وزير الخارجية القطري: الأوضاع الإنسانية في غزة كارثية وهناك مجاعة بالفعل

قطر: نأمل في اتفاق أميركي إيراني "بأسرع وقت".. ونسعى لتفاهمات بشأن عقوبات سوريا

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي في الدوحة. 13 أكتوبر 2023 - Reuters
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي في الدوحة. 13 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

حث رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، الولايات المتحدة وإيران، على التوصل إلى اتفاق بشأن ملف طهران النووي "بأسرع وقت"، مشيراً إلى أن بلاده تسعى إلى الوصول إلى تفاهمات مع الإدارة الأميركية بشأن رفع العقوبات عن سوريا، وعن الوساطة في مفاوضات غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية، أعرب وزير الخارجية القطري، عن أمله في التوصل إلى "اتفاق قريب" لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب، محذراً من تصاعد سوء الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

وتحدث رئيس الوزراء القطري، في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، عن الملفات التي ستُطرح خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الدوحة، مؤكداً أن "الشراكة بين قطر والولايات المتحدة تشمل جوانب متعددة، أبرزها التعاون في مجالي الأمن والدفاع"، مشيراً إلى أن "الوضع الإقليمي يشهد تطورات متسارعة، لا سيما فيما يتعلق بالمفاوضات مع إيران".

ويبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هذا الأسبوع، أول زيارة رسمية له إلى منطقة الخليج، تشمل السعودية وقطر والإمارات. 

مفاوضات إيران

وفي سياق الحديث عن الملف الإيراني، أشار رئيس الوزراء القطري إلى أن بلاده "تُشّجع الطرفين، الإيراني والأميركي، على التوصل إلى اتفاق بأسرع وقت"، لافتاً إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 "دفع إيران إلى تسريع نشاطها في تخصيب اليورانيوم".

وأضاف: "نحن نعتقد أن شهر أكتوبر سيكون محطة حرجة، إذ من المقرر أن يعيد مجلس الأمن الدولي النظر في برنامج إيران النووي، وقد يُعاد فرض العقوبات الدولية في حال غياب الاتفاق".

وتجري الولايات المتحدة مفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، بوساطة من سلطة عمان. وعقد البلدان 4 جولات وُصفت بالإيجابية من الأطراف الثلاثة.

عقوبات سوريا والوساطة في غزة 

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت قطر تؤيد رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، قال رئيس الوزراء القطري، إن "الهدف هو التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات عن الحكومة السورية الجديدة".  

وأضاف أنه "منذ تولي الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع، السلطة في سوريا، بدأنا نسمع رسائل إيجابية"، مضيفاً أن "قدرة هذه الحكومة على المضي قدماً تظل محدودة للغاية؛ بسبب نظام العقوبات المفروض عليها". 

وفي سياق ملف الوساطة في مفاوضات غزة، تحدث رئيس الوزراء القطري عن جهود بلاده، قائلاً: "خلال العام ونصف الماضيين، نجحنا في الإفراج عن أكثر من 130 رهينة، وقد تم ذلك بوساطتنا".

وأوضح رئيس الوزراء القطري أن التوصل إلى اتفاق مع "حماس" بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، تطلّب ممارسة ضغوطاً على الحركة، مشيراً إلى أن "الاتفاق الأول تم التوصل إليه في نوفمبر 2023، بعد شهر من هجوم 7 أكتوبر، حيث أُفرج عن 105 من النساء والأطفال والأجانب".

وأضاف: "استغرق الأمر حتى يناير 2025 للتوصل إلى وقف إطلاق النار الثاني، إذ أُفرج عن 33 رهينة إضافية ضمن صفقة تبادل أسرى تمت بوساطة قطرية أميركية مصرية".  وتابع: "نحن الآن نحاول التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح من تبقى". 

وعن العقبات الراهنة، قال وزير الخارجية القطري: "بصفتي وسيطاً، أحاول قدر الإمكان ألا أوجه اللوم لطرف دون الآخر، لكن الحقيقة أن الاتفاق الأول شهد الكثير من الانتهاكات، وهو ما قوض الثقة بين الأطراف، وأعاق الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق". 

