قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الثلاثاء، إن معدلات سوء التغذية في غزة آخذة في الارتفاع، وإن الجوع قد يُخلّف آثاراً طويلة الأمد على "جيل كامل".
وقال ريك بيبركورن في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من دير البلح: "بدون طعام مغذٍّ ومياه نظيفة ورعاية صحية كافية، سيتأثر جيل كامل بشكل دائم"، محذراً من "تدهور الصحة وتأخر النمو وضعف النمو الإدراكي".
وأضاف بيبركورن، أنه رأى أطفالاً في العيادات يبدون أصغر سناً من أعمارهم بسنوات.
وذكر أن منظمة الصحة العالمية توصلت إلى تقارير بشأن مصرع شخصين وإصابة آخرين في قصف مستشفى ناصر، الثلاثاء، إذ كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، قصف ما زعم أنه "مركز قيادة وسيطرة" تابع لحركة "حماس" داخل المستشفى في غزة.
نقص الغذاء يهدد "جيلاً كاملاً"
وحذرت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، من تزايد خطر المجاعة في غزة في ظل المنع المتعمد للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء.
وقالت المنظمة في موقعها الرسمي، إن سكان غزة يواجهون، نقصاً غذائياً مطولاً، إذ يعاني ما يقرب من نصف مليون شخص، من سوء التغذية الحاد والمجاعة والمرض ويواجهون خطر الموت. وقالت إن "هذه واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم".
وجاء ذلك بمناسبة صدور آخر تقرير للأمن الغذائي الذي تصدره، الثلاثاء، شراكة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، التي تُعد منظمة الصحة العالمية عضواً فيها.
وأشار التقرير إلى أن ثلاثة أرباع سكان غزة يعانون من حرمان غذائي "طارئ" أو "كارثي"، وهما أسوأ مستويين من مستويات انعدام الأمن الغذائي والحرمان التغذوي وفق مقياس (IPC) المكون من خمسة مستويات.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس: "لسنا بحاجة لانتظار إعلان المجاعة في غزة لنعلم أن الناس يتضورون جوعاً ويمرضون ويموتون بالفعل، بينما الغذاء والأدوية على بُعد دقائق عبر الحدود".
وأضاف: "يُظهر تقرير اليوم أنه بدون الوصول الفوري إلى الغذاء والإمدادات الأساسية، سيستمر الوضع في التدهور، مما يتسبب في المزيد من الوفيات والانزلاق إلى المجاعة".
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن 57 طفلاً لقوا حتفهم جراء آثار سوء التغذية منذ منع دخول المساعدات في 2 مارس 2025، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، مرجحة أن يكون هذا العدد أقل من الواقع وأن يرتفع.
وحذرت من أنه في حال استمرار الوضع على هذا النحو، فإنه من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 71 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الحادي عشر المقبلة، وفقا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
هدنة قصيرة
وشهد القطاع المحاصر توقفاً قصير الأمد في القتال، الاثنين، خلال عملية إعادة رهينة أميركي إسرائيلي كانت تحتجزه حركة "حماس".
وتسلم الجيش الإسرائيلي، عيدان ألكسندر (21 عاماً)، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي سهلت نقله بعد تسلمه من حركة "حماس".
وقالت "حماس" في بيان، إنها أفرجت عن ألكسندر، في بادرة حسن نية منها تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يزور السعودية، في أول جولة خارجية رسمية له منذ توليه المنصب في يناير الماضي.
وكتب ترمب على منصة "تروث سوشيال"، في وقت سابق من الاثنين: "حماس ستطلق سراح الرهينة الأميركي عيدان ألكسندر، الذي كان يُعتقد أنه مات، خبر رائع!".
وتوقف القتال في غزة مع حلول الظهر في غزة بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستوقف عملياتها للسماح بالمرور الآمن للرهينة.
وأفاد مسؤولون بالقطاع الصحي في فلسطين، بأن إسرائيل شنت قصفاً بالدبابات وهجوماً جوياً بعد تسليم الرهينة، ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة أطول أو إطلاق سراح رهائن.
وبعد استئناف إسرائيل إطلاق النار، قالت السلطات في غزة، إن ضربة جوية أودت بحياة ثلاثة أشخاص وأصابت آخرين في مكان يؤوي عائلات نازحة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.
ولقيت امرأة حتفها، وأصيب عدة أشخاص عندما أصابت قذائف دبابات مدرسة تؤوي عائلات نازحة في حي التفاح بشمال غزة.