حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الاثنين، من تفعيل آلية للأمم المتحدة "سناب باك" لمعاودة فرض العقوبات على طهران، معتبراً أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد "لا رجعة فيه" للتوتر.
وبموجب شروط قرار الأمم المتحدة الذي صادق على الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، بإمكان القوى الأوروبية الثلاث معاودة فرض عقوبات المنظمة الدولية على طهران قبل 18 أكتوبر، وهو ما يعرف في الأوساط الدبلوماسية باسم "آلية معاودة فرض العقوبات".
وكتب عراقجي في مقال بمجلة "لو بوان" الفرنسية قائلاً: "أوضحت إيران موقفها، حذّرنا رسمياً جميع الموقعين على خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النووي، من أن إساءة استخدام آلية معاودة فرض العقوبات، سيكون لها عواقب، ليس فقط إنهاء دور أوروبا في الاتفاق، وإنما أيضاً تصعيد التوتر".
وخلال ولاية الرئيس دونالد ترمب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وست قوى عالمية عام 2015، وعاودت فرض عقوبات صارمة دمرت الاقتصاد الإيراني.
المفاوضات بين واشنطن وطهران
ولا تشارك القوى الأوروبية في المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، والتي انتهت الجولة الرابعة منها في سلطنة عمان، الأحد، لكن القوى الثلاث سعت إلى التنسيق عن كثب مع الولايات المتحدة بشأن ما إذا كانت ستلجأ إلى آلية معاودة فرض العقوبات لزيادة الضغط على إيران.
وقال ترمب، الاثنين، أن إيران "تتصرف بذكاء"، مضيفاً "نريد أن تصبح إيران دولة غنية ورائعة وسعيدة وعظيمة، لكنها لا يمكن أن تملك سلاحاً نووياً، الأمر بسيط جداً، وبالتالي أعتقد أنهم يدركون أنني جاد، وأرى أنهم يتحلون بالعقلانية حتى الآن".
وأُجلت المحادثات بين إيران وما تسمى مجموعة الترويكا، وهي الدول الأوروبية الثلاث، في روما في وقت سابق من مايو.
وذكر عراقجي أن اجتماعاً انعقد منذ ذلك الحين بين نائب وزير الخارجية الإيراني ونظرائه من مجموعة الدول الأوروبية الثلاث، واصفاً إياه بأنه "بداية واعدة، لكنها هشة".
ووفقاً لدبلوماسيين ووثيقة اطلعت عليها "رويترز"، قد تفعل دول الترويكا آلية معاودة فرض العقوبات بحلول أغسطس، إذا لم يتسن التوصل إلى "اتفاق جوهري بحلول ذلك الوقت، إذ تنتهي هذه الآلية في 18 أكتوبر".
وتدهورت العلاقات بين الدول الثلاث وإيران العام الماضي، رغم انعقاد اجتماعات متقطعة، وذلك على خلفية العقوبات الجديدة المفروضة على طهران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية، واتهامها بدعم روسيا في الحرب أمام أوكرانيا.
وقالت إيران منذ فترة طويلة إن "برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فحسب، وتنفي سعيها لامتلاك سلاح نووي".