟ الأمر مستحيل".
وأضاف أن فكرة أنه لا ينبغي لنا أن نحادثه "سخيفة"، أو أنه لا بد أن أشترط في تلك المحادثات أن يصحبني مترجم أو وفد رسمي. وأوضح: "لم أكن بحاجة لأي أحد معي. بل إن الأمور سارت بشكل أفضل بوجودي وحدي، وبعدها قمت بإطلاع القيادة وفريق السياسة الخارجية على كل التفاصيل".
والتقى ويتكوف مع بوتين لمدة 3 ساعات في موسكو، 25 أبريل الماضي، لمناقشة الخطة الأميركية الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال ترمب إن الجانبين "قريبان للغاية من التوصل إلى اتفاق"، رغم الاختلافات الواضحة في مواقفهما.
السياسة التفاوضية
ورد ويتكوف على منتقديه، قائلاً إن العديد منهم لا يريدون أن تنجح جهوده التفاوضية لأنهم يفضلون الحرب على السلام. وأضاف أن الرئيس يؤمن بمبدأ السلام عبر القوة، وأن اللجوء إلى العنف والحرب ليس بالضرورة في مصلحة البلد، ولا هو الطريقة الأفضل لفرض الهدن أو اتفاقات السلام أو غيرها".
وأردف: "إنه (ترمب) زعيم قوة عظمى، أقوى دولة في العالم، ولو أراد استخدام القوة العسكرية لفعل ذلك في أي مكان، لكنه ببساطة لا يرى أن ذلك مجدٍ في كثير من الحالات. ولهذا، فإن الحوار والدبلوماسية هما الطريق الذي يفضّله في كل مرة، لأن التوصل إلى حل سلمي لصالح الولايات المتحدة هو الخيار الأفضل لمواجهة كثير من مشكلات العالم اليوم".
الصداقة مع ترمب
وعندما سُئل كيف انخرط في هذا المسار التفاوضي، قال ويتكوف: "الرئيس وأنا أصدقاء مقرّبون جداً، وأنا أعتز بذلك. أعتبره نعمة في حياتي. لقد ألهمني في كثير من الجوانب. قبل انتخابه، كان يتعرض للاضطهاد — أربع محاكمات منفصلة، رأيتها مهينة. وقلت ذلك علناً"، بحسب قوله.
وتابع: "شهدت لصالحه في قضيته مع المدعية العامة. وكنت إلى جانبه خلال الكثير من جلسات قضيته الجنائية مع ألفين براج، والتي بدت كأنها مسرحية مفبركة بالكامل"، على حد تعبيره.
وواصل ويتكوف حديثه: "كنا نتحدث لساعات عن أمور شتى، وعندما انتُخب أول مرة، سألني: هل تود القيام بشيء؟، وأنا كنت أبحث دوماً عن عمل له قيمة، له معنى، يتجاوز الذات. فبدأنا الحديث عن الشرق الأوسط، ومن هنا بدأ الأمر. لم أكن أدرك حجم المسؤولية حينها، أما الآن فأدركها — إنها مسؤولية هائلة. لكن العمل مع الرئيس أمر مذهل، لأنه يفتح المجال لأشخاص مثلي".
"لا خلاف مع روبيو"
ومن بين الانتقادات الأخرى التي وُجّهت إليه، ما نشره موقع "بوليتيكو" بشأن وجود خلاف بينه وبين وزير الخارجية ماركو روبيو بخصوص بعض هذه المفاوضات، لكن ويتكوف نفى ذلك بشدة، قائلاً إن "هذا خبر مزيف تماماً. وزير الخارجية وأنا صديقان مقرّبان. ليست علاقة عمل فقط، بل علاقة صداقة حقيقية وعميقة".
وأردف: "نحن نتشاور ونتحدث باستمرار، أحياناً أتحدث إليه من خمس إلى سبع مرات يومياً، عبر الهاتف فقط، دون احتساب مكالمات غرفة العمليات أو الاجتماعات الثنائية أو اللقاءات المشتركة في المكتب البيضاوي. لا يوجد أي خلاف بيننا. نحن متطابقان تقريباً في أسلوبنا السياسي. وعندما قرأت الخبر، قلت لنفسي: عمن يتحدثون؟ لم أتمكن حتى من معرفة من يقصدونه".