وبشأن ما إذا كانت قطر لا تزال تملك نفوذاً على حركة "حماس" الفلسطينية، أجاب: "نحن لم نمتلك السيطرة على حماس أبداً، ما امتلكناه هو الصبر، وعدم الاستسلام". 

الأوضاع الإنسانية في غزة

وعن التطورات الميدانية في قطاع غزة، أكد وزير الخارجية القطري، أن الوضع الإنساني في غزة "أصبح كارثياً"، مضيفاً:" لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ أكثر من خمسة أسابيع، وهناك مجاعة بالفعل". 

وأشار إلى أن بلاده "تجري محادثات مع الإسرائيليين والأميركيين في محاولة لإيجاد منفذ يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية"، مؤكداً أنه "لا شيء يمكنه دخول غزة حالياً"، مشدداً على أن حياة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة "معرضة للخطر مثلهم مثل باقي المدنيين"، مشيراً إلى أن بلاده تبذل أقصى جهودها للتوصل إلى حل "نأمل أن يتحقق قبل زيارة الرئيس الأميركي".  وأضاف: "نعمل ليلاً ونهاراً لمحاولة إنجاز شيء ملموس". 

وحول مستقبل قطاع غزة، قال رئيس الوزراء القطري، إن "السؤال الجوهري هو كيف ننهي هذه الحرب، ونعيد غزة إلى وضع لا يجعلها عرضة للخطر بشكل يومي".

وأضاف: "إذا كان الأمر يتطلب تشكيل حكومة فلسطينية جديدة في غزة، فيجب أن يحدث ذلك، نحن نؤيد أن يكون للفلسطينيين حكومة تكنوقراط".

وتابع: "نحن ندرك حجم المعاناة التي خلّفها السابع من أكتوبر والحرب. لا أعتقد أنه يمكننا العودة إلى الوضع السابق". 

وبشأن إطلاق سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي، عيدان ألكسندر، دون صفقة تبادل، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن: "نحن سعداء بأن عيدان ألكسندر سيعود إلى عائلته، ونتمنى ذلك لجميع الرهائن. ما تحقق هو نتيجة جهود شاقة لوقف إطلاق النار".  

وأضاف: "نأمل أن نتمكن من إعادة الطرفين إلى طاولة الحوار لإجراء محادثات بناءة تنهي النزاع، وتسمح بإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى غزة". 

حل الدولتين 

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الرئيس ترمب سيُعلن خلال زيارته دعمه لحل الدولتين، قال رئيس الوزراء القطري: "لم نسمع شيئاً بهذا الخصوص، لكننا نعتقد أن هذا هو الحل النهائي، وقطر كانت دائماً من الداعمين الأقوياء لحل الدولتين منذ البداية". 

وحول دور قطر الدبلوماسي المتزايد، قال رئيس الوزراء: "نحن دولة صغيرة، لكننا نتمتع بقدرة كبيرة على الوصول والانخراط".  

واستعرض وزير الخارجية القطري، جهود بلاده في ملفات متعددة، منها الوساطة بين حركة "طالبان" الأفغانية وإدارة ترمب الأولى، ثم التعاون مع إدارة الرئيس جو بايدن في تنفيذ عملية الإجلاء بعد سقوط العاصمة الأفغانية كابول في أيدي طالبان، مشيراً إلى أن قطر تسهّل حالياً محادثات بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، كما تلعب دوراً في الأزمة الأوكرانية.

الحرب الروسية الأوكرانية

وفي ما يخص دور قطر في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أوضح رئيس الوزراء القطري: "ما حدث في أوكرانيا أمر غير مقبول بالنسبة لنا، نركز حالياً على لمّ شمل الأطفال الذين أُبعدوا عن عائلاتهم، وتمكّنا من إعادة أطفال أوكرانيين نُقلوا إلى روسيا إلى عائلاتهم".  

وأضاف: "رغم ذلك، لا نزال نحافظ على علاقتنا مع روسيا، ونتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". 

وبعيداً عن الملفات التقليدية، كشف رئيس الوزراء أنه "في نهاية عام 2023، ساعدنا في إطلاق سراح مواطنين أميركيين كانوا محتجزين في فنزويلا"، مضيفاً "أحياناً، كونك دولة صغيرة يمنحك القدرة على التحرك بسرعة والتواصل مع الجميع".

تصنيفات

قصص قد تهمك